الفصل الحادي و الثمانون

67 6 6
                                    

الفصل الحادي و الثمانون .
نجع الجن تأليف سماح عياد  .

تدخل سلوى بيتها مع يوسف الذي لا يصدق نفسه من شدة الفرحة بعودة سلوى .
يقترب منها ليحضنها فتدفعه بعيداً عنها .
يوسف :  سلوى أنا فعلاً أسف و مستهيل أخون إنت  تاني أرجوكي سامهيني .
سلوى :  صعب يا يوسف ، اللي عملته جرحني و صعب أكون لك زوجة .
يوسف :  سلوى أنا بهبك و عمري ما أقدر أعيش من غير إنت .
سلوى بإنفعال :  إفهم أنا مش طايقاك و لا طايقة ريحتك و لا طايقة إنك تلمسني .
يوسف :  ليه رجعتي .
سلوى :  علشان الشبح ميموتكش .
يبتسم يوسف بمكر و يقترب منها و يحضنها غصب عنها و يهمس في أذنها بطريقة مغرية فهو يمتلك كل مفاتيحها و يعرف جيداً كيف يشعلها و يسيطر عليها و يجعلها كاللعبة بين يديه يفعل بها ما يشاء و خاصة مع ذلك البعد الذي طال و الشوق الذي أحرقها  .
يوسف :  أنا عارف إني غلطت في حق إنت لكن أنا ندمان و مش هيتكرر تاني .
سلوى :  لو مفيش شبح كنت نسيتني و كملت اللي كنت بتعمله .
يوسف و هو يقبل يدها :  أبداً ، أنا قبل شبح و قبل إنت ما أعرف شيء كنت راجع ندمان و كنت هطلب منك إنك تسامهيني و كنت هقول لك كل شيء .
يأخذها يوسف في حضنه و ينام و هو يتعجب من نفسه كيف يخونها و هو يحبها كل هذا الحب ، هل ستسامحه حقاً و تنسى ما مضى و تعود تلك العاشقة له من جديد .
رغم تجاوبها الفطري معه إلا أنه يشعر فعلاً أنها تنفر منه و لا تريده .
يستحق منها أكثر من ذلك ، سيفعل المستحيل معها لتسامحه و تعود حياتهما معاً كما كانت و أفضل لأنه عندما أوشك على فقدانها عرف قيمتها و أدرك أنها الحياة بالنسبة له و أنه بدونها لا قيمة له و لا حياة له .

تتعجب سلوى من نفسها ، كيف سامحته بهذه السرعة و لما إستجابت له و تجاوبت معه ، أين كرامتها التي أهانها ، أين كبريائها الذي دمره .
هل أصبحت مدمنة له لهذه الدرجة حتى أنها قد تضحي بكرامتها لأجله أم كما قالت أمها كرامة الزوجة في بيتها و مع زوجها .

تسمع سلوى صوت عمتها أحلام زوجة عمها معوض و هي تنادي بصوت ضعيف يا سلوى أنا هفتح و أحطلك العشا في المطبخ .
تبتسم سلوى و تنظر للنائم بجوارها و هو يحضنها و كأنه يستمد منها الأمان .

عندما خرجت أم محمد من باب المطبخ أحدث الباب صوت مرتفع عند غلقه ففزع يوسف و صرخ بصوت عالي و هو يقول :  لأ ، لقد ندمت لن أكررها ، أنا أحب سلوى .
تحضنه سلوى و تهدئه و تطمئنه ثم تأخذه في حضنها و تنام .
...................

إبرايم :  يا جدي أنا خائف على يسرى من أن تتأثر نفسيتها بسبب حمزة .
حمزة :  هي طفلة و ستنسى و عندما تكبر و تقع في الحب ستشكرني على فسخ هذا الإرتباط .
الجد :  حمزة معه حق .
يركن إبرايم رأسه على مسند المقعد و يغمض عينيه و يحدث نفسه :  هل ستنسى يسرى أم ستكون كأخيها الذي لم ينسى حتى الأن ما عاشه من ذل و إرهاب من جاك و هو في عمر السادسة و حتى اليوم يشعر بألم تلك الضربات على قدميه و يسمع تلك الألفاظ القذرة التي كان يدعوه بها ، و يشعر بمرارة ذلك السائل المر الذي كان يجبره على تجرعه .
و يتذكر كيف عانى في المدرسة الداخلية من الأولاد الأكبر منه سناً و لكن مهما كانت معاناته في المدرسة فهي جنة بالنسبة لحياته مع جاك لدرجة أنه في كثير من الأوقات يشعر أن جاك هو سبب مرض لينا عمته ، قد يكون كرهها و غار منها على جدته ليزا فهو مريض بحب ليزا و قد يكون أعطاها جرعات متكررة من ذلك الدواء المنوم المر الذي كان يجبره على أخذه مما دمر لها الكبد و أصابها بمرض السكري ، لينا فاقدة لحاسة التذوق و الأطباء أكدوا أنه لا علاقة لمرضها بهذا الأمر و هو يتذكر جيداً أنه كان يفقد حاسة التذوق بعد أن يستيقظ من النوم جراء هذا الدواء .
جاك ذلك المريض المعتوه المختل الذي دمر لها حياتها و جعلها مريضة طريحة الفراش و هي في أجمل سنوات عمرها و بدلاً من أن يهتم بإبنته و يرعاها دمرها و قضى عليها و الأن يريد أن يستولي على المقهى و ميراث جدته الذي وهبته ليوسف بعد أن أخبرها إبرايم عن جاك و ما كان يفعله معه و عن خيانته لها و عن شكوكه حول مرض لينا و أن جاك هو من فعل بها ذلك .

نجع الجن تأليف سماح عياد (عريس من تل أبيب )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن