الفصل الثالث والأربعون (2)
************وقفت جامدة في مكانها، وقد تعالت أصوات أنفاسها..، تتحكم جاهدة في ثباتها أمام أعين الخادمة التي وقفت أمامها مترقبة بعدما أندفعت لداخل غرفة المكتب، وخرجت منه علي الفور وكأن عقربً قد لدغها بالداخل
- ست شهيرة، أنتِ كويسه يا هانم
حدقت بها "شهيرة" وقد كان عقلها غائب في المشهد الذي رأته منذ لحظات في ثواني خاطفة..، سليم يلتقط قميصه بعجالة، يُعطيه لها حتى ترتديه فوق اللاشئ.. ،وهي تقف خلفه تتحامي بجسده..
اندلعت النيران داخل فؤادها وهي تقبض فوق كفيها..، حتى انغرزت أظافرها داخلهما ؛ ف المشهد لا يترك عقلها بل بدء عقلها يرسم لها اللحظات التي صارت بينهم بأتقان..
سليم والخادمة في غرفة المكتب..، هل وصل به الأمر أن يُعاشرها في مكتبه ..
اخذتها أفكارها لنقاط بعيدة ، تنظر حولها للمنزل..
تتخيل أين وصل بهم الحال...
هل لهذه الدرجة لا يتحمل رغبته بها؟.. ويتوق إليها بمجرد أن تتدلل عليه قليلاً.. وعند هذه النقطه كانت تُريد أن تصرخ عالياً- روحي علي شغلك يا مجيدة
تجمدت جميع حواسها وهي تستمع لصوته بعدما غادر مكتبه أخيراً.. ،التفت بجسدها ببطئ لتري تلك التي لن تُشبهها إلا بالعاهرة الصغيرة
- فتون انجزي واطلعي من الأوضة، مش هنفضل كده وكأننا مش في بيتنا
هل يمزح ويضحك بفخر؟ كان أول شئ طرء في عقل "شهيرة" وهي تقف تحملق بهم..
وجدتها تخرج من الغرفة، ترتدي قميصه وتحمل ثيابها الأخرى..، فتعالت ضحكاته وهو يرمقها كيف وقفت تتلفت حولها.. ،حتى لا يراها أحداً من الخدم- أنت السبب علي فكرة
وعندما وجدت نظرته المحذرة اللعوبه.. ركضت من أمامه تخشي أن يُنفذ وعيده ويعودوا للغرفة مجدداً.. ،فهو لا يعبأ بشئ وسيكون أكثر من سعيد.
تعالت ضحكته وهو يتحرك خلفها، فوقفت "شهيرة" مذهولة.. ، وقد انسحبت أنفاسها وهي لا تُصدق إنها تُشاهد "سليم" هكذا.. رجلاً مراهقاً ، ليس في الخامسة والثلاثون من عمره
- تقدري تطلعي لبنتك يا شهيرة، واتمنى فعلا تقربي منها وتعرفي تحتويها
حدقته بنظرات طويلة، قبل أن يلتف بجسده مجدداً ويُكمل خطواته نحو الأعلى، وكأنه أخيراً قد رآها
تجهمت ملامحها، وعادت لتوازنها بعدما فاقت من حالة ذهولها
- إحنا لازم نتكلم يا سليم، المهزله ديه مينفعش البنت تشوفها
توقف أعلى الدرج وهو يستمع لصوتها الذي تعالا
- صوتك يا شهيرة، متنسيش إنك في بيتي
التجم لسانها، لا تستوعب ما تسمعه منه، بل وأكمل خطواته دون أن يُعيرها أي التفافه أخرى، بحثت عن شئ حولها حتى تُخرج فيه حنقها ولكن لم تجد إلا الخادمة التي أتت إليها تُخبرها بأن أغراضها تم ترتيبهم.
.........
أنت تقرأ
لمن القرار
Romance* عالمه كان بعيد وموحش.. عالم مظلم تُغلفه الشهوات..شهوات كان يوماً يحتقر والده ويمقته علي انحداره فيها الي ان اتي اليوم الذي أصبح يسير فيه على خطاه ولكن كل شئ تلاشي في ليلة ممطرة مظلمة وكانت صحوة البداية * جاءت من قريتها بضفائرها وجلبابها البسيط وبر...