الفصل الحادي و الستون

73 5 2
                                    

الفصل الحادي و الستون .
عريس من تل أبيب تأليف سماح عياد .
نجع الجن تأليف سماح عياد  .

في تل أبيب .
سلجا :  لا تحزن يا حبيبي سوف تراه قريبا .
محمدإبراهيم :  تعبت يا سيلجا ، بعد كل هذه السنوات و أنا أخفي شوقي له ، لم أنساه يوما ، لم أنسى ضحكاته عندما يراني ، لعبه و بكائه و كيف كان ينام على زراعي و عندما تريد أمه أن تأخذه لينام في فراشه كان يغضب و يبكي و يقول بببا ، كنت أضحك و أشعر أن تعب اليوم كله تبخر و إنتهى .
عندما أكتشفت خيانة أمه تغير كل شيء بداخلي نحوه ، كرهته تمنيت موته و عندما أخبرتني أنه ليس إبني شعرت وقتها أن العالم قد تهدم فوق رأسي و لم أشعر بنفسي و أنا أحاول أن أقتله ، نظراته تقتلني ، طفل يعشق والده و بدل أن أحمله و ألاعبه يجدني أحاول قتله ، آه يا سلجا آه من هذه النار المشتعلة بين ضلوعي ، هل تعرفي أنه لولا تدخل ليزا كنت قتلته ، كنت قتلت ولدى ، أحيانا كثيرة أقول لنفسي أن ما حدث لعائشة إبنتي كان جذاء لما فعلته معه .
سلجا :  هون على نفسك يا حبيبي ، أي واحد في موقف مماثل لما حدث معك سيفعل نفس الشيء ، لا تلوم نفسك كل اللوم يقع عليها هي من خانت زوجها و حرمت أب من إبنه .
محمدإبراهيم :  هل من الممكن أن يسامحني .
سلجا :  أنت لم تخطأ ليسامحك .
محمد :  بل أخطأت عندما لم أتأكد و عندما صدقتها .
سلجا :  الأن و بعد كل هذه السنوات لا يوجد وقت تضيعه في الندم و جلد الذات ، فكر الأن ماذا ستفعل لإستعادة إبنك .
محمد :  سوف أذهب إلى مصر و أقابله و أحكي له كل شيء .
سلجا :  و هل سيقبل بك و يجعلك جذء من حياته .
محمد :  ليس لديه أختيار ، أنا والده و لابد من أن أكون جذء من حياته .
سلجا :  لا ليس بعد كل هذه السنوات تأتي فجأة و تقول له أنا أبوك الذي عشت عمرك كله و أنت تعرف أنه توفي .
محمد :  أنا لم أعد أتحمل قولي ما عندك مرة واحدة .
سلجا :  يوسف يريد إستأجار شخص ليمثل دور والده و هذا الشخص هو أنت .
محمد :  ما الذي تهذين به ، هل أمثل دور والده و أنا بالفعل والده ، ما الذي يجبرني على ذلك .
سلجا :  لتعرفه و تتقرب منه و تحميه من أي خطر ، و ليوافق على وجودك في حياته .
محمد :  لا أعرف ماذا يجب عليا أن أفعل ، سأذهب أولا و أقابله و من خلال هذه المقابلة سأقرر أما أن أخبره أنني والده أو سأقبل بالأشتراك في هذه المسرحية .
سلجا :  ستكون والده حتى لو رفض هو ذلك من خلال كشف كل أوراقه لك لتساعده في ما يريد أنجازه في مصر ، أما لو ذهبت و أخبرته أنك والده سيبتعد عنك و وقتها لو تعرض لخطر لن تستطيع أن تحميه أو تساعده لأنه سيكون حريص على الظهور أمامك بمظهر القوي حتى لو كان في أشد الخطر .
محمد :  أستعدي للسفر و وقتها سوف أقرر .
.........
يتذكر ما حدث مع جاك عندما ذهب له في عمله .
جاك : محمد مستحيل ماذا تفعل هنا ، هل قابلت ليزا .
محمد :  مرحبا بك يا صديقي ، أنا بخير حال شكرا لك .
يتحرك جاك من خلف مكتبه و يمسك محمد و يخنقه من ملابسه و يقول :  سأقتلك لو فكرت بالأقتراب من ليزا ، هل تسمعني .
يبعده محمد و يدفعه فيقع جاك و يجلس محمد على المقعد و يضع قدم فوق الأخرى و يقول : أنا لم أحضر لأجل ليزا رغم إشتياقي لها ، أنا حضرت لأجل أبني الذي أخبرتوه أن والده توفي و أخبرتوني أنه ليس إبني .
جاك :  هو إبني أنا .
محمد :  حسنا إلى القاء يا حبيبي ، سأذهب إلى ليزا و كذلك لأتابع سير الأعمال في المقهى .
جاك :  ماذا تريد منها و من المقهى .
محمد :  لقد أخبرتك أنا لا أريد شيء سوى يوسف إبني .
جاك :  إن كنت تريد يوسف فلماذا تريد الذهاب إلى ليزا
محمد :  لأنك لا تريد التعاون معي .
جاك :  ماذا تريد أن تعرف عنه .
محمد :  كل شيء ، أريد أن أعرف عنه كل شيء و لو تأكدت من أنك لم تخفي عني شيء لن تراني ليزا و لن تعرف بوجودي و لن أسأل عن المقهى .
أخبره جاك كل شيء عن يوسف و أدق تفاصيل عمله في مصر و لم يكتفي بذلك بل ذهب مع جاك إلى إيزاك مدير الشركة  ليتأكد بنفسه من عدم وجود أي خطر على يوسف من هذا المشروع و أصر على الإطلاع على العقد الذي وقعه يوسف و أرسل نسخة منه لمحامي مختص في هذه الأمور و لكن المحامي أخبره بثغرة في العقد قد تضر بيوسف و تدمر مستقبله فلذلك قرر أن يتواجد في حياة يوسف بأي شكل ليحميه مما يمكن أن يفعله به جاك و خاصة مع هذا العقد الذي وقع عليه يوسف دون أن يدقق فيه .

نجع الجن تأليف سماح عياد (عريس من تل أبيب )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن