الفصل السبعون

57 6 1
                                    

الفصل السبعون
نجع الجن تأليف سماح عياد  .

بعد إسبوع من السعادة إستعد يوسف ليوصل سلوى لبيت أهلها و يذهب هو ليبدأ عمله في المشروع الذي جاء من أجله .
ذهب معهم والده و سلجا ، فالحاج معوض قد أعد وليمة إحتفالا بسلوى و زوجها دعى إليها أعمام سلوى و عماتها و كذلك مدحت و أسرته و أبو رنا و أسرته .
إستمتع الجميع بهذا التجمع و كرم الضيافة و الود بين الجميع و شاركت النساء في إعداد الطعام حتى سارة و سلوى و صباح و مرفت و سلجا و رنا و أمها ، تشاركوا جميعا في العمل و تبادل مختلف الأحاديث و الخبرات و قد أحب الجميع سارة و خاصة بعدما أعلنت أسلامها و إرتدت الحجاب و تم إصلاح الأمور بينها و بين الحاج صبري و الذي لم يطيق البعد عنها .
ملك :  عمتي سارة كلمي جدي صبري .
نجاة :  روحي يا بت قوليله هي مش فاضية .
سارة :  لأ بليز أم عادل كده هو يزعل .
زينب :  روحي يا ملك قوليله لما تخلص هتجيله .
سارة :  لأ أنا أغسل إيدي و أشوف هو يعوز ايه .
و تخرج سارة مسرعة لزوجها فتتبعها ضحكات النساء على هذا الحب و العشق الواضح للجميع بينهما ، فهي أتت من أخر الدنيا ليراها هو و يقع في عشقها وتبادله هي العشق و تجد فيه الوطن و الغفران لكل ذنوبها و يجد هو فيها الدواء لكل جراحه و الراحة بعد التعب .

سارة هي نقيض هدى في كل شيء ، في الشكل و رغم أن هدى جميلة جدا و لكنها سمراء بعيون سوداء واسعة و هي طويلة و رشيقة و سارة بيضاء و ممتلئة القوام قصيرة و عيونها خضراء ضيقة ، هذا في الشكل أما في الطبع فهما شتان هدى المكروهة من الجميع و سارة المحبوبة من الجميع .

سارة :  نعم حاج صبري ، إنت عايزني .
صبري :  تعالي يا ست الكل يوسف و أبوه عايزينك في موضوع .
خافت سارة مما هو قادم :  عايزين ايه .
صبري :  بيقولوا موضوع يخص الست أختك .
تدخل سارة فتجد سيلجا و يوسف و والده .

أبو يوسف :  تعالي سارة ، كيف حالك .
سارة :  بأحسن حال ماذا تريد .
أبو يوسف :  هل تعرفين من أنا .
سارة :  نعم أعرف .
أبو يوسف :  أريدك أن تخبري يوسف من أنا .
يتعجب يوسف من هذا الحوار ، كيف تعرف سارة ذلك الممثل و زوجته .
سارة :  أنت دكتور محمد إبراهيم والد يوسف ، لقد رأيت صورة لك كانت تحتفظ بها ليزا و لكن جاك حرقها و أحرق كل صورك و كل ما يخصك .
يوسف :  أنتم تتحدثون التركية و لن يفهم أحد كلامكم فلماذا لا نتكلم كلام جاد و نبعد عن التمثيل .
سلجا :  هذا هو الكلام الجاد و ليس تمثيل ، هذا الرجل هو والدك الذي إكتشف خيانة زوجته و التي أخبرته أنك إبن جاك و أنها كانت حامل فيك قبل زواجها من والدك .
يوسف :  مستحيل أنا لست إبن جاك و والدي توفي و أنا صغير ، أنتم تكذبون .
أبو يوسف :  جاك دمر حياتي و أخذك مني و حرمني منك و جعلني أكرهك و لا أحاول التيقن من كونك إبني أو لا .
يوسف :  و ما الذي أعادك بعد كل هذه السنوات .
أبو يوسف :  إبراهيم إبنك هو من أعادني إليك .
سلجا :  هو زميل لحمزة إبن عائشة أختك رحمة الله عليها و من هنا تأكدنا من أن إبراهيم هو حفيد محمدإبراهيم من خلال تحليل DNA فبحث عنك والدك و جاء إليك و عطل أعماله ليحميك من مكر جاك .
يوسف :  أنا لا أفهم لماذا يكرهني هذا الرجل و لما يفعل معي ذلك ، لحظة ، أنا لا أفهم من أي شيء تحميني .
أبو يوسف :  هذه نسخة من العقد الذي وقعته مع الشركة في تل أبيب و قد أرسلت هذه النسخة لمحامي مختص بهذه الأمور و قد وجد ثغرات في العقد قد تدمر مستقبلك و قد طلبت من المحامي مساومة الشركة الأم في واشنطون لتعديل العقد أو إلغاء العقد و البحث عن بديل لك .
يوسف :  أنا لا يمكن أن أتخلى عن هذا العمل .
أبو يوسف :  إطمئن يا إبني فأنا معك و ستوافق الشركة و لو حدث و لم توافق الشركة فأنا موجود و أستطيع أن أجد لك عمل في أي مكان تريد و يمكن أن تأتي لتركيا أنت و زوجتك لتتولى أعمال العائلة مع أبناء عمك .
سارة :  يوسف رد فعلك غريب هل كنت تعرف أنه والدك .
يوسف :  لم أكن أعرف و لكن كلما مر عليا الوقت مع أبو يوسف كنت أشعر أنه والدي الحقيقي فرحته بزواجي و إهتمامه بي و قلقه عليا كل ذلك كان يشعرني أنه والدي الحقيقي .
أبو يوسف يحضنه و يقول :  كنت أخاف من هذا اللقاء و وضعت أكثر من تصور لهذا اللقاء و لكنك بني سهلت عليا الأمور ، أشكرك بني .
يوسف :  أنا من أشكرك على هذا الإحساس الرائع الذي تمنيته طوال عمري .
سلجا :  أدامكم الله و جمع بينكما في جنة الخلد .
أمن الجميع على دعائها .
أبو يوسف :  لا يوجد وقت سنذهب غداً لبداية المشروع و التفاهم مع القبائل المقيمة في المنطقة ثم السفر لأمريكا بعدها لتعديل العقد .
يوسف :  هل يمكن أن ترافقني سلوى في رحلة أمريكا .
أبو يوسف :  لو رافقتك سلوى ستعرف أنك إسرائيلي .
يوسف :  لا ، لا يمكن أن أخاطر بذلك فقد تتركني .
سارة :  هل تحبها .
يوسف :  نعم أحبها و لا أستطيع العيش بدونها .
سارة :  و أنا أيضاً أحب صبري و سعيدة معه و لا أريد أن يعرف أحد من هي سارة القديمة .
أبو يوسف :  لقد إتفقت مع إبراهيم إبنكم أنه سيأتي لتركيا مع حمزة في العطلة و لو أعجبه الأمر سينتقل للإقامة معنا في تركيا .
سارة :  هل ستحرمني من إبني .
أبو يوسف :  لا يمكن أن أحرم أم من إبنها ، تستطيعين زيارته متى شئتي و كذلك سيأتي هو لزيارتك هنا .
سارة :  شكرا لك .
سلجا :  هل يمكن أن أسئلك سؤال سارة .
سارة :  تفضلي .
سلجا :  كيف تغيرتي بهذه السرعة و إعتنقتي الإسلام .
سارة :  لي صديقة فلسطينية مسلمة و قد جعلتني أحب الإسلام بسببها ، و السبب الرئيسي هو أنني كرهت حياتي و كرهت نفسي لدرجة أنني فكرت في الإنتحار  أو الفرار من تلك الحياة و عندما جئت إلى هنا أحببت صبري و أحببت سارة التي أراها في عينيه و أحببت الحياة كلها .
.........................

نجع الجن تأليف سماح عياد (عريس من تل أبيب )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن