الفصل السادس والخمسون (2)
*******كل شئ كان غريب عليها، أو ربما من شدة توترها ومخاوفها باتت ترى الأمور هكذا.
الصمت أحاطهم، وكل منهم ترك لعقله الراحة من التفكيراتخذ الصمت حتى يرى ما ستفعله،
هل ستتخلى عن طفلهم وهو الذي عهدها أمرأه قوية تُحارب من أجل ما لها ؟
أما هي كانت تتخذ قرارها، لن تُخبره إلا عندما يعودوا للوطنرمقها خلسة بنظرة خاطفة ثم عاد يُركز أنظاره نحو الطريق، يتسأل داخله كيف ولما اختار طريق الصبر معها، كيف صمت عما سمعه منها ورغبتها في التخلص من طفله
وصوت واحد كان يُخبره بالحقيقة المخزية
" أنت حبيتها يا كاظم"توقفت السيارة أمام المطعم، فطالعت واجهة المكان قبل أن تترجل من السيارة
تقدمته في خطواتها ولكنه أبى أن يجعلها هذه الليلة ألا تكون حائرة من تصرفاته
أسرع نحوها يلتقط ذراعها، فالتفت صوبه تنظر إليه ثم لقبضة يده اللينة فوق ذراعهاابتسم ساخراً يرفع زوايتي شفتيه محدقًا بها مستمتعاً بنظراتها الذاهلة
- عشان الوضع الإجتماعي، مش من الذوق يدخل كل واحد لواحده ده حتى تبقى عيبه في حقي وأطلع راجل قليل الذوق
- قليل الذوق! مش شايف إنك غريب اوي النهاردة
هتفتها مستنكره، فعن أي وضع إجتماعي يتحدث وهم سينفصلوا قريبًا
- مش يمكن لأن مزاجي حلو ومبسوط
شحبت ملامحها تزدرد لعابها وقد دب الخوف قلبها
- شايف إنك النهاردة وشك مصفر وباهتالقاها بتلاعب يرفع كفه نحو خدها يتحسسه ببطئ ، ارتعشت شفتيها من أثر لمسته
- لا حقيقي فيكِ حاجة غريبة يا جنات، بدأت أقلق عليكي
حاولت ألتقاط أنفاسها وطرد وساوسها، هي ليست اليوم بمزاج يسمح لها بأن تكون نداً له
- ممكن تبعد عني، قولتلك أنا كويسه ومافيش حاجة
- لا يا حببتي أتعودت خلاص على اعتراضك بسبب و دون سبب ، شوفتي أنا زوج رائع إزاي وبقلق على مراتي
- زوج ومراتي، بيتهيألي أنت اللي محتاج تروح لدكتور يا كاظم باشا
وكاظم اليوم كان بمزاج يسمح له بالتلاعب والتغافل عما يُريد التغافل عنه.
ربكتها تُزيده يقينًا أن حديثها الذي تحدثت به عن عدم رغبتها بالطفل ما هو إلا من صدمتها وخوفها من ردة فعله وهو ما يشفع لها حتى الأن معه........
تخشبت في وقفتها للحظات قبل أن تهوى بجسدها فوق الفراش جامدة الملامح تقبض فوق الهاتف بقوة
اخذت اهدابها ترتعش بعدما بدأت تستوعب على أي أرضً هي.
سقطت دموعها قهراً، فهو لم يجيب عليها وعلى رسائلها والسبب بات واضحًا لها
أنت تقرأ
لمن القرار
Romance* عالمه كان بعيد وموحش.. عالم مظلم تُغلفه الشهوات..شهوات كان يوماً يحتقر والده ويمقته علي انحداره فيها الي ان اتي اليوم الذي أصبح يسير فيه على خطاه ولكن كل شئ تلاشي في ليلة ممطرة مظلمة وكانت صحوة البداية * جاءت من قريتها بضفائرها وجلبابها البسيط وبر...