الفصل التاسع عشر.
نجع الجن تأليف سماح عياد .معوض: سلوى ايه اللي بيحصل ، في بيتي من ورا ضهري .
ردي يا سلوى سمعيني صوتك .
و لكنه لا يجد من سلوى أي رد .
لترد إحدى النساء : فيه ايه يا حاج البنيه مكسوفة ، و صدق اللي قال السكوت علامة الرضا .
و تقوم أخرى بإطلاق زرغودة و تهليلة تدل على الفرح و المباركة .
تشعر سلوى أن الزمن قد توقف بها فهي لا تستطيع الكلام ، لماذا لا يخرج صوتها و تقول لهم لا أريد هذا الزواج لماذا لا تثور و تحطم كل شيء لماذا تسكت لماذا تستسلم لماذ لماذا لماذا ...... لماذا لا أموت .ليقاطع أفكارها صوت عادل و هو يقول : ما عاش ولا كان اللي يعمل حاجة من ورا ضهرك ، كل ما في الموضوع إني كنت عايز أتأكد من موافقة سلوى الأول و بعد كده كمال و عمامي يجو يفاتحوك و يطلبوا سلوى رسمي و متنساش يا عمي إن سلوى رفضدته قبل كده فلازم أتأكد منها إنها موافقة لأن عيب عمامي يدخلوا بيتك و تردهم للمرة التانية .
ليرد عبدالله أبو كمال : مالك يا حاج معوض كنك رافض كمال أو شايفه مش مناسب لبنت عمه .
معوض : مش وقته الكلام دا يا حاج عبدالله و لا مكانه .
صبري : ليه يا حاج معوض هو فيه مين غريب بينا دول كلهم عيالنا ، و خلي الكل يفرح ، أهو بالمرة و الشيخ سيد الهلالي و الأجاويد و أهل النجع كلهم متجمعين نقرى الفاتحة و نحدد كتب الكتاب و الدخلة .
معوض : يا جماعة ميصحش نعمل حاجة والحاجه أم فؤاد في المستشفى لما نطمن عليها الأول نبقى نقعد و نتفق .
صبري : أنا جوزها و بقولك خير البر عاجله و هنقعد دلوقتي و نتفق على كافة شيء و نقرأ الفاتحة بعد صلاة العشا بعد ما نعمل الخاتمة علشان تبقى فرحتين للمرحوم .
ناصر : أنا فرحتي النهارده متتوصفش ، ربنا وحده يشهد يا سلوى يا بنتي إنك أغلى من عيالي ، ربنا يتمم عليكي بخير و يفرحك يا بنتي .
لتنطلق المباركات و الزغاريد مع فرحة الجميع ما عدا سلوى و عفاف و صمت الحاج معوض و نظراته التي تلومها و تقول لها لماذا ، هل قررتي الإستسلام .
يقطع صوت هذه المباركات أم عادل : بس إنتي و هي بتزعرطي على ايه .
لتهتف أم محمد : خبراه يا أم عادل مش دا اللي كنتي عاوزاه .
أم عادل : و بأعلى صوتها بقا أنا بنتي الدكتوره تعيش في بيت زينب و تسخرها في الشغل من الفجر لليل ، أنا بنتي متنفعكوش يا جماعة ، خلينا حبايب أحسن و على رأي المثل لو ليك حبيب لا تشاركه و لا تناسبه ،
أنا بنتي عاشت عمرها كله معززة مكرمة لا ليها في البهايم و لا الطيور و لا الخبيز ، و إنتوا عارفين كده .
عبدالله : مالك يا أم عادل داخلة حامية علينا كده ليه .
زينب : سلوى دي حبيبتي و بنت الغالي الله يرحمه و هتبقى مرات الغالي و اللي تأمر بيه يتنفذ و إن كان على الشغل اللي تقدر عليه تعمله و كلنا عارفين إنها ملهاش في البهايم و الفرن ، سمعونا زغروتة يا حبايب .
ثم أخذت تصفق بيدها و تغني و تبعها كل النساء مع فرحة الجميع و سعادة الأطفال و خاصة ملك التي ذهبت لتغيظ باقي الأطفال و خاصة سمر و محمود وأحمد و عمر و سامية لتغيظهم و تقول لهم أن سلوى ستعيش عندهم و سوف تذاكر لها وحدها و تشتري لها أشياء جميلة و تسرح لها شعرها ،
يشعر الأطفال بالغضب يذهبون إلى سلوى فيجدوا الجميع يبارك لها و هي في حالة زهول ، ثم تستأذن منهم وتذهب إلى حجرتها و تجلس على سريرها بصمت فهي لا تعرف ماذا تفعل تشعر أنها في حالة من الضياع و لا تدري أين ذهبت دموعها التي تلجأ إليها كلما شعرت بالضيق ، حتى دموعها قد تخلت عنها فلم تجد لها ملجأ غير الله .
فتخرج سلوى لتذهب إلى الحمام لتجدد وضوئها لتصلي و وتدعوا الله أن يمنع هذا الزواج بأي شكل حتى لو كان موتها أو حتى إصابتها بمرض .
فور خروجها من حجرتها قابلتها صفاء و حضنتها و قالت : أنا فرحانه إنك هتبقي مرات أخويا و بصي بقى متخافيش من أمي أنا مش هخليها تعملك حاجة و لا تضايقك و لا تكلفك بشغل كتير و أي حاجة تتعبي منها سبيها و أنا أكملها و ملكيش دعوة بأمي و بخصوص عفاف إنتي عارفاها غلبانه و مكسورة الجناح هي بس زعلانة لأنها بتحب كمال و أكيد غيرانة بس عمرها ما هتضايقك و على فكرة هي و أهلها موافقين و كمان أمها هي اللي أقنعتها لأنك طيبة و هتعتبريها أختك و عيالها عيالك .
لتبتسم سلوى إبتسامة مجاملة و تقول : ربنا يخليكي ليا يا صفاء .
صفاء : مالك يا سلوى إنتي مش فرحانة .
سلوى : مش عارفه مالي ، يمكن المفاجأة أو خايفه مش عارفه .
صفاء : لأ بقا بقولك ايه هو إنتي هتجوزي كل يوم ولا ايه ، أنا هروح أنادي على البنات و نيجي نحطلك مكياج و نظبطك يا أحلى عروسة .
سلوى : بعدان يا صفاء مش النهارده ، معلش علشان أنا رايحه أتوضى .
صفاء : ماشي إتوضي و صلي على ما أجيب البنات و أجي .
سلوى : يا بنتي إرحميني بعدان يا صفاء .
صفاء : سلوى إنتي متعرفيش إن الرجاله قروا الفاتحة و إتفقوا على كل حاجة و إن كتب الكتاب و الدخلة بعد شهر على ما يكون كمال شطب البيت الجديد و يفرشه على زوقك .
لم ترد عليها سلوى و تركتها و توجهت إلى الحمام و هي لا تعرف ماذا تفعل .
صفاء : بتعجب ، مالها دي .
كريمة بنت إحسان و ناصر : إتعبطتي و لا ايه يا صفاء ، و بتكلمي نفسك.
صفاء : كنت بتكلم مع سلوى عن خطوبتها و فجأة سابتني و طلعت تجري .
كريمه : يخرب بيتك ، طلعت تجري راحت فين .
صفاء : راحت الحمام تتوضى .
كريمه : هههههه يخرب بيتك ، يا بت إنتي عبيطة ، واحده بتقولك رايحه الحمام ، توقفيها و هاتك يا رغي و طبعآ إنتي متتوصيش في الرغي .
صفاء : الله يسامحك ، مش هرد عليكي علشان أنا مؤدبة و إنتي قد أمي .
كريمه : مو لما يلهفك ، هي مين دي اللي قد أمك ، طيب إستني عليا و الله منا سيباكي.
لتضحك صفاء و تقول: لو شاطره إلحقيني .
لتضحك كريمه فهي تعرف أن صفاء قلبها أبيض و طيبة و خفيفة الظل ، تتنهد كريمه و تقول : ربنا يقويكي يا سلوى على ما بلاكي ، هتعيش إزاي مع عمتي زينب.
خرجت سلوى من الحمام فقابلتها كريمه و باركت لها و حضنتها و هي تقول : ألف مبروك و ربنا يسعدك و يهنيكي ، متتخيليش كلنا فرحانين إزاي ، يا سلوى إنتي عارفه كمال بيحبك و رايدك من زمان و اللي بيحب بيسعد اللي بيحبه ،
أنا إتجوزت و كنت عيله عمرها ١٥ سنة كنت فاكرة إن الجواز لبس جديد و فرح بس لقيت نفسي داخلة معركة .
سلوى : سؤال بس يا كريمة ، هو إنتي بتطمنيني و لا بتخوفيني علشان أنا مش فاهمه.
كريمة : هههههه يخرب بيتك هو إنتي سبتيني أكمل .
سلوى : يا كريمة حرام عليكي بلاش الكلمة دي عماله تدعي على كل واحد تقابليه .
كريمة : ياختي، يعني شايفه دعواتي بتستجيب ، دا أنا بقالي عشر سنين بدعي على حماتي و إبنها إن ربنا ياخدهم ، و مفيش فايدة الوليه تتخن و وشها يورد و أنا عماله أنشف و أسود .
سلوى : هههههه يا بنتي حرام عليكي ، الرسول صلى الله عليه وسلم قال فيما معناه ( لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم فتقابلوا ساعة عطاء فيستجاب لكم ) ، و صحيح بتدعي على إبراهيم ليه .
كريمة : يخرب بيتك ، هتلبسيني بلوة ، أنا مالي و مال إبراهيم أدعي عليه ليه .
سلوى : مش بتقولي بدعي عليها و على إبنها .
كريمة : إبنها جوزي و بعدان متقلقيش إبراهيم مراته بتدعي عليه ، زي كده ما بكره هتدعي على كمال يا سلفتنا يا حلوه .
سلوى : كريمة أنا مش قدك إرحميني ، أنا داخله أصلي .
كريمة : بصي بقه قدامك بالظبط خمس دقايق و هتلاقي هجوم عليكي في الأوضة علشان نجهز للخطوبه .
تدخل سلوى حجرتها و تصلي ركعتين صلاة قضاء الحاجة و تجتهد في الدعاء أن ينجيها الله من كيد زينب و أمثالها و يعطل هذا الزواج .
تسمع صوت أحد يطرق الباب ، فتقول إتفضل ، لتدخل ملك و ترتمي في حضن سلوى و تقول لها هتيجي عندنا أمتى .
ملك : أنا خليت أحمد و محمود يولعوا هما و باقي العيال .
سلوى و هي تملس على شعر ملك الحريري : ليه كده يا كوكي مش إحنا قلنا نبقى مؤدبين علشان ربنا يحبنا .
ملك : أنا بقيت مؤدبة شوفتيني و أنا بخبط على الباب و مدخلتش على طول ، بس أنا قلتلهم إنك هتذاكري ليا أنا بس و هتيجي تعيشي عندنا .
لتطبع ملك قبله على خد سلوى و تقول لها بابا قالي نادي عمتك سلوى فوق السطح .
سلوى : قوليله مش فاضية بتصلي .
ملك : و النبي و النبي و النبي و
سلوى : براحه يا كوكي ، و بعدان إحنا قلنا منحلفش بالنبي و نقول بالله عليك.
ملك : حاضر ، بالله عليك بالله عليك بالله عليك ب
سلوى : بس بس فيه ايه .
ملك : أصل بابا قالي لو عرفتي تخلي عمتك سلوى تيجي فوق السطح هناخدك بكره و نروح للدكتور يحدد ميعاد العملية لرجلي ، علشان أمشي كويس و العيال متضحكش عليا و أمشي كويس و جدتي زينب متقوليش يا عرجه و لا تقول لماما خلفتك كلها معوقين .
تحضن سلوى ملك و تقول : ملك إحنا إتكلمنا في الموضوع ده كتير ، صح .
ملك : صح ، و أنا عارفه إن ربنا بيحبني علشان كده إبتلاني ، إن ربنا لما بياخد حاجة من حد بيديه حاجة أحسن منها .
سلوى : أنا علشانك ممكن أعمل أي حاجة ، إنتي ما شاء الله ذكية و جميلة و دمك خفيف و فيكي حاجات حلوة كتير .
ملك : يا ترى لما رجلي تصحى ايه اللي هيحصل هبقى غبية و لا وحشه و لا دمي تقيل .
سلوى : هههههه طيب تختاري ايه ، وحشه .
ملك : بعد تفكير لأ عايزه أفضل جميلة .
سلوى : طيب غبية .
ملك : لأ أنا أشطر واحده في الفصل و مش عايزه أبقى غبيه .
سلوى : خلاص دمك تقيل .
ملك : طيب لو دمي تقيل هتحبيني .
سلوى : مش عارفه يمكن اه و يمكن لأ .
لتسكت ملك بحزن و تقول لأ مش عايزه .
سلوى : بصي يا كوكي تيجي ندعي ربنا إن رجلك ترجع سليمة و تفضلي ذكية و جميلة و دمك خفيف
ملك بفرحة : يلا إنتي إدعي و أنا أقول أمين يلا يلا بسرعة .
سلوى : براحه يا كوكي ، إحنا هندعي بس لو رجلك مصحتش هتزعلي .
ملك : اه هزعل بس مش كتير .
أخذت سلوى تدعو الله أن يشفي ملك و تنجح العملية وتستطيع السير دون عرج و اللعب مثل باقي الأطفال .
ملك : يلا بقا يا عمتي بابا مستني .
ذهبت سلوى مع ملك لتقابل كمال فوق السطح .
كمال : إستني تحت يا ملك علشان رجلك .
ملك : بابا أنا بعرف أطلع السلم كويس ، قول إنت مش عايزني أسمع اللي هتقوله لعمتي سلوى ، حاضر يا بابا هستني تحت بس لما نروح مش كل شويه تقولي إطلعي هاتي الساعة ، إطلعي هاتي المحفظة ، إنزلي نادي أمك ، إنزلي شوفي إخواتك ،
كمال : خلاص خلاص ، إستني تحت علشان أنا مش عايزك تسمعي اللي هقوله لعمتك سلوى .
ملك : ما تقول كده من الأول ، حاضر .
لتصعد سلوى فيعطيها كمال شنطه .
تسأله سلوى : ايه دا يا أبو ملك .
كمال : فاكرة لما جيت من الحج و جبت للكل هدايا ما عدا إنتي ، و قلتلك هديتك هديهالك بعدان ، دي هديتك يا سلوى ، سلوى دي عباية عجبتني وإشتراتها ليكي و دعيت ربنا إنك تلبسيها يوم ما تكوني ليا ، و الحمد لله ربنا إستجاب الدعوة ، يا رب زوقي يعجبك،
أنا عارف إنك خايفة بس أنا عاهدت ربنا لو كنتي من نصيبي إني أصونك و أسعدك و عمري ما أزعلك و لا أسمح لحد إنه يهينك .
تسمع سلوى كريمة تنادي عليها ، فتترك كمال و تنزل دون أن ترد عليه .
أنت تقرأ
نجع الجن تأليف سماح عياد (عريس من تل أبيب )
Ficción Generalقصة اجتماعية رومانسية من قلب ريف مصر لفتاه تحلم بالتخلص من قيود العادات و التقاليد الباليه و التي يرعاها و مسؤل عنها هو عمها وهو اكثر شخص متمسك بهذه العادات والتقاليد فهل ستصتطيع كسر هذا القيد أم ستكون ضحيه لة