الفصل الثالث و السبعون

68 5 1
                                    

الفصل الثالث و السبعون .
نجع الجن تأليف سماح عياد  .

.....................
بسومه ، يا بسومه .
إبتسام :  إنت فين ، ليه جبتني هنا و سبتني لوحدي في المكان ده ، أنا خايفه رجعني عند الفراشات .
الظل :  إنتي اللي جيتي هنا و لو عايزه ترجعي عند الفراشات أرجعي بس وقتها مش هتشوفيني تاني و لا هتعرفي أنا مين .
إبتسام :  إنت مين ؟
الظل :  هتعرفي لو طلعتي من هنا .
إبتسام :  أطلع إزاي ؟
يبتعد الظل فتجري هي ورائه ثم يقف على حافة جرف عالي و يلقي بنفسه و يقول لها متخافيش تعالي معايا متخافيش .
تبتعد إبتسام عن الحافة و هي تخاف من السقوط من هذا الأرتفاع .
يأتي الظل من خلفها و يدفعها و تسقط و هي تشعر أن روحها قد غادرت جسدها من شدة الرعب .
ألم رهيب يعصف بكل خلية من جسدها ، تحاول أن تتحرك و لكن جسدها لا يستجيب حتى عينيها لا تستطيع أن تفتحها .
الظل :  حمد الله على سلامتك يا نور عيني .
إبتسام :  إنت مين ؟
الظل :  لو فتحتي عنيكي هتشوفيني و تعرفي أنا مين .
إبتسام بألم شديد :  آه مش قادرة .
الظل :  لأ أنا بنتي تقدر على كل حاجة و مفيش حاجة تغلبها ، حاولي تاني و تالت و مليون لغاية لما تبقي أحسن من الأول و ترجع بسومه اللي ضحكتها بتنور الدنيا كلها .
إبتسام :  بابا ، بابا ، تفتح عينيها فتراه واقف أمامها في أجمل صورة و كأنه شاب صغير فتفول إنت مين فين بابا .
الظل :  أنا هو أبوكي يا حبة قلب أبوكي ، بس المكان اللي أنا فيه الكل بيرجع شباب تاني ، قومي و أتحركي و أرجعي أقوى من الأول .
إبتسام :  أقوم ليه و لمين .
الظل :  ليكي إنتي لبسومه القوية اللي لا جابر و لا حازم يستهلوها ، بسومه اللي هتقدر تقف على رجليها و تكمل من غير حد ما يتحكم فيها .
................
تامر :  دادي المستشفى إتصلوا و قالوا عايزين حضرتك فوراً .
حازم :  قلهم بعدين يا تامر أنا مش فاضي النهارده خالص ، ممكن أعدي عليهم بكرة .
تامر :  أكيد الموضوع يخص إبتسام ، ممكن تكون فاقت من الغيبوبة .
حازم :  لو فاقت كانوا قالوا إنها فاقت لكن دول عايزين فلوس و بس .
تامر :  طيب ممكن أروح أنا مع السواق أزورها و أشوف هما عايزين ايه .
حازم :  و لما حد يعرف إنها هي الملاك النائم هنعمل ايه وقتها .
تامر :  بس دا حرام لازم نزورها و نتابع حالتها و يكون في إهتمام دي مرات حضرتك مهما كان .
حازم :  للأسف هي مش مراتي و هتروح تعمل ايه تتفرج على جثة نايمة على السرير .
تامر :  إزاي مش مراتك .
حازم :  إنت كبرت دلوقتي و لازم تعرف كل حاجة .

حكى حازم لأبنه تامر على قصته كاملة مع إبتسام و جمل له الحقائق ليظهر حازم في صورة البطل المنقذ لإبتسام من ظلم إبن عمها جابر .
تامر :  يا يا بابا هو في بني أدم بالشكل ده ، إبتسام دي إتظلمت و إتعذبت في حياتها و لازم يا بابا نقف معاها و نساعدها و منسيبهاش .
حازم :  عمري ما هتخلى عنها و عمري ما هظلمها .
...............

الطبيب :  بردوا محدش من أهلها جه .
الممرضة :  لأ يا دكتور ، المستشفى إتصلت عليهم و كل اللي عملوه إنهم بعتوا فلوس .
الطبيب :  ايه الناس دي ، مستحيل يكونوا أهلها ، دول مفيش في قلوبهم رحمة .
الممرضة :  يافندم الحالة دي لها وضع خاص و الدكتور صاحب المستشفى متابعها بنفسه .
الدكتور :  متابعها بنفسه فين ، أنا بشرف على الحالة دي من تسع سنين مفيش مخلوق غيري و التمريض اللي هو حضرتك و كمان إنتي متولية عملية النضافة و كأننا بنحرس مجرم خطير أو سفاح ، أنا لازم أفهم البنت دي حكايتها ايه .
الممرضة :  يا دكتور لو سمحت أنا غلبانة و في رقبتي كوم لحم و لو الدكتور صاحب المستشفى عرف إني إتكلمت معاك في موضوع البنت دي هيطردني و حضرتك عارف إني معيش شهادة تمريض و مش هلاقي مكان أشتغل فيه .
الدكتور :  لله الأمر من قبل و من بعد ،  طيب أنا هشرحلك وضعها ببساطة و إنتي حكمي ضميرك  .
الممرضة :  أنا مش محتاجه شرح هي فعلا صعبانه عليا ، أنا بقيت بحس إنها بنتي و نفسي تصحى النهارده قبل بكره .
الدكتور :  معلش إسمعيني ، هي دلوقتي بدأت تفوق و دا واضح جداً من نشاط المخ و كمان رد فعل الجسم و حركة الجفون ، هي بالظبط زي النايم حالياً محتاجه بس حد ينادي عليها علشان تصحى ، و المشكله الأخطر إنها حالياً لسه في مرحلة الأمان بالنسبة لصحتها الجسدية يعني تقدر تسترد صحتها و تعيش حياتها بشكل طبيعي لكن بعد فترة بسيطة هيبتدي جسمها ينهار و أجهزة الجسم هيصيبها خلل .
الممرضة :  بالله عليك يا دكتور متوجعش قلبي ، أنا منمتش طول الليل بقالي كام ليلة واحدة معايا في الحلم تقولي بنتي بتغرق مدي إيدك و إسحبيها قبل ما تموت ، بقوم من النوم مفزوعة و صورة البنت دي قدامي .
الدكتور :  طيب لو البنت دي جرالها حاجة تفتكري هتقدري تعيشي مع عذاب الضمير دا .
الممرضة :  مقدرش يا دكتور .
الطبيب :  ربنا اللي بيرزق و اللي بيعمل الخير ربنا بيجازيه و أنا فعلاً شايفك ست خيرة بتربي يتامى و بتكافح علشانهم و غير كده حبك للبنت دي و رعايتك لها و كأنها فعلاً بنتك ، تفتكري واحدة زيك ربنا هيضيعها لو ساعدت حد محتاج و أنقذت حياة إنسان .
الممرضة :  و عيالي هياكلوا منين و مصاريف المدارس و الثانوية العامة و البت اللي عايزه تتجهز .
الدكتور :  كلمة شرف مني أنا مسؤل أوفر لكي شغل تاخدي فيه نفس المرتب دا و مسؤل أساعدك و أقف معاكي و مع عيالك و محدش هيعرف أي حاجة عن اللي إنتي هتقوليه و لا حد هيعرف من اللي ساعدها ،
الطب كده جاب أخره معاها لازم يكون في حافز خارجي يخليها تستجيب و تطلع من الغيبوبة حد عارفها يكلمها هي هتسمعه و المخ هيستعيد الذكريات و تخرج ، لكن دا إحنا حتى منعرفش أسمها علشان ننادي عليها بيه .
الممرضة :  أنا معرفش أسمها و لا حد يعرفه ، الراجل اللي جاب البنت دي من أكتر من عشر سنين شكله ماسك زلة على صاحب المستشفى و كان في ناس بتدور في المستشفيات كلها على بنت بنفس المواصافت دي و لما جم عندنا المستشفى و عرضوا ملايين بس يعرفوا هي فين في ناس زميلنا كانوا عايزين يقولوا عليها فصاحب المستشفى طردهم  و أخد البنت دي عنده في البيت و أنا كنت معاها و بعد فتره لما الجو هدى رجعها هنا المستشفى و بقيت أنا بعد ما كنت عاملة نظافة بقيت ممرضة و مسؤلة عن حالتها و مرتبي بقى خمس أضعاف .
الدكتور :  يعني إنتي كمان متعرفيش أسمها و لا أي حاحة عنها .
الممرضة :  معرفش حاجة عنها بس أعرف الراجل اللي كان بيدور عليها ، إعلاناته ماليه التليفزيون .
الدكتور :  مين هو ؟
الممرضة :  الجابر مؤسسة الجابر جروب .
الدكتور :  إنتي كده كتر خيرك ، محدش هيعرف إنك ليكي يد في الموضوع .
....................

نجع الجن تأليف سماح عياد (عريس من تل أبيب )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن