الفصل الحادي و السبعون .
نجع الجن تأليف سماح عياد .في وسط ذلك البستان تجري خلف الفراشات الملونة و هي تلهو و تلعب سمعت صوت ينادي من بعيد بسومة ، يا بسومة .
حاولت الإلتفات لترى من ينادي عليها و لكن الفراشات تجمعت حولها و بدأت تغني فشتت إنتباهها و لم تعدتسمع من ينادي عليها .
يحدث ذلك كثيرا معها و لكن هذه المرة مختلفة عما سبقها ، هذا الصوت المألوف لديها و لكنها لا تستطيع تذكره .
الصوت : بسومة ، بسومة ، إنتي فين ، ردي عليا .
كلما عاد الصوت تشعر أن ألف سور يتحطم بداخلها و لكن الفراشات تحاول أن تغني بصوت أعلى فتغطي على الصوت .
الصوت لا ييأس و كذلك الفراشات حتى ضاقت فأخذت تصرخ بأعلى صوتها : بس كفاية ، حرام عليكم ، كفاية .يعم صمت رهيب لأول مرة في هذا المكان الرائع الذي تشعر فيه بالأمان فلن يستطيع أحد أن يصل إليك فيه ، السماء الصافية و تلك السحب الرائعة التي تسبح في بحر السماء و تلك الطيور العجيبة ذات الألوان الذاهية و أجمل ما في هذه الجنة هي الفراشات الملونة التي تلعب معها و تأخذها هنا و هناك داخل البستان و الغابة المجاورة للبستان .
لأول مرة يعم هذا الصمت و تشعر أن المكان كله توقف عن الحركة و كأنها أصبحت داخل لوحة مرسومة خالية من الحياة .
الفراشات ساكنة لا تتحرك ، أجنحنها متوقفة في الهواء .
الطيور و الأشجار ، حتى النهر القريب منها مياهه لا تتحرك .
تدور حول نفسها في فذع و تنادي على الفراشات و لكن لا مجيب تجري يمين و يسار فتشعر أن الأرض تحتها أرض صلبة ، رغم أنها ترى العشب و لكنها لا تحس بملمسه تحت أقدامها العارية .
إبتسام و بأعلى صوتها : سكتم ليه ، إتحركم ، غنم ، مالكم ايه اللي حصل .من بعيد ظل يقترب .
تشعر بالخوف و الرعب فهذه المرة الأولى منذ أن جائت إلى هنا ترى فيها مخلوق غير الفراشات و الطيور التي تحلق في السماء .
يقترب الظل ، تحاول الهروب و لكن شيء يمنعها و كأنها تعرفه ، من هو ، لا تتذكر و لكن كلما إقترب و ظهرت ملامحه تشعر الأمان و لكنها تجهل من هو .
يصل إليها و على وجهه إبتسامة رائعة و يقول : أخيراً لقيتك .
إبتسام : إنت مين ؟يضحك و يضحك و يضحك و يختفي .
تجري وراء الظل الذي يختفي عله يخبرها من هو .
إبتسام : لأ إستنى متمشيش ، إنت مين ، لأ متسبنيش لوحد ، إستنى خدني معاك .يختفي الظل فتتعب من الجري و تقع على الأرض و تغمض عينيها ثم تفتحها و تصرخ : أنا فين ، فين السما و السحاب ، أنا فين ، فين الفراشات .
تقوم و هي مفزوعة و تجري و كلما تحركت تجد نفسها تعود لنفس المكان المظلم الموحش الذي قادها الظل له و كأنه قادها للجحيم .تشعر بالخوف ، تنادي على الفراشات و لكن لا مجيب .
تجري و تصرخ : إنت فين متسبنيش ، حرام عليك جبتني هنا ليه رجعني عند الفراشات ، حرام عليك ، أنا خايفة ، حد يرد عليا .
تصرخ و تصرخ و تصرخ .
......................

أنت تقرأ
نجع الجن تأليف سماح عياد (عريس من تل أبيب )
Tiểu Thuyết Chungقصة اجتماعية رومانسية من قلب ريف مصر لفتاه تحلم بالتخلص من قيود العادات و التقاليد الباليه و التي يرعاها و مسؤل عنها هو عمها وهو اكثر شخص متمسك بهذه العادات والتقاليد فهل ستصتطيع كسر هذا القيد أم ستكون ضحيه لة