الفصل الرابع و الأربعون

66 4 0
                                    

الفصل الرابع و الأربعون .
نجع الجن تأليف سماح عياد  .

بعد عقد القران دخل وليد عند النساء ليلبس صفاء شبكتها و هو ينظر في الأرض حتى لا يراها و ينفلت زمام الأمور منه و يظهر حبه لها الذي يفعل المستحيل حتى يخفي ذلك الحب الذي يعصف بكيانه كلما رأها و إقترب منها ، كيف سيلبسها الشبكة ، هي أصبحت حلاله يحق له التحدث معها و النظر إليها و الإرتواء من نهر عينيها  ، و يحق له أكثر من ذلك بكثير و لكنه سينتظر حتى تصبح زوجته و تنير بيته حتى لا تستغل حبه لها هي و أمها و تسيطر عليه و تصبح هي المتحكم في حياته ، لو كان له أخوة ذكور غيره لتركها تفعل به ما تشاء و لكنه لا يستطيع لأنه يتحمل مسؤلية والدته و التي ستعيش معه في نفس المنزل بالإضافة لأخته ، كثيرا ما يسمع عن قصص أبناء فضلوا زوجاتهم على أمهاتهم و هو مهما حدث لن يكون أحدهم ، لن يغلب عشق الزوجة على حب و بر الأم ، عندما توفي والده رفضت والدته أن تتزوج رغم جمالها و شبابها لكي لا تجرح مشاعر إبنها الذي أصبح رجلها بعد وفاة والده رغم أنه كان في الشهادة الإعدادية و عندما سمع جدته تقول لأمه أنه سيكبر و يتركها و لن يفكر بها عندما يتزوج و سيفعل معك كما فعل والده يترك أمه لكي يرضي زوجته ،
فأقسمت وقتها أن لا أكون مثل أبي و أغضب أمي لأجل زوجتي و لن أحب نعم كان هذا مبدأ قررت العيش به و كأن الحب قرار نمتلكه و لم أعرف أن الحب هو من يمتلك و يقرر كيفما شاء  .
تحضنه أمه و تقول ألف مبروك يا حبيبي ربنا يهنيكم و يسعدكم .
تتوالى عليه المباركات و التهاني من نساء عائلته و عائلة صفاء ، و ينتهي به المجلس بجوارها  و أمام أنظار الجميع مع رائحة عطرها المهلك و رغم الأصوات الكثيرة من حولهما إلا أن صوت دقات قلبه تكاد أن تصم أذنيه بسبب قربها .
خالته :  في ايه يا وليد إنت مكسوف ولا ايه ، متبارك لعروستك .
كريمة :  مش تمسك إيد عروستك يا عريس ، خلاص هي بقت حلالك .
يمسك وليد يد صفاء و يشعر بأن تيار كهربي يسير في جسده كله و دون أن يشعر يجد نفسه يأخذ يدها و يقبلها ، هو لا يدري كيف تتبدل كل قراراته دون أن يشعر فور أن يقترب منها ، تقبيل يد العروس من قبل عريسها عندهم في المدينة ليس عيب و ليس غريب و لكن هنا في النجع الوضع يختلف فهذا عيب فلا يقبل رجل يد إمرأة إلا والدته أو من هن مثل أمه من كبار السن و هو دليل على الطاعة العمياء و إعلان الخضوع ، و لكن ما يشفع له أنه غريب عن النجع ولا يعرف التقاليد فهو بالطبع لا يقصد ما فهموه .
تصدم صفاء بما فعله وليد فهو مدرسها و هذا الأمر عندهم عيب و لا يصح كان المفروض أن تسحب يدها منه و لكنها صدمت و شعرت أنها غابت عن الواقع الذي تعيش فيه و لم يتبقى في المكان غيرهما فقط ، هل هو سعيد بهذا الإرتباط الذي فرض عليه ، أم أنه يمثل ليغطي على غلطة الأمس و إهماله لها .
تعلو ثغر زينب إبتسامة سعادة و فخر لما فعله وليد فهو أعلن للجميع أن بنت زينب هي المسيطرة دون أن يقصد أو يجوز هو فعل ذلك كنوع من الإعتذار لها عما فعله بالأمس .
وليد :  ألف مبروك يا صفاء ربنا يقدرني و أسعدك  .
صفاء بخجل شديد :  شكرا يا أستاذ وليد .
وليد :  هو في واحدة تقول لجوزها يا أستاذ  .
يحمر وجه صفاء من الخجل و تنظر في الأرض و هي تشعر بأنها تحلم هل هذا الذي يجلس بجانبها هو  حقا حلم حياتها و زوجها ،  هل من الممكن أن يكون أحد أكثر منها سعادة اليوم ، لا تعتقد ذلك .
يقوم وليد و يلبس صفاء الشبكة و هو يتمنى أن لا تنتهي هذه اللحظات ، و لكن اللحظات الجميلة تنتهي سريعا .
ينتهي حفل الخطبة و يبدأ الضيوف في الإنصراف  وسط إنبهار أهل وليد بجمال العروس و صغر سنها بالإضافة إلى كرم الضيافة الذي لم يشهدوا مثله من قبل و ثراء أهل العروس و كمية الهدايا التي حصلت عليها ، و هذا ما جعل سعادة أم وليد تتذايد و هي تشعر بالفخر بسبب هذا النسب مع كبير عائلة الجن .
يخرج وليد مع أسرته ليغادر فتستوقفه الحاجه زينب و تقول :  لسه بدري يا عريس مستعجل ليه ، دا إنت ملحقتش تقعد مع خطيبتك .
وليد :  معلش يا حاجه تتعوض في يوم تاني .
زينب :  إنت بقيت جوز بنتي و تقولي يا عمتي ، و بعدان إنت تشرفنا في أي وقت دا بيتك ، مع السلامة يا إبني .

نجع الجن تأليف سماح عياد (عريس من تل أبيب )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن