الفصل التاسع و الأربعون

61 5 2
                                    

الفصل التاسع و الأربعون .
نجع الجن تأليف سماح عياد  .

عادت سلوى و عائلتها إلى النجع و هي تشعر كأنها طير حر قد خرج من قفصه و يتنفس هواء الحرية لأول مرة ،
تشعر أن السماء لونها أجمل مما كانت عليه في السابق و أن الهواء له رائحة مختلفة ، تشعر و كأنها ولدت من جديد ، لا تريد أن تصبح أسيرة أحدهم و أن يتحكم بها ، هي لن تتزوج حتى حلم الأمومة هي ستستغني عنه يكفيها حب أولاد أخوها و أولاد محمد و ملك هي أم هؤلاء فقط .
ستحاول إقناع عمها بأن تعود للكلية فقد إشتاقت لطلابها و أمل و إبتسام و كل شيء .
ستتصل بهذه المرأة المدعوة سارة و ستخبرها أنها لا تريد الزواج من إبن أخيها و يمكن أن يتزوج أي واحدة أخرى من بنات النجع فكلهن سيرحبن به فهو شديد الوسامة و لا يوجد أي فتاة مهما كانت تستطيع أن تقاومه ، لفت نظرها جماله و كأنه رجل من خيال فلا يوجد مثل هذا الجمال الممزوج بالرجولة ، كيف لم يصبح ممثل ، كيف غفل عنه مخرجي الإعلانات فلو عمل إعلان عن أي شيء ستشتريه كل النساء حتى لو كان سم ، من المؤكد أنه يعاني نقص شديد في شخصيته ، فمع هذا الجمال و الوسامة من المؤكد أنه يعاني من نقص في الأخلاق أو سوء الطبع أو سوء الحظ ، فلا يوجد إنسان كامل إذا وجد زيادة في ناحية قابلها نقص في ناحية أخرى .
جمال الرجل و وسامته و خاصة من هم في مستوى جماله هي لا تحبهم فهي عندما رسمت صورة لفارس أحلامها رسمت شاب أسمر له عيون سود حادة طويل قوي البنية ، أما هو مع تلك الملامح الأوربية بالإضافة إلى الجسد الرياضي لا يشبه لفتى أحلامها لا من قريب و لا من بعيد .
خافت من نفسها عندما ترائت أمام عينيها صورة كمال و كأنها كانت ترسمه هو في خيالها منذ البداية فهي تعلم حبه لها منذ أن كانوا صغار و الكل يعلم بعشقه لها و لكنها لم تراه إلا ذلك التلميذ البليد الذي يتعرض للضرب و الإهانة من كل المعلمين حتى إنه إنقطع عن الدراسة و عمل مع والده في التجارة ثم بعد فترة قصيرة أصبحت له تجارة خاصة به و إستقل بأمواله عن أبيه في حين أن من هم في مثل عمره لايزالوا يأخذوا المصروف من الوالد أو الوالدة ، و رفض أن يكون له جناح خاص في بيت والده مثل أخوته فقام ببناء شقة خاصة به في الدور الثاني من البيت ، بناها لها هي حتى تستقل بحياتها بعيدا عن الحاجة زينب و مشاكلها التي لا تنتهي و عندما فقد الأمل منها و مع إصرار أمه على أن يتزوج عفاف التي تعشقه وافق و رضى بزواجه منها حتى أنجبت بنات معاقات و أصبحت والدته تلح عليه أن يتزوج أخرى لم يفكر في غيرها و فعل كل ما فعله ليحصل عليها و لكن تفكيره العقيم جعلها تكرهه و تفكر في قبول المجهول حتى لا تكون له ،
إذا فلما تفكر فيه الأن ، لماذا ترسم صورته في خيالها .

سلوى : لا لا مستحيل أن أحبه أو أفكر به كفارس لأحلامي ، مستحيل أنا أكرهه و أشعر بالسعادة لأني تخلصت منه .
ملك : مالك يا عمتي إنتي بتتكلمي زي مدرسة العربي كده ليه .
تنظر لها سلوى و كأنها تتعجب من وجودها ، متى دخلت .
سلوى : آنتي دخلتي أمته .
ملك : أنا خبطت على الباب براحة علشان محدش يعرف علشان أم عادل و كلهم مش عايزيني أروحلك ،
أنا عارفه إنك زعلانه من بابا و جدتي و خلاص مش هتتجوزي بابا بس أنا كمان زعلانة منهم ، و أنا معملتش حاجة تزعلك مني .
سلوى : و أنا عمري ما أزعل منك و لا أخاصمك و لو مجتيش في يوم هزعل منك .
تحضنها ملك و تبكي .
سلوى : كوكي حبيبتي بتعيطي ليه .
ملك : أنا زهقت من بابا و من جدتي و الدنيا كلها ، هما فاكريني كبيرة بس و الله أنا صغيرة أنا عندي سبع سنين بس .
تحضنها سلوى و تقول : متعيطيش أنا عارفة إنك شايله حمل أكبر منك بس إنتي قدها و تقدري على ده و زياده و أنا معاكي و هقف جنبك و عمري ما هسيبك .
ملك : عايزه أفضل معاكي هنا مش عايزه أروح بيتنا .
سلوى : مش هينفع ، علشان أمك لسه تعبانة و أخواتك بيغلبوها .
ملك : بس أنا فعلا مش عايزه أروح .
سلوى : طيب روحي إستأذني من أمك و تعالي بيتي عندي الليلادي و أنا هنزل أقولهم محدش يمنعك تيجي عندي .
تفرح ملك و تقول : تقولي للواد البارد اللي إسمه فتحي لو كلمني هبطحه .
سلوى : ههههه حاضر من عنيا الإتنين .
تنزل سلوى مع ملك فيراها فتحي و يقول : إنتي دخلتي إزاي يا بت ، و مش مصدقيني لما بقول قرده .
سلوى : بس يا فتحي ملكش دعوة بيها و إياك تزعلها و هي تيجي وقت ما تحب .
أم عادل : إحنا بس كنا خايفين على زعلك .
سلوى : أنا لو زعلت من الدنيا كلها عمري ما أزعل من كوكي حبيبتي .
فتحي : كوكي بقا بزمتك في قردة يتقالها كوكي ، عجبت لك يا زمن .
فهمي : مالك يا ملك زعلانه ليه و كمان شكلك معيطة .
ملك : أنا كويسة مفيش حاجة .
فتحي : مين زعلك قوليلي و أنا أخليه يكره اليوم اللي إتولد فيه .
فهمي : أكيد إنت اللي زعلتها.
فتحي : زعلانة مني .
ملك : لأمش منك أنا زعلانه كده و خلاص .
تتركهم ملك و تخرج فيتبعها فتحي .
أم محمد : البت دي صعبانه عليا قوي .
أم عادل : كبروها قبل أوانها و حملوها حمل ميقدرش عليه رجالة ، ربنا يقويها .
سلوى : هي هتيجي تبات معايا الليلادي .
فهمي : أمها عيانه و هي بتساعدها و بتخلي بالها من إخواتها .
سلوى : أنا قلتلها كده بس هي نفسيتها تعبانة و عايزه تيجي عندي فمقدرتش أقولها لأ .
أم عادل : مش عايزين حد يزعلها .
سمر : فتحي هو الوحيد اللي بيزعلها .
فهمي : لو سمعك بتقولي فتحي من غير عمي هيزعلك معاها .
سمر : لما بيبقى هنا بقوله عمي فتحي .
سامية : يا خوافه .
سمر : أنا مش خوافة بس مبحبش أزعل حد .
أم عادل : هقوم أعمل صينية بسبوسة .
أم محمد : بسبوسة ايه دلوقتي ، فاضل شوية و ندخل ننام .
أم عادل : ملك بتحبها و أهو تحلوا بقكم قبل ما تناموا .
فهمي : و أخيرا إستفدنا منك في حاجة يا ست قرده .
سمر : حرام عليك متقولش عليها كده .
فهمي : يا بت إنشفي شوية ، متبقيش عامله زي البسكوته كده .
وردة : مالك و مال بنتي يا فهمي ، أنا عايزاها تبقى بسكوته علشان جوزها يدوب فيها .
سمر : ماما عيب كده .
الكل : هههههههه
أم محمد : ولا البسكوته عاجبه ولا المسترجله عاجبه .
سلوى : بكره إن شاء الله عادل هياخدني أنا و أمل نبارك لإبتسام في إسكندرية .
أم عادل : هو ينفع أروح معاكم أزور سيدي المرسي أبو العباس .
سلوى : لا تشد الرحال إلا للمسجد الحرام و المسجد النبوي و المسجد الأقصى ، الرسول صلى الله عليه وسلم هو اللي أمرنا بكده .
أم عادل : عليه أفضل الصلاة و السلام ، بس أنا شفت أبوكي في المنام و هو بيقولي شوفي لقيت مين معانا و كان لابس لبس الجيش و وشه منور و بيضحك قلتله لقيت مين سابني و مشى فسألته رايح فين قالي إنه نادر ندر و لازم يوفيه قولتله ندر ايه قالي نصلي الجمعة بكرة كلنا جماعة في المرسي أبو العباس .
أم محمد : يبقى تصلي إنتي و عيالك الجمعة بكره في المرسي أبو العباس و تقروله الفاتحه هناك .
سلوى : بس أنا إتفقت مع أمل هنطلع من هنا بعد صلاة الجمعة و هي هتستنانا على الطريق بره .
فهمي : مفيش مشكلة إتصلي عليها و غيري الميعاد معاها .
أخرجت سلوى هاتفها و همت بالإتصال بأمل .
فهمي : إشمعنى المحمول اللي مرجعتهوش مع الشبكة و الهدايا .
سلوى : مش عارفه ، يمكن لأني محتاجاه .
فهمي : الشبكة كلها كانت من حقك و الكل قال كده ، حتى جدي عبدالله ماكنش عايز ياخدها ، و إنتي قلتي مش عايزه أي حاجة تفكرك بيه .
أم محمد : هو تحقيق ولا ايه هي حره ، و بعدان لو رجعت المحمول أبوك مش هيرضى يخليها تجيب غيره .
فهمي : معاكي حق .
تأتي ملك وهي تضحك مع فتحي و معها عروسة مصنوعة من الخشب .
سلوى : ايه العروسة دي يا ملك .
ملك : فتحي عملهالي .
سمر : إشمعنا هي أنا عايزة عروسة زيها .
سامية : و أنا كمان .
فتحي : حاضر بكره هعملكم زيها ، مش عايزه واحدة إنتي كمان يا سلوى .
سلوى : هو ينفع تعملي أنا كمان .
الكل : هههههههههه
فتحي : أحلى عروسة لأحلى سلوى في الدنيا كلها .
سلوى : طيب يلا يا بنات نروح نخيط فساتين للعرايس بتاعتنا .
تجري الفتيات بسرعة لإحضار أدوات الخياطة و هن يشعرن بالسعادة و الحماس و سط ضحكات الجميع و شاركت معهن في العمل وردة و سعاد و أم محمد .
يدخل الحاج معوض و يجد العمل على قدم و ساق و أدوات الخياطة و فساتين العرائس .
معوض : مش صغيرة الفساتين دي عليكم .
تجري عليه ملك و تريه عروستها و تقول : شوف يا جدي فتحي عملي عروسة و أنا خيطت لها فستان حلو إزاي .
معوض : الله ايه الفستان الجميل ده ، طيب ينفع تخيطيلي فستان زيه بس على كبير .
ملك : إنت راجل عيب لما تلبس فستان .
معوض : هههه لأ أنا مش هلبسه ، أنا هديه لعروستي .
ملك : هو آنت عندك عروسة .
معوض و هو ينظر لأحلام ( أم محمد ) زوجته بنظرة كلها حب و يقول : عندي أحلى عروسة في الدنيا .
تحمر وجنتي أم محمد و تبتسم فتضحك وردة و سعاد .
معوض : ايه الريحة الحلوة دي .
أم محمد : أم عادل بتعمل صينية بسبوسة لملك .
معوض : قوم يا واد يا فهمي هات كل الفلوس اللي في الدولاب .
أم محمد : ليه يا حاج .
معوض : هشتري ملك من عفاف علشان أم عادل تعملنا حاجات حلوة و سلوى تضحك و وشها ينور .
ملك : ههههه و تجري و تحضن معوض .
يشعر معوض بغيرة بنته سامية فيقول : ضي عين أبوها وريني الفستان اللي فصلتيه .
تضحك سامية و تجري على والدها و هي تمسك فستان صغير تصنعه لعروستها فتريه لوالدها و هي في قمة السعادة و الفخر بما تصنع .
معوض : ايه الجمال دا يا ناس ، فين العروسة علشان نلبسها الفستان .
سامية : فتحي عمل عروسة لملك بس و بكره هيعمل لنا كلنا عرايس .
معوض : لا أنا ضي عيني محدش يعملها عروستها غير أبوها ، قوم ياد منك له هات الخشب و العدة و تعالوا نقعد قدام الدار نعملهم عرايس .
ملك : هعمل لضي عيني و لعروستي .
ملك : طيب و عمتي سلوى و سمر .
فهمي : أنا هعمل عروسة لسمر و فتحي يعمل عروسة لسلوى .

نجع الجن تأليف سماح عياد (عريس من تل أبيب )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن