بجانب بلدة صغيرة... امام النهر..
كان ذلك النهر الذي اعتاد زاك وبيلي الذهاب اليه مع اليس، وكانت البلدة القريبة بلدة زاك.
كان الوقت مساءً، والشمس على وشك الغروب،
شاب في مقتبل العمر كان جالسا.'لقد- لقد وصلت ميزتي لمرحلة الايقاظ...' ابتلع الفتى والذي هو زيكس ريقه، ثم نظر ليديه 'كيف يعقل هذا... الست شيطانا؟ كيف يعقل ان امتلك ميزة..'.
نظر بعيدا في الافق بحماس 'اذا ما ميزتي؟ هل يعقل ات تكون [العكس]؟.. اه هذا عظيم... بما انني وصلت لمرحلة الايقاظ اذا انا اخيرا استطيع تدريب ميزتي لكي ترتقي مرحلتي العامة.... لدي 20 يوما للتدريب'.
كانت هنالك طريقتان شائعتان للتدرب على الميزة بعد الايقاظ، الاولى هي عن طريق التأمل، وهذه الاخيرة هي الانسب للذين لم يصلوا لمرحلة الايقاظ.
والثانية كانت بسيطة للغاية، وهي الممارسة، وغالبا ما يتجه المتدربون للقتالات، فهي تحفز احاسيسهم وتستهلك طاقتهم الشيء الذي يجعلهم يتطورون.زيكس حاليا لا يعلم ما هي ميزته، او كيف يشغلها، لذلك فهو سيتبع الطريقة الاولى، وهي التأمل.
جلس القرفصاء ووضع ظهر كل كف على ركبتيه وجعل السبابة والابهام على شكل صفر بينما بسط الاصابع الثلاثة الاخرى لكل يد.
اغمض عينيه... انه لا يرى الان سوى الظلام.
صورة جسده ارتسمت وسط الظلام بفعل خياله.
ظهرت هالات عديدة حول الجسد تبدو وكانها غازات واخذت بالدخول في جسده الخيالي.
اتجهت الهالات بالضبط الى منتصف صدره، احس زيكس في الحال بشعور شبيه بالشعور الذي راوده سابقا حينما شرب ذلك المشروب.
فجأة ظهرت امراة داخل راسه.كانت تنظر بنظرة غاضبة باتجاه ما.
نظر زيكس بذات الاتجاه ليجد رجلا امامه."علينا قتله" قال الرجل.
"لا.. انه ابننا" صرخت المراة في الرجل.
"علينا قتله.." تردد صدى الرجل بينما ظهر امام زيكس وحاول طعنه.
"هاي انت.. استيقظ" صوت لطيف وعميق شق السواد امام عيني زيكس نصفين ليظهر خط افقي من الضوء الساطع، فتح زيكس عينيه اكثر ليواصل الخط النمو ليصبح صورة واضحة لفتاة تضع يديها وراء ظهرها وتبتسم بلطف.
كانت الفتاة تبدو ما بين 16-17 من عمرها، كانت المساحة البيضاء في عينيها ناصعة ومنسجمة بكل روعة مع عينيها الخضروتان اللتان تبدوان كزمرد لامع، اذ بدت كلتا عيناها كقطعة نفيسة من الزمرد صهرت مع قطعة من الجاد الابيض الصافي، لم تكن بشرتها اقل بياضا، حتى يكاد المرء يظن انه ينظر الى انعكاس القمر المكتمل على الماء في ليلة سوداء، وما زاد من جمالها هو شعرها البرتقالي الاشقر المنسكب على وجهها ليبدو كعصير ملكي من اشد فواكه البرتقال حلاوة يسيل على نهر من اللبن الابيض ليمتزج معه، كان المرء ليفكر في قضم قضمة منها لولا تمالكه لنفسه.
في هذه الاثناء فتح زيكس عينيه ليعود لغفوته ضائعا في جمال الفتاة امامه رغم كونه اسيقظ للتو، وبينما هو ينظر لانفها الصغير المثالي الابيض تحرك فمها الناعم ببطء ليصدر صوتا يجعل المرء يشعر باحاسيس تجابه احساس الحنين الى الوطن.
"هل كنت تتدرب؟"
في هذه الاثناء كان زيكس لا يزال غير منتبه بتاتا، فقد كان يفكر في كم هي حمراء شفاه هذه الفتاة امامه بينما هو لا يعلم ان وجهه قد احمر بالفعل بقدر ما هي عليه شفاهها، وفقط بعد ان استعاد رباطة جاشه اجاب متداركا:
"اج- اجل"
"ايييه؟!" قالت الفتاة بينما بدا على وجهها بعض الانزعاج لترفع سبابتها معارضة وناصحة "في هذه الحالة لا يجدر بك ان تخاطر بنفسك وتبيت في الخلاء، فربما تمرض او يتعرض لك احدهم بالادى.."
"....." لم يسع زيكس سوى التحديق فيها.
"المهم، انا ليسا، ما اسمك" قالت بابتسامة جميلة مبرزة اسنانها البيضاء كالثلج بينما مدت يدها لمصافحة زيكس الذي نهض فورا ومباشرة قام بمصافحة يدها "وانا زيكس"
مرت فترة بالفعل ولازال ممسكا بيدها بينما هو ضائع في معالم وجهها.
'اه اللعنة علي.. بإطالتي للمصافحة هكذا هي ستعتقد اني وغد مثير للشفقة' فكر زيكس بسرعة وفي الحال حاول سحب يده ليجد انها هي المتشبثة بيده.
وحالا عادت ليسا الى رشدها هي كذلك لتقول "اه *سعال* اسفة فقط كنت افكر في بعض الامور".
'اللعنة..' لعنت ليسا موقفها.
"اذا، ليسا.. ماذا تفعلين بالارجاء في هذا الوقت المبكر؟" سأل زيكس بعد ان لاحظ خجل ليسا من نفسها.
"اه في الواقع، كنت ذاهبة لمكان ما ورأيتك هنا فجئت للاطمئنان عليك، فكونك نائم هنا بهذه الطريقة وفي هذا الوقت.. يدل على ان النوم غلبك بعد مدة من التدريب "قالت ليسا بعد ان عادت الى هدوئها السابق.
"هكذا اذا" قال زيكس بينما جلس وجعل ينظر نحو الافق بينما بدأ نور الشمس يشق ظلام الفجر بابتسامة عميقة.
نظرت نحو زيكس وقالت "اسمك زيكس صحيح؟ اسم جميل" ثم جلست امامه واخذت تنظر الى شروق الشمس كذلك.
"اترين كيف ان الشمس وحدها تضحد ظلام السماء؟" قال زيكس بنبرة جادة وعميقة.
"اجل ارى، ولكن ذلك فقط لفترة، فالليل يعود ليكسوها مجددا فيحل الظلام.." ردت ليسا.
"هل الليل يكسوها ام انها تغادر المكان طواعية تاركة المجال للقمر كي ينير و يتلألأ؟".
"لا يمكننا الجزم، ولكن هل فعلا القمر كيان ينافس الشمس ويتناوب معها ام انه مجرد رسول لها يوصل نورها كي لا تترك للظلام ثغرة؟"
"لا ليس منافسا لها، انه مجرد رسول، لكنه لا يقوى على ضحد الظلام حتى انه احيانا يفقد ضوءه.. ياله من رسول فاشل!"
في هذه اللحظة بدأت ليسا بالضحك على كلمات زيكس ليبادلها الضحك هو كذلك.
"رسول فاشل" كررت ليسا كلام زيكس موافقة اياه بينما لازالت تضحك.
أنت تقرأ
زيكس: مسرحية الخير والشر
Fantasía"اهلا، انا زيكس، انني كائن شريرٌ يستحق الموت، انني لعين لا ينشر شيئا غير المعاناة." "اقتل نفسك!" في اعماقي؛ صوت مماثل لصوتي يهمس لي. وعيي محاطٌ بالظلام.. وجسدي قد فقد وزنه، لا اظن انني سانجو من هذا. اظن انها النهاية.. لا بأس بذلك.. __________ ستجد ف...