الفصل الخامس عشر

60 6 22
                                    

الفصل  الخامس  عشر
نجع الجن  تأليف سماح عياد  .

أخذت نجاة  إبنتها سلوى  في حضنها و قالت :  بتبكي ليه  يا قلب أمك  .
سلوى  :  كان نفسي أبويا يكون موجود  معايا زي بقية البنات .
نجاة :  الله يرحمه  رغم إنه  سابنا بس بحس بروحه  على طول ويانا  ، كل الأيام  ما تعدي بحس بشوقي ليه بيزيد ،  سامحيني يا بنتي على  كل حاجة  زعلتك مني
بس أنا حاسة إن اللقا قرب و خايفة أسيبك في الدنيا  لوحدك ،  أنا  زي أي أم نفسها تشوف عيال بنتها و تتطمن عليها في بيتها و مع راجلها .
سلوى  :  بعد الشر عنك يا أمي ربنا  يخليكي لنا ، إنتي لو سبتيني هموت  ، متقوليش كده  ربنا  يكرمك  .
نجاة : روحي يا بنتي أوضتك غيري هدومك و صلي و تعالي مع البنات ، كلهم بيسألوا عليكي  .
سلوى  :  أنا سلمت على  الكل و أنا داخلة  ، بقالي ساعة بسلم على ناس حاسة إنهم متكلموش من السنه اللي فاتت  ،  أنا نفسي أفهم  لزمتها ايه  المصاريف دي كلها و الزحمة دي ، إحنا  ممكن نحي سنوية  أبويا بقراءة  القرآن  و  نطلع الفلوس دي صدقات للناس اللي تستحقها  .
نجاة :  صلة رحم يا بنتي و بعدان دي عادة عملها جدك و وصى متنقطعش  علشان  يفضل الكل فاكره و سيرته متنقطعش  .
يلا يا سلوى  غيري هدومك و تعالي بسرعة .
ذهبت سلوى  إلى  حجرتها و فتحت الباب  لتجد  عمتها زينب تجلس على  سريرها  .
سلوى  :  معلش يا عمتي محدش قلي إنك هنا .
زينب بإبتسامة  :  تعالي يا حبيبة عمتك ، هو مين اللي  يقول للتاني معلش ، يا بنتي أنا دخلت أوضتك و مقلتش لحد  علشان  جالي صداع من الدوشه  ، مش عارفه يا  بنتي بقيت أتعب بسرعة و الصداع مش بيسيبني .
سلوى  بإبتسامة  :  أولا  يا عمتي  الأوضة  و صاحبتها تحت أمرك و الأوضة  نورت بيكي  ، ثانيا  ألف سلامة عليكي  ، أنا هجيب جهاز الضغط  أجي أقيس  الضغط  يمكن يكون عالي  .
زينب :  ربنا  يحفظك ويبارك فيكي يا  بنتي ،  إنتي عارفة  يا  سلوى  أنا مش مرات  عمك بس لأ أنا بنت عم أبوكي  و أخته  من الرضاعة  ، لما ماتت جدتك بعد ما ولدت  أبوكي جالها حمة النفاس و ماتت ، أمي رضعت عمار معايا لغاية لما إنفطم و هو  عندنا في دارنا و بعد كده  راح عند إخواله  و عاش هناك بس كان لما يجي  يقعد عندنا في دار أبويا و ميفارقنيش دقيقة واحدة  .
سلوى  :  هاتي دراعك يا عمتي  ........، ما شاء الله  الضغط مظبوط و زي الفل  .
زينب  :  أنا  باخد حبوب الضغط  اللي قولتيلي عليها  كل يوم  .
سلوى  :  هو إنتي مروحتيش لدكتور يا عمتي  تتابعي معه .
زينب  :  و أروح  لدكتور ليه و إحنا عندنا أحلى دكتوره في الدنيا .
سلوى  :  هههههه  ربنا  يكرمك يا  عمتي بس أنا مش دكتورة طب و علاج   و لازم تروحي  الوحدة الصحية  أو لأي دكتور  .
زينب  :  أنا روحت مع كمال إبني ربنا يكرمه و الدكتور كتب علاج بس أنا مستريحتش عليه و قلت لكمال  أنا محدش يعرف علاجي غير سلوى  و جبت العلاج اللي كتبتيه  ليا و بقيت كويسه بس اليومين دول حاسه نفسي دايخه و عايزه أنام  و صداع على  طول  .
سلوى  :  هههههه  إوعي يكون في حاجة جايه في السكة  .
زينب  :  هههههه سكة ايه  يا بت عمار ما السكك كلها  خلصت .
سلوى  :  هي مين اللي خلصت يا قمر إنتي  ، دا إنتي  أصبى  و أحلى  من نسوان عيالك .
زينب  :  تعالي يا بت في حضني  خليني أشم ريحة أخويا الغالي .
لتدخل عليهم صفاء و تقول  :  الله  الله  و أنا بقول الحنان بتاع أمي بيروح فين ، أتاري الست سلوى  واخده  كله ،  طيب سبيلي شويه  دا أنا زي أختك .
زينب  :  عايزه  ايه يا  مقصوفة الرقبه  .
صفاء :  أنا مقصوفة الرقبه  لكن الست سلوى  يا قلبي و يا روحي و يا بنتي .
سلوى  : هههههه  تعالي يختي خدي شوية حنان  .
لتفتح لها سلوى  زراعيها  و تجري صفاء لتحضن سلوى  بحب حقيقي  ، و سط ضحكاتهم .
سلوى  :  بصي يا عمتي  أنا هعملك إختبار صغير و أشوف السبب عنيكي و لا أنف و أذن  ، عايزاكي تقفي  مستقيم و تغمضي عنيكي  .
لتنفذ  زينب  ما قالت عليه  سلوى  .
سلوى  :  ما شاء الله  يا عمتي  الإتزان عندك ممتاز  ،
بصي بقا ممكن يكون السبب عنيكي  و دي سهله  ممكن  تكوني محتاجة نضاره  و بالمره  تعملي شويه  تحاليل هكتبها  لكي .
صفاء :  إيدك يا حاجه .
زينب  :  عايزه  ايه يا  بت  .
صفاء :  بصي يا ست الدكتوره  كده مش هنعرف ناكل عيش  ،  إنتي عندك يجي عشرين كشف بره و أنا قلتلهم الدخول بأسبقية الحجز و الدفع مقدم  ، يلا يا حاجه  إيدك على  عشرين  جنية   .
زينب  :  عشرين  عفريت لما ينططوكي ، قلبتيها عيادة يا صفاء .
صفاء  :  أمي بتحبني يا ناس ، طيب حتى  هاتي خمسايه 
، و قبل أن تنطق أمها قالت صفاء :  والله  ماإنتي ماشيه  غير لما تدفعي  ، و سحبت الورقة من يد سلوى 
و قالت :  تدفعي تاخدي ورقة التحاليل ، يلا يا حاجه  ورانا زبائن تانين .
زينب  :  هههههه  خدي حار و نار في جتتك  .
صفاء  :  يا جماعة  أمي بتحبني ،  و تخطف النقود من يد أمها و تخرج مسرعه  وسط ضحكات  سلوى و  زينب .
زينب  :  ألا يا سلوى  هو دا تلفزيون  .
سلوى  :  لأ يا عمتي دا كمبيوتر  بس له إسطوانات عليها أفلام كرتون  للعيال و برامج أطفال و غير كده عليه الشغل بتاعي  .
زينب  :  طيب واللي جنبه دا ايه  .
سلوى  :  دي طابعة  يعني لما أكتب  على  الكمبيوتر  و أشغل الطابعة  تطلع الكتابه  على  الورق  .
زينب  :  و دا غالي يا سلوى  ،  أصل العيال واجعين  راسي عندهم بدل التليفزيون  إتنين  و عايزين  كممم..... و عايزين بتاع زي داهو قال يلعبوا عليه  ،
إنتي  رأيك ايه .
سلوى  :  كلها كام سنة  و يبقى  الكمبيوتر  في كل البيوت زي التليفزيون  تمام  ، هو مهم بس للي يستخدمه صح و يستفيد منه  أما إنك تجيبي الكمبيوتر  و تسيبيه للعيال و اللعب و خلاص  هيعطلهم عن المذاكرة  و خصوصا  لما يحملوا عليه ألعاب  .
بصي يا عمتي أنا هروح أغير هدومي في أوضة أمي و إنتي خدي راحتك ، أنا هقفلك الشباك علشان تنامي شويه و لو فضل عندك صداع خدي حبايه من الشريط  دهون  و أنا هجيب لكي ميه فريحك  .
زينب  :  ربنا  يريح قلبك يا بنتي   ،  تصدقي يا سلوى  أنا مبستريحش مع حد غير معاكي إنتي .
لتخرج  سلوى  من الحجرة  و تذهب  إلى  حجرة  والدتها لتغير ملابسها و تصلي  .
لتقابلها صفاء  و تعطيها بعض النقود  و تقول  :  بصي بقى  دا نصيبك و متقوليش أنا  الدكتوره  و أخد التلت تربع وإنتي  الربع ، لا يا حبيبتي دا لولايا كانوا الزباين  ضحكوا عليكي .
سلوى  : هههههه  لأ معاكي حق ، بس  مش تزودي النسبة  شويه  و بعدان هو الجنيه دا الربع يا نصابه  .
صفاء  :  لأ عندك  مين دي اللي نصابه  ، أنا لو فعلآ  نصابه  كنت كلت عليكي  نصيبك في العمليه  .
سلوى  : هههههه  عمليه  ايه  يا صفاء  .
صفاء :  أنا أخدت من أمي خمسه  جنيه  و دي أكبر عمليه  في تاريخي لغاية  النهارده  .
سلوى  :  هههههه  مش فاهمه  ممكن شويه  توضيح .
صفاء : بصي بقى  بابا و كمال دول أسهل عمليه و باخد منهم بمنتهى  السهولة  أما بقية العيله مابين صعبة  لصعبة جدا  أما ماما فدي عملية مستحيلة اللي بيسموها  أمبسبل  ميشن بتاعة الواد توم كروز  .
سلوى  :  الواد مين ؟ 
صفاء  :  سلوى  مينفعش كده  لازم يبقى  عندك شوية ثقافة  ، عمومآ  أنا هعمل فيكي معروف  و هجيب لكي شويه مجلات من بتعتي تتثقفي شويه بدل الكتب اللي لحست مخك .
سلوى  : هههههه و الله  معاكي حق أنا موافقه  إبقي هاتيهم بكره  بالليل وتعالي نتسلى  شويه .
لترفع  صفاء يدها بعلامة  النصر و تقول yes  .
سلوى  :  هههههه  لأ  فعلآ  أنا محتاجه  شوية ثقافة 
بابا و ماما و الحركات  دي  .
صفاء :  يا بنتي  لازم نتطور  فاضل سنة  واحدة و ندخل الألفية الجديدة  و بعدان أنا  قررت أقوم بثورة .
سلوى  :  ثورة ، إزاي يعني .
صفاء :  بصي أنا في تانية إعدادي  و مقضياها لعب أنا و صحباتي  لكن السنه الجايه  إن شاء الله  هناكل الكتب أكل علشان  نجيب مجموع و ندخل ثانوي عام و دي بقى الثورة الصغيرة  ، و بعد كده  نجيب مجموع في الثانوي  و نعمل الثورة  التانيه  و ندخل الكلية  وبعد كدة الثورة الكبيرة و هي  الشغل .
سلوى  : تشتغلوا  .
صفاء : كمال أخويا قال لو طلعتي دكتورة  هيفتح لي عيادة و يسيبني  أشتغل .
سلوى  :  بتحلموا ، كل النجوع و القرى  اللي حولينا بيسيبوا  البنات تكمل تعليمها و تشتغل ، مش عارفه  ليه  شغل الست عندنا عيب و جريمة  .
صفاء :  يا سلوى  أنا خايفة من حاجة .
سلوى  :  خايفة من ايه .
صفاء :  خايفه  من الإتفاق  اللي عمله جدك مع الجن  يمكن شرطوا عليه إن الستات  و البنات متشتغلش.
سلوى  :  بطلي هزار  ، وهما مالهم نشتغل ولا ما نشتغلش .
صفاء :  على فكرة أنا  مبهزرش ، طيب فكري معايا كده ،
الموضوع  مش طبيعي مش مجرد عادات و تقاليد  .
سلوى  :  متخوفنيش  أنا مش ناقصاكي كفاية  اللي أنا فيه  ، إمشي يا صفاء  و سبيني في حالي ، إمشي .
صفاء :  بصي أنا هجيبلك قرار الموضوع  ده  ،
سلوى  :  صفاء  أنا بتكلم جد حزاري تفكري إنتي أو أي واحدة من شلة المجانين بتوعك إنك تهوبي ناحية الجبل ، فاهمه ولا لأ .
صفاء :  صحيح أنا و شلة المجانين ممكن نعمل أي حاجة  بس مش للدرجادي  ، متخافيش ،
صحيح قبل ما أنسى أنا خلصت الكتاب اللي إنتي عطتهولي و عايزه كتاب من كتب الطب اللي عندك  أو إسطوانه  كمبيوتر  من شرح العمليات اللي عندك .
سلوى  :  أولا  الكتب دي معقدة جدا عليكي و كلها بالإنجليزي  يعني مش هتفهمي  منها حاجة  ،  و بالنسبه  لإسطوانة الكمبيوتر  هتشغليها فين .
صفاء  :  هشغلها في حجرة التطوير في المدرسة  ، مدرس العلوم في المدرسة  هو اللي ماسك حجرة  التطوير  و كلمته  عنك و قالي لو عايزه تشغلي إسطوانات علميه ممكن يشغلها لنا و يساعدنا في فهمها كمان .
سلوى  :  يعني ايه  كلمتيه  عني .
صفاء  :  هو شافني شاطرة  و ممتازة  فبيقولي خسارة  إنك من نجع الجن  لأنهم مش بيعلموا بناتهم  فقلت له  إن بنت عمي بتحضر دكتوراه و كمان مهتمه  بالطب و ذاكرت كل كتب كلية  الطب و أخدت دورات تمريض و تقدر تعالج أي حد أحسن من أي دكتور  فبقى مستغرب فقلت له هجيب له كتاب من كتبك و كمان إسطوانات  لشرح العمليات و كلها بالإنجليزي  .
سلوى  :  ربنا يهديكي يا صفاء ، و مفكرتيش لو إتكلم مع عادل أخويا في الموضوع  ده بحكم إنه زميله في المدرسة  ايه اللي هيحصل  وقتها .
لترد عليها صفاء بفزع .
صفاء :  يا لهوي يا لهوي دا  أبويا كان يدبحني و يخليني أبطل مدرسة  ، أنا هروح  له بكره  و أوصيه ميجبش سيرة لحد و خصوصا عادل ، يا رب أستر يا رب .

نجع الجن تأليف سماح عياد (عريس من تل أبيب )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن