الفصل الثاني عشر
نجع الجن تأليف سماح عياد .جميع من في النجع مندهش من دعوة الحاج أبو عبدالله لهم من سيتزوج من أولاده لا أحد يعرف و هذه ليست من عادات الزواج عندهم فلابد من إقامة حفل كبير يستمر لعدة أيام و تذبح الذبائح و تعلق الزينات و دعوة أهل النجع كلهم رجال و نساء و أطفال كما يتم دعوة كبار العائلات من جميع القرى و المدن المجاورة .
الحاج أبو عبدالله كبير النجع و قد تعود على إقامة حفلات زفاف لأبنائه أو أبناء إخوته يظهر فيها البزخ و تستمر لأسبوع كامل تزبح بها الزبائح و تمد الموائد و إحضار المنشدين من الاسكندريه و طنطا ،
فحفل زفاف أحد أبناء الحاج أبو عبدالله هو أهم حدث في النجع و القرى المجاوره و الذي يستعد له الجميع و ينتظره الجميع الكبير و الصغير بدون إستثناء ،أما ما يحدث فهو غير طبيعي .
أحد رجال النجع ( خلاف ) : هو مين اللي هيتجوز في بيت أبو عبدالله .
حسن : علمي علمك أنا لقيت صبري بيخبط عليا إمبارح و بيعزم على كتب كتاب بعد صلاة الجمعة بكره .
خلاف : لأ و اللي يغيظك إنه بيعزم على شربات يعني لا غدا ولا عشا ، هو حصل ايه في الدنيا يا رجاله .
الشخص الأول : إنت مش شايف حالة البلد عامله إزاي .
حسن : مهما كنا في ضيق و الحاله تعبانه عمر حد ما قصر في فرح عياله ، دا اللي مش لاقي ياكل بيربي راسين ولاتلاته من المواشي يدبح واحدة في الفرح و يبيع الباقي يكلف بيه على الفرح .
خلاف : على رأيك فما بالك بالحاج أبو عبدالله ،
إحنا تعبين نفسنا ليه قال يا خبر بفلوس بكره يبقى ببلاش .
حسن : و بكره ليه استنى ، معوض ، ولا يا معوض ، خد يا وله .
معوض : عايز ايه يا عمي حسن و قلت لك مليون مرة ملوش لازمه وله أنا ليا إسم تناديني بيه .
حسن : خاصر يا معوض باشا .
معوض : أنا ماشي يا عم خلاف حاكم التريقه دي أنا مليش فيها .
حسن : إنت ياد شايف نفسك على ايه .
معوض : أنا مش شايف نفسي بس مبحبش حد يقل مني .
خلاف : خلاص يا حسن ، ألا قولي مين اللي هيتجوز عند عمك أبو عبدالله .
معوض : مصلحي هو اللي هيتجوز .
حسن : هههههه يجوز إزاي يعني دا صوته مسمع لآخر النجع و محبوس في أوضه بابها حديد و لو مسك حد ما بيسبهوش إلا لما يقتله دول مكلبشين إيده بكلبش حديد و بيخاف و يترعب من إخواته و رغم كده كل يوم و التاني واخدين واحد منهم على الوحدة الصحية ، و يا ترى من اللي أمها داعيه عليها .
معوض : نجاة .
خلاف : نجاة مين إنطق .
معوض : ليه هما عندهم كام نجاة .
خلاف : على جثتي لو دا حصل .
حسن بخوف : روح إنت يا معوض عقبال فرحك .
ليأخذ حسن خلاف و يمشي به إلى مكان بعيد .
خلاف : سيبني يا حسن خليني أروح أطربق الفرح على دماغهم ، يا وجع القلب اللي إنكتب عليك يا خلاف ، أعمل ايه يا حسن ، شور عليا يا صاحبي .
حسن : تحمد ربنا و تسكت ، إنت متجوز و عندك كوم عيال و مش لاقي تاكل و عايز نجاة تعمل بيها ايه .
خلاف : براحه يا حسن أنا رايدها على سنة الله ورسوله و بنيت لها دار لوحدها و أم العيال عارفه إني عايز أجوز التانيه و أمي مش ممانعة و كنت ناوي أقولهم عايز نجاة و تروح أمي تخطبها من الحاجة أم عبدالله .
حسن : نص شباب و رجالة البلد رايدينها ، تصدق بالله ياخي أنا أبويا رايدها و راح كلم أبو عبدالله عليها لنفسه .
إحمد ربك و إنتبه لعيالك و أرضك و سيبك من كلام أمك هي علشان مخلفتش غيرك و ضرتها جابت كوم عيال عايزاك تملى الدنيا عيال و كأن العيال دي بتتربى لوحدها مش عايزه مصاريف و تعب .
خلاف : أنت ليه مش عايز تفهمني يا حسن أنا بحبها .
حسن : خليك راجل و مضحكش الناس عليك و تشمت الناس في أمك و يقولوا معرفتش تربي ، و حسك عينك تتكلم في الموضوع دا تاني .
خلاف : طيب و البت الغلبانة دي زنبها ايه .
حسن : زنبها إنها غلبانه و ملهاش حد ، بس خدها مني كلمه ربك كبير و هو سند الغلابة .
خلاف : قلبي يا حسن مش قادر أسكت على الظلم ده .
حسن : حتقف قدام الحاج أبو عبدالله و تقوله أنت ظالم ، رو ح يا خلاف و شوف ايه اللي هيجرالك .
خلاف : يعني نسكت على الظلم يا حسن .
حسن : لأ منسكتش و خصوصا إن الحاج أبو عبدالله مش ظالم بس لما نتكلم نوزن الكلام علشان ميركبناش الغلط ، فاهم ياأبو مخ تخين .في صباح يوم الجمعة .
أم عبدالله : يلا يا نجاة علشان منتأخرش ورانا ميت حاجة يا عروسة عايزين نخلصها و نرجع قبل الصلاه .
نجاة : حاضر يا ستي .
أم عبدالله : لأ متقوليش يا ستي ، من هنا و رايح تقوليلي يا عمتي زي سلايفك .
لتذهب نجاة إلي السوق مع الحاجة أم عبدالله لشراء ملابس جديدة و ثوب أبيض بسيط ، الثوب لا يشبه أثواب الزفاف و لكن نجاة أحبت الثوب و أصرت عليه فهي لا تشعر بنفسها عروس لترتدي ثوب زفاف و لذلك إختارت ثوب بسيط و لو كان الأمر بيدها لإختارت ثوب أسود لأنها اليوم ستموت و ستدفن .
لم تحب ولم تتعلق بأي شاب و لكنها كغيرها من الفتيات تحلم بالثوب الأبيض و البيت و الزوج و الأطفال ، الأمان في ظل رجل ينسيها هموم الدنيا بكلمة حب تخرج من قلبه .أما حلمها الوحيد الآن أن تهرب من زوجها و لا تلتقي به أبدا لأن اللقاء معه ليس له معنى سوى الموت .
عادت نجاة إلى النجع و كلما مرت على أحد رأت نظرات الحزن في عينيه و الشفقة عليها مما هو آتي .
أخذتها أم عبدالله على الحجرة الجديدة التى بناها عمار و قالت : تعالي يا عروستنا يا حلوة و أخذت تغني و ترقص و شاركت معها نساء البيت في الغناء و الرقص .
أخذت إحسان نجاة معها لتجعلها ترتدي ثوب الزفاف و تضع لها مستحضرات التجميل ، و عندما إنتهت إحسان ذهلت من جمال نجاة ، فكيف ستخرج نجاة بهذا الجمال أمام النساء بهذا الشكل فمن المؤكد أنهن سيحسدنها و سيحكوا عن جمالها للجميع
فأرسلت لأم عبدالله لتراها و عندما رأتها ام عبدالله ذهلت من شدة جمالها و لايمكن بأي حال من الأحوال أن تخرج بهذا الشكل أمام الجميع .
أم عبدالله : اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد أيه يا بت الجمال دا كله ، والله يا بنتي أنا خايفة عليكي من الحسد ، خليكي هنا مش عايزاكي تطلعي و لا حد يشوفك و أول ما يجي المأزون هنادي عليكي علشان تقولي قدام الرجالة إنك موافقه .
نجاة بقلة حيله : حاضر .
لتخرج أم عبدالله و تذهب نجاة إلى المرأة لترى نفسها .
تدخل زينب و تقف بجانبها لتنعكس صورتهما في المرأة و تقول زينب : إوعي تفتكري إن راسك بقت براسي ، لا فوقي إنتي خدامة و هتفضلي طول عمرك خدامة
لتضحك زينب بصوت عالي ههههههه كنتي عايزه تتجوزي حضرت الظابط و عماله تخططي و قدرتي تضحكي عليه بس عمرك ما هتضحكي عليا و أديكي وقعتي في شر أعمالك و بدل حضرت الظابط هتتجوزي مصلحي العبيط و هو هيريحني منك لأن اليلادي دخلتك و هتقعدي معاه في أوضته بس لو عايزاني أساعدك أنا معنديش مانع لان بصراحة إنتي صعبانه عليا ، مبروك يا عروسة .
و همت بالانصراف لتستوقفها نجاة و تقول بلهفة : هتساعديني إزاي......................
لا تنسوا دعمي بالاعجاب و العليق
أنت تقرأ
نجع الجن تأليف سماح عياد (عريس من تل أبيب )
Ficción Generalقصة اجتماعية رومانسية من قلب ريف مصر لفتاه تحلم بالتخلص من قيود العادات و التقاليد الباليه و التي يرعاها و مسؤل عنها هو عمها وهو اكثر شخص متمسك بهذه العادات والتقاليد فهل ستصتطيع كسر هذا القيد أم ستكون ضحيه لة