الفصل الثاني الخمسون

56 4 3
                                    

الفصل الثاني و الخمسون
نجع الجن تأليف سماح عياد  .

تذهب إبتسام لرحمه و تامر الذي تعود عليها و أصبح يحبها و هي تقضي معه هو و رحمه كل وقتها هذا بالإضافة لوجود صباح و مرفت .
كم تحبهم و تحب هذه الحياة التي تتمنى أن تدوم لها و ما أعطاها أمل أكبر في أنها ستصبح زوجته و أم أبنائه هو ما حدث اليوم ، هل سيكون لديها أطفال منه و ستحملهم بين يديها و يكبروا أمام عينيها و يكون تامر أخوهم الكبير الذي يرعاهم و يحبهم .
تنتهي من إطعام تامر و الإعتناء به فينام على زراعها و عندما تأخذه منها المربية يرفض و يقول : لأ ننه بسوم ( لأ أنام مع إبتسام ) فتسعد إبتسام لذلك و تأخذه لتنيمه في سريره ، و بعد أن ينام تذهب لشقتها  و تستعد إبتسام للنزول و تفتح باب الشقة لتخرج فتجد جابر في وجهها .
جابر :  بسومه وحشاني قد الدنيا و يحضنها فتتجمد إبتسام في مكانها و لكنها تستوعب ما يحدث فتدفعه عنها و تقول إنت بتعمل ايه هنا .
تتحدث و كل ذرة في جسدها ترتعد خوف من أن تضعف أمامه و تعود إبتسام الضعيفة العاشقة له التي قد تبيع الدنيا كلها للحصول على كلمة منه .
جابر :  جاي ليكي علشان أحس إني عايش أنا دلوقت بس حسيت إني رجعت لوطني ، إبتسام أنا بحبك و عايز أتجوزك و تكوني مراتي و أم عيالي و دنيتي كلها ، لو طلبتي الطلاق من حازم هو مش هيرفض لأنه واخدك سكة علشان مراته تغير منك و تصلح أمورها معاه .
إبتسام :  أظن عيب الكلام ده ، أنا ست متجوزة و مستحيل أخون جوزي أو أطلب منه الطلاق ، و لو سمحت إتفضل من هنا بدل ما أصوت و ألم عليك العمارة .
جابر :  بحبك يا إبتسام و عمري ما حبيت غيرك و رجعت علشانك إنتي ، هتكوني مراتي و أم عيالي ، وحشتيني و وحشني حضنك و جسمك و كل حته فيكي ، وحشتني شفايفك ، وحشني شعرك .
تشعر إبتسام بأنها ستضعف أمامه و كأنه أشعل النار التي ظنت أنها إنطفأت منذ أعوام ، أشعل حبها و جعل قلبها ينبض له من جديد ، ملعونة أنتي يا إبتسام ملعونة في كل كتاب و بين سكان الأرض و السماء إن سمحتي له أن يخدعك مرة أخرى أن يستغلك في تدمير حازم زوجك الذي أنقذ حياتك مرتين في السابق و حررك من قيد جابر و أكرمك و تزوجك و خسر و سيخسر الكثير بسببك و سيدخل معركة هو في غنى عنها مع جابر الذي أصبح مثل الأخطبوط له أزرع في كل مكان و يحيط بضحيته و يخنقها دون أن تشعر .
تدفعه إبتسام و تنزل جري على سلم العمارة و تخرج منها و هي لا تعرف أين تذهب فتأخذ أول سيارة أجرة و تذهب للمطعم لتقابل رنا .
رنا :  مالك يا إبتسام في حاجة مزعلاكي .
إبتسام :  الدنيا كلها مزعلاني .
رنا :  أنا أول مرة أشوفك كده .
إبتسام :  معلش يا رنا بس أنا محتاجة حد أتكلم معاه .
رنا :  إتكلمي يا إبتسام أنا سمعاكي .
تحكي إبتسام لرنا كل ما حدث لها و سبب زواجها من حازم و لقائها اليوم مع جابر .
رنا :  معقولة اللي بتحكيه ده ، دا لو إتعمل مسلسل الناس هتقول خيال الكاتب دا واسع جدا .
إبتسام :  أعمل ايه يا رنا .
رنا :  تنسي حاجة إسمها جابر دا خالص يقاطعها صوت جابر و هو يقول متقدرش لأني بجري في دمها زي هي ما بتجري في دي .
إبتسام :  إنت بتعمل ايه هنا .
جابر :  جيت أسمع إعترافك بحبي و شوقك ليا جيت علشان عارف و متأكد إن مكان جابر في قلبك مفيش راجل تاني يقدر يملاه مهما حصل ، جيت علشان أتأكد من خيانة حازم ليا بعد ما وثقت فيه و سلمته شغلي في مصر .
إبتسام :  حازم ملوش دعوة بحاجة أوعى تأذيه .
جابر :  خايفة عليه ، إنتي كده خليتي حسابه يتقل عندي أكتر .
إبتسام : لو هوبت ناحية جوزي هكون وكلاك بسناني .
جابر بصوت عالي أرعب كل من في المطعم :  أنا هو جوزك و الكلمة دي متتقالش لحد غيري و اللي ياخدك مني أنا همحيه من على وش الأرض .
إبتسام :  حازم هو جوزي و حبيبي و أنا منغيره مسواش حاجة و إنت أكتر إنسان في الدنيا دي كلها بكرهه .
يمسكها جابر و يأخذها معه تحت أعين الجميع حيث سيطر الحرس الخاص به على كل من في المطعم ، حاولت إبتسام أن تصرخ و تدفعه و لكنه كمم فمها و رش عليها مخدر حتى غابت عن الوعي و أخذها و مضى .
أخذت رنا تبكي و هي لا تعرف ماذا تفعل لتجد أحد الحرس الخاص بجابر يصوب مسدس لرأسها و يقول 
:  اللي حصل دلوقتي تنسيه و لو حد سألك إنتي مشوفتيش حاجة ، دا لو خايفة على أهلك و نفسك ، أما لو إتكلمتي فالجمال اللي مستخبي تحت النقاب ده ليه زباين خاصة و مستعدة تدفع فيه ملايين ، ثم يخرج كاميرا و يلتقط لها صورة و يقول :  أنا هشيل الصورة دي للذكرى بس لو إتكلمتي الصورة دي هتنزل في الماركت و هتكوني من نصيب اللي يدفع أكتر .
ثم يتركها و يمضي و هي في قمة الخوف و الرعب فهي تسمع عن الرقيق الأبيض و الماركت و لم تتخيل أن يبلغ الإجرام بأحدهم أن يفعل ذلك ببنت عمه و تصبح هي أيضا ضحية له ، هل هو إنسان أم شيطان ، لن تخاف منه و ستخبر مدام مرفت دون أن يعلم أحد .
.................
في نجع الجن .
تجمع كل رجال النجع تلبية لدعوة الحاج معوض و التي لا يعرف أحد سببها ، فبعد أن تحدثت معه سلوى عبر الهاتف و أخبرته بكل ما حدث و أنهم في طريقهم للنجع إجتمع بأهل بيته و أخبرهم بما حدث و طلب من أولاده دعوة كل أهل النجع لمضيفة الحاج معوض بعد صلاة العصر فخرج الجميع من المسجد على بيت الحاج معوض و من بين المدعويين الحاج عبدالله و أبنائه و أخوته و أولادهم مما أثار ذلك قلق الجميع و شعروا أن سبب الدعوة يخص سلوى و كمال مما جعل الجميع يحضر و لم يتخلف أحد .
حسن :  خير يا إبراهيم الحاج معوض مجمعنا هنا ليه النهارده .
إبراهيم :  علمي علمك .
الحاج معوض :  منورين يا جماعة ، طبعا إنتم مستغربين أنا مجمعكم هنا ليه .
ناصر :  إن شاء الله خير ، و مجمعنا عندك دايما في الفرح .
معوض :  فيه ضيوف جايين عندنا النجع و زمانهم على وصول و عايزكم تتعرفوا عليهم .
عبدالله :  مين الناس دول يا أبو محمد .
معوض :  أخوال عادل .
يرى نظرات التعجب على وجوه الكل و تتعالى الهمهمات بينهم .
عبدالله :  أخوال عادل مين .
معوض :  عادل إبن أخوك ، أهل الست نجاة أم عادل .
صبري :  و من أمتى نجاه معدومة الأصل لها أهل .
معوض :  اللي بتتكلم عليها دي تبقى أرملة الشهيد أخوك و أهلها هتعرفهم كمان شوية .
يسمع مصطفي صوت السيارات قادم فيخرج يستقبلهم هو و محمد و شباب النجع و يدخل مدحت و حازم للمضيفة و تدخل مرفت و صباح عند النساء حيث تجمعت العمات كلهن و بناتهن و بيت الحاج عبد الله و إحسان و أولادها تجمعوا كلهم ما عدا زينب و هدى .

نجع الجن تأليف سماح عياد (عريس من تل أبيب )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن