الفصل الخمسون
*******اقتربت شهيرة من باب الحجرة التي وقفت أمامها منذ ساعات، تستمع لصراخه عليها، وضعفها أمامه.. ف مثيلاتها هكذا ينحنون ويضعون أنفسهن تحت الأقدام حتى يعيشون في ثراء أتاهم بعد جوع بل و كان حلماً بعيداً
هي مؤمنة بالتوافق الفكري والاجتماعي..، ولا تتنبأ لهذه الزيجة إلا بالفشل..، وسليم كعادته مهما أعطى وأظهر من نبله هي متأكده تماماً إنه سيضجر منها حينا يرى أمرأة أخرى مختلفة
وضحكة مستهزءة خرجت من شفتيها..، فهي لم تعد تفهم شخصية الرجل الذي توغل داخلها وجعلها لا ترى رجلاً غيره
والضحكة اتبعتها مرارة اقتحمت حلقها بعلقمها ؛ فسليم حتى اليوم لم يظهر ندمه من هذه الزيجة ولم تتمكن أي امرأة من جذبه، إنه بات مخلصاً، ملتزماً متفاني في عمله كعادته..، فقد كان رجلاً مختلفاً في فترة زيجتهم.. الفترة التي ركضت هي وراء طموحاتها بشراسة حتى تنال رئاسة الشركة من شقيقها بعد وفاة والدهما
وحقيقة موجعة ها هي تضربها في مقتل، سليم صار مؤخراً يوكل عنه نائبه المخلص " كامل" في الكثير من رحلات العمل، وإذا فكرت بالأمر.. ستجد الغيرة والحقد تقتلها بل قتلتها منذ زمن
حاولت قدر استطاعتها السيطرة على تلك المشاعر السلبية التي اخترقتها، وقد توغلت فكرة دينا التي تراها كيد نساء عقلها رغم إنها لم تروقها في البداية
وبخطوات هادئة تقدمت مع إبتسامة هادئة رسمتها فوق شفتيها حتى تجيد الدور
ثواني وقفتها تُجمع أفكارها المبعثرة تزفر أنفاسها، تنفض عباءة الكبرياء عنها..، فحتى لو كان الطلب الذي ستطلبه منها مكيدة إلا إنه بالنسبة لها إهانة
انتبهت فتون على الطرقات، وقد كانت جالسه تُذاكر دروسها
- ادخلي يا داده ألفت
انفتح الباب، وببطئ كانت تدلف شهيرة تُقاوم مشاعرها، تخشي أن تراها بثوب نوم اختارته له الليلة حتى تتمكن من إرضاءه وتحريك رغباته
ارتسمت الصورة التي ترسمها لهم كل ليلة حينا تغفو مفكرة كيف تقضي الخادمة ليلة جامحة بين ذراعيه، كيف تنال من كان لها يوماً
عاد الألم يضربها في نقطة عميقة، وهي تتذكر كم هو سليم بارع في إمتاع إمرأته
- شهيرة هانم
تمتمت بها فتون في صدمة، بعدما رفعت عيناها عن الكتاب الذي كانت غارقه في دراسة محتواه، لا تستوعب وجود شهيرة لديها
انتبهت شهيرة على صوتها، فقد اخذتها أفكارها لنقاط بعيدة غير مترابطة، وبهدوء كانت تعيد خصلة شعرها النافرة دوماً من تسريحتها المهندمة- أنا عارفه إنك مستغربه وجودي في اوضتك يا فتون
طالعتها فتون بتوجس بعدما نهضت من فوق الفراش، تعدل من هندام منامتها المحتشمه التي اظهرتها وكأنها فتاة في اطوار مراهقتها وليست امرأة استطاعت تحريك قلب وغريزة رجل كان تاريخه حافل بالنساء، وبتوتر اجابتها.. تمسح فوق خصلاتها تخشي أن تكون بمظهر غير لائق فيكفيها ما ترتديه أمامها
أنت تقرأ
لمن القرار
Romance* عالمه كان بعيد وموحش.. عالم مظلم تُغلفه الشهوات..شهوات كان يوماً يحتقر والده ويمقته علي انحداره فيها الي ان اتي اليوم الذي أصبح يسير فيه على خطاه ولكن كل شئ تلاشي في ليلة ممطرة مظلمة وكانت صحوة البداية * جاءت من قريتها بضفائرها وجلبابها البسيط وبر...