الفصل ٨

42.4K 1.4K 44
                                    

الفصل الثامن
********

انصت إليها ومع كل كلمه كانت تخرج من بين شفتيها كان يجعلها تُكررها للمرة الثانية، حرك اصبعه في حلقة دائرية دلالة على ان تُكمل سردها دون توقف
أصابت الرعشة سائر جسدها وهي تراه يفرد ظهره مسترخياً
- يعني طلعتي حرميه وانا مش عارف
اتسعت حدقتيها صدمة وفاضت دموعها تسقي خديها مذاق الهَوَان
- انا مش حرميه ياحسن... انا مش حرميه
تمتمت عبارتها بقهر تنهض من أمامه صارخه تشيح بذراعيها تنفض عنها عباءة الذل
- ازاي تقول عني كده.. انا مراتك
- أنتي بتعلي صوتك عليا يافتون
- ايوه بعلي صوتي ياحسن.. انت بتقول عني حرميه بدل ما تاخدلي حقي
ارتفع حاجبيه دهشة وهو يراها تقف أمامه بكل تلك القوة، فتون أصبحت قويه وتقف أمامك ياحسن " هكذا خاطبه عقله ورجولته المندعمة"
- أنتي كمان بتقولي اه ولسا واقفه قصادي
توحشت نظراته بدرجة مخيفة جعلتها تتراجع للخلف تنظر اليه مذعورة
- حسن.. انا.. انا
- دلوقتي خوفتي ورجعتي لورا... بس مش انا الراجل اللي يعدي الكلام ده يافتون... وربنا لاربيكي من اول وجديد
اندفع صوبها يجذبها من مرفقها نحو المطبخ... خفق قلبها بخوف وهي تراه يلتقط السكين يُحركه أمامها، ما لبثت ان تحركت بؤبؤي عيناها نحو نصل السكين تبتلع لعابها
- انت هتعمل فيا ايه ياحسن
والإجابة كانت تتضح أمامها كوضوح الشمس في الظهيرة.. حسن يشعل الموقد ويضع السكين فوق نيران شعلته
- لا ياحسن.. لا ابوس ايدك متعملش فيا كده
- عشان تعرفي تعلي صوتك عليا تاني
دفعها عنه بقوة اسقطتها أرضاً، فزحفت بجسدها للخلف تتراجع عنه وعيناها لا تُفارق السكين
حاربت هوان جسدها المنهك واتكأت على مرفقيها حتى تنهض ولكن كل شئ كان يتم كما ارداه هو، حدقها بنظرات مُنتشية يُكمم فمها
صرخة مكتومة خرجت من بين شفتيها وانهمرت دموعها على خديها
- فين الخاتم يافتون بدل ما انتي شوفتي النتيجه اهي
وتعلقت عيناه نحو ساقها المجروح بنيران حرقه
- بدل ما احرقلك التانيه
غشت الدموع مقلتيها كما غشي الآلم روحها.. طالعته تتلوي من الآلم تنظر لموضع الحرق
- مسرقتش حاجه.. مسرقتش حاجه ياحسن
وتلك المرة كانت تصرخ بقوة وهي تراه يعود بالسكين مجدداً
تجمدت يده فوق السكين يسترقي السمع متمتماً بحنق
- نجدك مني الباب... قومي غوري من وشي
طالعته وهي لا تُصدق انها نجت من تحت يديه هبت واقفه تعرج على قدمها اليمني
- استنى عندك
وقفت في مكانها ترتجف وتكتم صوت شهقاتها بكفها
- مش عايز اسمعلك صوت سامعه.. وهنتحاسب يافتون بس بعد ما اشوف مين على الباب ولو طلعت الست الخرفانه إحسان عقابك هيزيدك
- ماما إحسان مش هنا، راحت تزور ناس قرايبها
تعالت الطرقات مجدداً فأصرفها بيده.. ركضت من أمامه نحو الغرفة تحتمي بها من بطشه
اعتدل في وقفته يرمي السكين بالحوض ويُهندم ملابسه هاتفاً بعلو صوته وهو يخرج من المطبخ
- حاضر اه جاي افتح.. ما تصبر ولا الدنيا طارت
اقترب من الباب يرخي ملامح وجهه المنقبضة
- فتحنا الباب ياسيدي عايز....
اتسعت عيناه ذهولاً يتراجع للخلف ينظر للواقف أمامه
- سليم بيه

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن