الفصل 127: كهنة العدم

148 18 7
                                    

الشمس قد قطعت معظم الطريق نحو مغربها.

فوق هضبة صفراء، وقفت إليزا، والدة زيكس.

رداؤها الاسود رفرف مع الرياح، فيما حدقت بمكعب عملاق أبيض.

على المكعب، كتبت كلمة واحدة واضحة، اسم بالتحديد.

"فايرن"

حواجب إليزا تجعدت، واعينها الارجوانية بدت فارغة.

اعينها كانت تحدق بالتحديد نحو الشاب الواقف امام جدران المكعب، كان يبدو كنملة صغيرة امامه.

"زيكس" شفتيها ارتجفتا وهي تنادي ابنها، بعد وهلة، اقتربت نحوه.

باقترابها، اصبحت هيئة زيكس اكبر واكبر، وارتفع صوت ضربات متتابعة.

كان ذلك صوت ارتطام قبضات زيكس بجدران المكعب الشاهقة الارتفاع.

"تبا" زيكس قال منزعجا،  لا يبدو ان الجدار تعرض لاي ضرر.

"بني" إليزا اقتربت منه وامسكته برفق من كتفه.

"هاه؟" زيكس توقف، نظر نحوها، قبل ان تتجعد حواجبه بانزعاج "من الذي تنادينه بابنك؟"

تنهدت إليزا بصمت ثم تحدثت "ما الذي تحاول فعله بقبر صديقك؟"

"هل ستستمرين بالتظاهر؟ هذا ليس قبر صديقي" التفت زيكس نحو المكعب واكمل"هذا قبري"

"..."

"انا لم امت بعد، لماذا تم بناء قبر من اجلي بالفعل؟ هذا مزعج" عاد زيكس للكم الجدار.

"زيكس، صديقك فايرن قد مات"

"هل فقدت عقلكِ ايتها السيدة؟" زيكس قال "ايا يكن، انا مشغول كما ترين، لدي قبر زائف لادمره"

"..."

_________________

"اي اله تتحدث عنه يا والدي؟ الاله الذي تخلى عنا حينما احتجناه؟ الاله الذي سمح بموت امي؟" على مائدة طعام، تحدث فتى.

"اوه يا ابني السخيف، الرب لم يتخلى عنا ابدا" رجل عجوز اجابه "فقط ما احتمال نجاة ابنائي جميعا؟" العجوز قال مبتسما وهو يمسح اطفاله الخمسة بعينيه.

"ماذا عن امي؟ الم تكن جذيرة برحمته؟"

"الناس يموتون يا بني" قال الاب العجوز، ثم بعد ذلك تمتم بصوت اضعف " كما ان ايمان امك بالرب كان دائما موضع شك.."

اعين الفتى توسعت كما تجمدت نظراته للحظة، بعد وهلة، صرخ بغضب "لا تجرؤ على التحدث عن امي بتلك الطريقة"

"حسنا.. ليس الامر وكانني اختلق الامور، لم احسن في اختياري زوجة صالحة" الاب حدق بنظرة حادة وباردة نحو ابنه "سيتجاهل الرب كل من كفر بوجوده"

"تبا له اذا" صاح الفتى بصوت مرتفع

"ماذا تقول؟" ضرب الاب بكفه على المائدة بغضب.

زيكس: مسرحية الخير والشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن