الفصل الخامس و الثلاثون

65 4 1
                                    

الفصل الخامس و الثلاثون .
نجع الجن تأليف سماح عياد  .

في صباح اليوم التالي  في تل أبيب .
يوسف :  أنا لا أفهم شيء ، سبق و قدمت على وظيفة مهندس حفر في شركتكم و لم يتم قبولي ، و سيادتك الأن تقدم لي وظيفة مهندس مسؤل و مشرف على الموقع كله .
المدير :  شهاداتك و شهادات الخبرة لديك جيدة و لكنها كما قلت لا تأهلك لتولي منصب مدير المشروع كله ، و لو لم تسأل عن السبب كنت رفضت تعينك فورا ، جاك معه حق أنت أفضل شخص لهذه المهمة .
يوسف :  أي مهمة يا سيدي .
المدير : لديك مميزات و هي ما ستأهلك لهذه المهمة ، أنت شاب جميل و وسيم جدا ، تركي الأصل ، مسلم ، تجيد العربية .
يوسف :  سيدي أنت لم تجب على سؤالي ، بالإضافة إلى أني إسرائيلي ، نعم أتحدث اللغة التركية ، و لاكني لم أزور تركيا أبدا ، و بخصوص الدين فلا يربطني بالإسلام سوى شهادة الميلاد التي إستخرجها والدي قبل وفاته و كتب في الديانة مسلم .
المدير :  هناك موقع لإستخراج المعادن في مصر و الشركة الأم في أمريكا قد تعاقدت مع الحكومة المصرية لبدء العمل و لكن العمل لم يبدأ بسبب وجود قبائل تعيش هناك و هذه القبائل لن ترضى بدخول أي غريب لأرضهم  ،فما بالك بإسرائيلي يهودي ،
و هذا المشروع هام جدا و لا يمكن التخلي عنه ، و لحل هذه المشكلة يجب أن يكون مدير المشروع شخص يستطيع أن يكسب ثقة هذه القبائل و يجعلهم يرضوا ببداية الحفر .
يوسف :  و كيف سأحصل على ثقة هذه القبائل .
المدير :  أولا يجب أن تتعلم طقوس الدين الإسلامي من صلاة و غيرها من عبادات .
يوسف :  و كيف سأتعلم هذه الطقوس ، ما رأي سيادتك بأن أعمل جاسوس بدل من مهندس .
المدير :  و لما لا إن تطلب أمن الوطن ذلك فنحن جميعا فداء للوطن .
يوسف :  هههههه هل لا يزال أحد يصدق هذه الشعارات .المدير :  نحن هنا للإتفاق على عمل و ليس لمناقشة قناعاتنا السياسية .
يوسف :  سيدي أنا ..  يقاطعه المدير و يقول
المدير  :  ثانيا  تتزوج إحدى بناتهم .
يوسف :  هل تمزح معي  .
المدير :  أنا لا أمزح ، هذه القبيلة لديها أجمل فتيات العالم و سوف تسعدك ، و يمكن لك عند إنتهاء العمل أن تطلقها ، و بالطبع جميع النفقات ستتحملها الشركة ، هذا بالإضافة إلى مكافئة كبيرة و ستكون أحد مدراء المشروعات في الشركة و هذا سيجعلك أصغر مدير مشروع في العالم كله و سوف تتهافت أكبر الشركات في العالم على الحصول عليك .
يوسف :  سيدي أنا مهندس و أستطيع أن أثبت جدارتي في أي مكان بعملي و إجتهادي و ليس بالغش و الخديعة و إستغلال وسامتي في إسقاط الفتيات ، و أعتقد أنه يوجد غيري كثير يمتلك مميزات أكثر مني و سيرحبوا بعرضك هذا ، أعتذر سيدي عن تضييع وقتك .
المدير :  هل أنت مجنون ، لا يوجد أحد يرفض فرصة كهذه ، هل تعرف حجم الأموال التي ستحصل عليها ، و كيف ستكون مكانتك بعد هذا المشروع ، فكر في مستقبلك و مستقبل إبنك إبرايم .
يوسف :  إبني ليس محل نقاش و
يقاطعه المدير و يقول :  بل هو سبب هذا العرض ، أنا صديق جاك و جاك يحبك و يريدك أن تعتمد على نفسك لأن والدتك لم تعد تمتلك أموال لترسلها لإبرايم ، كانت عليها ضرائب كثيرة و كذلك عملية التجديد الأخيرة للمقهى و خاصة بعد تضرر المقهى نتيجة التفحير الأخير الذي حدث بالقرب منه .
يوسف :  سيدي هذه أمور خاصة و لا أقبل مناقشتها مع غريب ، أعذرني سيدي يجب عليا الإنصراف .
المدير :  قبل أن تنصرف يجب أن تسمعني و بعدها إفعل ما تشاء ، هذا العرض هو رد جميل لصديقي جاك ،
بعد أن حكى لي عن الضائقة المالية التي تمر بها والدتك و عدم وجود نقود معها لترسلها لإبرايم ولدك في المدرسة الخاصة الداخلية التي يدرس بها بالإضافة إلى نفقات علاج أختك ، و كيف تعاني والدتك لأنها تعرف أنك تبحث عن عمل و ليس معك نقود فهي لا تريد أن تزعجك بهذا الأمر .
يوسف :  و لماذا لم تتحدث معي والدتي في هذا الأمر .
المدير :  لأنها تحبك و الأم دائما تضحي عكس الإبن الذي لا يفكر سوى في نفسه فقط .
يوسف :  يجب أن أتحدث معها أولا ، لأعرف كل شيء .
المدير :  ليزا طوال عمرها مستقلة و لم تحتاج لأحد ، هي لا تريدك أن تشعر أنها ضعيفة ، أنت تعرف مدى قوتها ، هي دائما مسيطرة على الجميع و لذلك أخفت عنك ما تمر به من أزمة مالية قد تفقدها المقهى .
يوسف :  لا يمكن أن تفقد المقهى هي تعتبره أهم ما تملك و مصدر دخلها الذي تنفق منه على لينا و علاجها .
المدير :  و عليك و على أسرتك .
يوسف :  هذه الفترة فقط لأنني لا أعمل و لكن ذلك لن يستمر طويلا .
المدير :  أنت لم تعرف راتبك بعد و مقدار الميزانية التي و ضعتها الشركة للزواج ، فنحن نعرف أن هذه القبيلة تريد لبناتها قدر كبير من الذهب ، و كذلك هناك مكافئة كبيرة بعد إنتهاء المشروع ، و كل ذلك سيمكنك من الإعتماد على نفسك و الإستقلال ماديآ عن والدتك و قد تأسس عمل خاص بك ، و كل هذا دون أن تؤذي أحد ، فأنت ستتزوج فتاة ريفية بسيطة لا تحلم أن تتزوج مهندس وسيم مثلك ، و لو طلقتها ستعطيها مبلغ كبير من المال سيؤمن مسقبلها .
يوسف :  أشعر أن الأمر سيؤذيها ، و هذا ما يقلقني .
المدير :  بيدك تستطيع أن تمنحها أجمل أيام عمرها ، و إن كنت تريد أن ندبر حادث بسيط و نوهمها بموتك حتى لا تتعذب بطلاقك لها ، فلا مانع عندنا .
يوسف :  سأفكر في الأمر .
المدير :  لا وقت للتفكير ، الأن إما أن توافق أو ترفض و السفر بعد غد ، ستسافر إلى تركيا من هناك ستأخذ طائرة إلى مصر .
يوسف :  و لكني لن أسافر وحدي ، سأخذ معي سارة .
المدير :  هل ستأخذ معك صديقتك ، هذا المجتمع مجتمع متخلف لا يرضى بأي علاقة بين رجل و إمرأة
و قد يسبب لك هذا الأمر صعوبات أنت في غنى عنها .
يوسف :  سأخذها بصفتها أختي ، و ستسهل عليا دخول هذه القبيلة و الزواج منهم .
المدير :  كلما مرت عليا لحظة معك أتأكد من حسن إختياري .
يوسف :  هل لديك معلومات عن هذه القبيلة .
المدير :  لديك كل ما تريده من معلومات في هذا المغلف و أريدك أن تعرف عادات وتقاليد سكان هذا المكان جيدا قبل محاولة الدخول إليهم .
يوسف : هل سيكون الحفر بالقرب منهم .
المدير :  لا سيكون في الناحية الأخرى من الجبل ، و لكن إن تزوجت من هذه القبيلة و أخذت زوجتك معك لمكان الحفر ، لن تمانع القبائل الموجودة في مكان الحفر عملكم في الموقع ، فهذا الجبل مقدس لهم و لم يخترق حرمة الجبل و يدخله إلا جد الفتاة التي ستتزوجها ، و عندما تكون معك لن يمانع أحد عملكم في الموقع .

نجع الجن تأليف سماح عياد (عريس من تل أبيب )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن