الفصل ٦١

38.6K 1.5K 157
                                    

الفصل الواحد والستون
********

تسارعت أنفاسها حتى اللهاث بعدما دفعته عنها بقوة تنظر إليه وهي تُحاول إلتقاط أنفاسها.

علقت عيناه بها لا يُصدق فعلته يشعر بالصدمة من حاله، شفتيها كانت خير دليل لقبلته العنيفة وما عراه من كتفيها
هربت عيناه عن جريمته، فما الذي كان يُريده..

ابتلع خزيه يرفع كفه نحو عنقه يمسده بتوتر يراها وهي تتقهقر

- بسمه.. أنا

خرجت نبرة صوته متذبذة يُحاول جاهداً ترتيب الكلمات فما عساه أن يقول ويُفسر، فالتفسير بات واضحًا هو أصبح ضعيفًا، أصبح يراها في صورة لم يظن يوماً سيراها فيها
بسمة حالة يُساعدها ويعطف عليها ، أمرأة لا تناسب حياته الأجتماعية ولا حتى سنوات عمره، تزوجها بعدما خانه لسانه في ذلة منه أمام طليقته

- بسمة أنا مش عارف عملت كده إزاي

خرجت الكلمات من شفتيه مبعثرة وعادت عيناه تسقط فوق شفتيها.
اقترب منها بخطوات متوترة يُريد توضيح الأمر لها وقد اوجعته نظراتها.

توقف مكانه في صدمة بعدما سقط كف يدها على خده ينظر لأثرها بعينين جامدتين.

في الصباح الباكر، وقفت السيدة سعاد بالمطبخ بملامح مشرقة تعد طعام الفطور, تُرتب داخل عقلها قائمة الأهل والأحباب ومن عليها زيارتهم، لقد اشتاقت لأهل البلد وأحبابها

- متعمليش حساب جسار بيه لأنه رجع اسكندرية

قطبت السيدة سعاد حاجبيها بعدما تركت تلك المعلقة التي كادت أن تُخرج بها الزبدة

- رجع اسكندرية إزاي، هو قال هنقعد يومين..

- هو أنا هضحك عليكي يا سعاد، أنا زيك استغربت لما سمعت صوت العربية

ازدادت حيرة السيدة سعاد؛ فاسرعت تبحث عن هاتفها حتى تهاتفه وقد أصابها القلق.

طالعها العم جميل يطرق كفيه ببعضهم وكأنها مازالت لا تُصدقه

- أكيد جاله اتصال مهم، بلاش تزعجيه زمانه على الطريق

دلفت بسمة الغرفة تُدلك عينيها ولم تذق طعم النوم ليلة أمس تتسأل بعينين شبه مغلقتين

- دادة ملاقيش معاكي أي مسكن للصداع

- مالك يا بسمة يا بنتِ

تمتم بها العم جميل بعدما استدار نحو بسمه في قلق

- أيوة يا بني، هو حصل حاجة خليتك ترجع اسكندريه فجأه.. مش قولت هنقعد يومين

استرخت ملامح السيدة سعاد قليلًا تستمع له وتُحرك رأسها في تفهم وكأنه يراها

تراجعت بسمة للخلف وقد صدمها ما سمعته، لقد غادر المزرعة في الصباح الباكر.. والسبب واضح لها وحدها.

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن