اخيرا، حل وقت الحرب، بعد ملايين السنين التي اغتربت فيها الاجناس عن بعضها وانغمست في عالمها المنفصل باستثناء بعض المناوشات والمناسبات والحالات الخاصة، الان كان هنالك عشرات البلايين من الحيوات تتواجد في مكان واحد..
ملايين السفن العملاقة ابحرت من كل اتجاه نحو القارة المقفرة، وبصفتها اكبر قارة على هذه الارض، فان البلايين من الاشخاص تم احتوائهم فقط في مساحة محدودة قريبة من ساحل القارة. (المساحة تقريبا مربع طول ضلعه عشرة الاف كيلومتر انها ليست بمساحة عملاقة حقا بالنسبة الى كوكب الارض السابعة..)
كل هؤلاء الاشخاص كانوا محيطين بمكان واحد في الواقع، كان ذلك المكان في الواقع مدرجا ضخما، كانت جدرانه تبدو وكانها مكونة من الطين الجاف فقط، ولكن اي شخص يعرف قليلا عن العالم سيعلم ان ذلك هو مدرج القدر، انه المكان الذي بزغ منه عشرات الابطال الاسطوريين لدى كل من الاجناس! يقال ان ملوك الاجناس الاوائل شيدوا هذا المدرج الهائل كي يقيموا فيه مراسيم بداية الحرب، وكمثال على ضخامته، يكفي القول بانه يتسع لمئة مليون فرد داخله!
في مركزه، كان هنالك ساحة قتال محدودة مقارنة بحجم المدرج باكمله، محيطة بساحة القتال، كانت هنالك ثلاث عروش، امام كل عرش كان هنالك ما يقارب مئة شخص، العرش الاول كان اسودا، وعليه كان يجلس ملك الشياطين بينما يحيط به مئة شخص من الشياطين كلهم يبدون شباب ، والعرش الثاني كان ابيضا فيما تجلس عليه ملكة الالف الجميلة فيما يحيط بها كذلك مئة شخص من الالف، ومجددا، كلهم يبدون شبابا، واخيرا، العرش الثالث كان ذهبيا فيما يجلس عليه ملك البشر الذي يحيط به مئة شاب بشري من ضمنهم زاك وهاكر وليسا.
وتماما كما يبدو الامر، فانهم على وشك بدء منافسة بين مئة شاب من موهوبيهم، رغم ما قد تبدو عليه هذه المنافسة من بساطة، فانها تعتبر من الامور المصيرية التي قد تحدد الفائز في هذه الحرب! كيف ذلك، تقول؟ ان شرط المنافسة هو انه على كل جنس اختيار موهوبيه الذين سينافسون موهوبي الاجناس الاخرى، الامر لا ينتهي هنا، حينما يفوز جنس محدد بهذه المنافسة، على الجنسين الخاسرين ارسال الف شاب موهوب الى الجنس الفائز لكي يعدمهم علنيا باي طريقة يريدها، الا يزال الامر بسيطا كما بدا اولا؟ ان معنويات جيش محدد ستهبط الى الحضيض اذا ما شاهد الفا من موهوبيه يتم إعدامهم بكل بساطة، ان التاثير النفسي الذي يسببه هذا داخل نفسه تجعله يتوهم ان كل قواهم قد خارت بالفعل.
على المدرج الذي يمتد الى الوراء بعيدا مرتفعا بعد كل صف، جلس حوالي ثلاثين مليون فرد من كل جنس، وطبعا، كانت المجالس مقسمة بحيث يتجمع كل جنس في نطاق محدد.
بينما خارجا، كان هنالك ثلاثة بوابات عملاقة تقود الى داخل المدرج، امام كل بوابة، تجمع جنس معين على شكل مثلث راسه البوابة وقاعدته تكبر كلما ابتعدنا عنها.
وطبعا، كانت هنالك شاشات سحرية في كل مكان تنقل ما يحدث الى الاشخاص في الخارج الممتدين بعيدا.
"فليتقدم الإلف سنيف رقم 100 و البشري سيسدر رقم 100 الى الحلبة الان" محيطان بالساحة، كان هنالك مهجنان، احدهما نصف الف ونصف بشر كما يبدو عليه، والاخر نصف شيطان ونصف ملاك، على ما يبدو انهما الحكمان.
من المئة امام كل من ملكي البشر والالف، تقدم واحد من كل طرف، احدهم سيسدر وقف متفائلا على الساحة، والاخر الالف سنيف الذي نظر باحتقار نحو خصمه البشري.
في صفوف البشر، اخذوا بالصراخ بصوت صاخب مشجعين سيسدر... ان معنوياتهم مرتفعة منذ حادثة قارة البشر السفلى تلك..
سيسدر اخرج سيفه ذو اللون اللازوردي في حين نظر بثقة نحو خصمه منتظرا بداية النزال.
"ليبدا القتال" اعلن الحكمان.
نظرة غامضة ظهرت على وجه سيسدر بينما اخذت الطاقة تنفجر من جسده.
الارضية تحته اخذت تتجمد بينما ضرب الارض تحته واندفع نحو سيسدر بسرعة.
هو وجه سيفه نحو عين خصمه، ولكن في اخر لحظة، نجح سنيف بالمراوغة بينما قفز للوراء بصدمة.
"الفوز للبشر" صرخ سيسدر بثقة بينما ارسل رمحا جليديا خاطفا نحو عنق سنيف.
هذا الاخير كاد يقتل بواسطة الرمح قبل ان يراوغه بشق الانفس.
"اذا اين هي قوة الالف المزعومة" بضعة اشخاص في صفوف البشر بدؤوا بالسخرية.
بعد ذلك، سيسدر اندفع مجددا نحو خصمه وحاول قطع عنقه، ولكن سنيف انحنى ليراوغه، ابتسم سيسدر في حين غير منحى سيفه اللازوردي باتجاه الاسفل.
سنيف تدحرج للجانب بصعوبة وحين حاول الوقوف داغمته قدم سيسدر التي ركلته الى الارض ليسقط.
"لقد حاصره في الزاوية" بضعة اشخاص تحدثوا.
"عليك الموت الان" سيسدر بكل ثقة رفع سيفه للاعلى.
"اووه ارجوك اعفِ عن حياتي..." سنيف قال بوجه خائف..
بعد سماعه، البشر ابتسموا بوجه ساطع، من الواضح ان الكفة تميل لصالحهم.
"انتم البشر حقا.." قال سنيف بياس بينما السيف يتجه نحو حلقه ثم اكمل "مثيرون للشفقة" وابتسم بطريقة مفاجئة.
هو امسك بالسيف بيديه العاريتين ليتسبب بانصهار السيف ثم قام بركل سيسدر بعيدا.
"هاهاهاهاها، انتم البشر مثيرون للشفقة.. هل هذا حقا هو كل ما لديكم؟" الالف سنيف اظهر وجها جديدا بينما يضحك بجنون.
بعد ذلك اخذ عدد كبير من الالف يضحكون بصوت عال فيما تحولت نظرات البشر الى العبوس.
"اترسلون حقا حشرة كهذه لتمثلكم؟" هو لوح بيده ليرسل قطرة من الحمم التي اخترقت جبهة سيسدر واردته قتيلا.
"حشرة!" سنيف صرخ ضاحكا بينما ظهرت نظرة سيئة على وجه البشر... سنيف حقا اجاد التلاعب بمشاعرهم ليمنحهم اقوى ضربة معنوية ممكنة!
أنت تقرأ
زيكس: مسرحية الخير والشر
خيال (فانتازيا)"اهلا، انا زيكس، انني كائن شريرٌ يستحق الموت، انني لعين لا ينشر شيئا غير المعاناة." "اقتل نفسك!" في اعماقي؛ صوت مماثل لصوتي يهمس لي. وعيي محاطٌ بالظلام.. وجسدي قد فقد وزنه، لا اظن انني سانجو من هذا. اظن انها النهاية.. لا بأس بذلك.. __________ ستجد ف...