الفصل 59: غمد الوجود

824 76 16
                                    

#الملك-جوليان:

الموت، كلمة واحدة تحتوي ملايين القصص، مفهوم واحد يبتدع الاف المفاهيم... الخوف، الحزن، الرغبة، الشهوة، الفضول و المعرفة، كل هذه المفاهيم ما هي الا ردة فعل الحياة لما تلامست مع الموت واحتكت معه!

انه نعمة حين يصيبنا ونقمة حين يصيب من نحب، لربما لا يعترف الكثير انه نعمة، انا بنفسي لم اكن اعترف، ولكن، حقا! انه نعمة! ماذا يريد مخلوق يتمخض بين اشواك الحياة مثلنا غير الموت؟

انا، وقد كنت ملكا فخورا، اضحيت الان عجوزا بائسا، كل ذلك بدء حينما قتلت زوجتي بيداي!

كل ذلك حدث بسبب غطرستي، لقد شعرت وكانني قوي حقا بما يكفي ان اتعامل مع سيف الوجود، لقد اعتقدت فعلا انني استثناء! ولكن انتهى الامر بكارثة، ومن دفع الثمن هم جنودي وزوجتي!

اتساءل كيف حال ابني ايروس..

'اله الموت..' انا تمتمت، انا الان ملقب باله الموت، الرجل الذي انهى اعظم حرب شهدها هذا العالم، الناجي الوحيد من حرب الملكوت.

اصبحت الاساطير تحكى عني، تم منحي الاف الاسماء والالقاب، ابن السماء، اله الموت، ملك الالف سيف، الملاك الغاضب، قاطع الوجود... كل هذه الالقاب منحت لي بناءا على فرضيات الاخرين عن كيف قمت بانهاء الحرب.

ان هذا نوعا ما كنت اريده.. العظمة! لكن ليس هكذا نوع! انني الان وحيد.

"...." الامر مدهش...! انه يحصل! انا ابكي! لم تنزل دمعة من عيناي الجافتان والمجعدتان منذ خمسمئة سنة، حينما ماتت امي..

انا لعقت الدمعة بلساني متمنيا لو كانت سما يعفيني من الحياة.

لا اعلم هل الامر هو وهم بسبب مشاعري، ولكن طعم الدمعة كان مرا تماما كمرارة الحياة.

لربما يبدو الامر غريبا اني لم اقتل نفسي منذ اني اريد ذلك بشدة.. ولكن، كل ما في الامر اني رجل يفي بوعوده، ولقد وعدت نفسي، اني لن اموت الا بعد اختم سيف الوجود.

لقد جربت كل انواع الطرق لختم السيف، ولكن؛ دائما ما انتهي بالفشل..

اهٍ.. لو كان منال الموت سهلا! لو كان العالم عادلا بما يكفي ليمنحنا ابسط امانينا!

رغم اني ملتزم بوعدي، الا اني اتمنى لو حدث حادث ما ومت..

ولكن كالعادة؛ عندما لا تريد ان تموت، فانت ستموت، واذا اردت، فانت لن تفعل!

انا جلست تحت شجرة كرز بينما استمر الثلج بالهطول.

الشجرة كانت... ساحرة! لونها الزهري يتماشى تماما مع لون الثلج الابيض، انها حقا.. مثالية!

انها تذكرني بطفولتي.. حينما كنت لا ازال جوليان المدلل، حينما كان والدي لا يزال حيا.

زيكس: مسرحية الخير والشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن