كان المكان هادئا كهدوء العدم، وكانت الشمس ساطعة وكانها الكل-شيء.
ولكن، سُنة الكون ترفض المثالية، لذلك، صوت تدفق المياه ورغم خفوته؛ افسد بعناد عدمية الهدوء وكانه الوجود الذي يتلاطم بين ثغرات العدم!
اما الاشجار فقامت بكل قساوة باعتراض الضوء لتصنع مساحتها الشخصية من الظل..
اوه، الشمس المسكينة، لم تتح لها فرصة القاء نظرة على وردة حمراء بلون الدم كانت خلف احدى الشجيرات الملحة.
حينما تريد للعدم ان ينتصر؛ يحدث الوجود، وحينما تريد للوجود ان ينتصر؛ يحدث العدم... ربما الاله يعاقبهما بسبب التناقض الذي يخلقانه. العدم موجود، والعدم هو كل ما هو غير موجود، انهما حقا لا يستحقان الوصول الى المثالية، بينما تحت ظل شجيرة متينة، كانت الوردة الحمراء جميلة حقا، انها نقطة تحتسب لصالح الوجود، انها خطوة حقيقية للوجود نحو المثالية.
ورغم انها خطوة صغيرة حقا؛ فان "السرعة" و "البطء" شيئان لا معنى لهما حينما نتحدث عن الابدية..
فمهما كانت سيرورة امر ما بطيئة فانها بعد ان تستغرق وقتا لانهاية له فانها ستصل لنفس النتيجة التي ستصل اليها لو كانت سيرورتها اسرع ما يكون...
ولكن، كما قلت، الكون لا يؤيد المثالية.
رجل عجوز داس على الزهرة دون اهتمام بينما جلس امام النهر المتدفق لينعم بلذة الهدوء.
يالها من خسارة، كانت الزهرة تحيا بسلام، ولكن هذا العجوز قرر لسبب ما ان يغير مصيرها بقدمه المجعد، لابد انه اتى هربا من الضجيج الى حضن الهدوء.
اليس هذا امرا محيرا؟ يظل المرء مفتخرا بسرياليته ونزعته نحو المعنى كل الوقت، ولكنه في النهاية يبحث عن الصمت، عن الهدوء، عن اللامعنى!
الناس يتجاهلون المعنى الذي يوفره لهم التجمع ويتجهون نحو المعنى الذي يشتقونه من الكون والطبيعة... ان دل ذلك على شيء؛ فانه يدل على انهم نرجسيون لا يحبون تلقي المعاني من الاخرين بل فقط من انفسهم..
فهم يتوقعون ان الطبيعة اوحت لهم بكل تلك المعاني المسببة للنشوة، ولكن، الطبيعة فقط تكون، فهمنا لها هو اسقاط لمعانينا عليها... اننا نتوجها بالمعاني فتتوجنا بالالهام.
"سيف الوجود اذا" الرجل العجوز قال بتامل ورهبة.
ياله من اسم قاس... العجوز لم يكتف بدوس الوردة التي رفعت من شان الوجود، ولكنه حتى ينطق اسما مثيرا للرعب كهذا... بدا الامر وكان الوجود ارتعش للحظات قبل ان يعود لهدوءه.
"يا سيف الوجود، سيف الالهة، سيف السماوات، سيف الواقع، انا اناديك بكل اسمائك وانا اعي عظمة قوتك، انني انا، الملك جوليان، اعلم جيدا قصتك، اعرف تماما خطورتك، انت الذي سببت المعاناة لكل من حملك، ساتحكم بك واخضعك" صوت الملك جوليان كان عظيما وصاخبا كصوت الرعود.
أنت تقرأ
زيكس: مسرحية الخير والشر
Fantasía"اهلا، انا زيكس، انني كائن شريرٌ يستحق الموت، انني لعين لا ينشر شيئا غير المعاناة." "اقتل نفسك!" في اعماقي؛ صوت مماثل لصوتي يهمس لي. وعيي محاطٌ بالظلام.. وجسدي قد فقد وزنه، لا اظن انني سانجو من هذا. اظن انها النهاية.. لا بأس بذلك.. __________ ستجد ف...