الفصل الخامس والخمسون (2)
********لا يعلم لما علق سؤالها داخل عقله، ولما اليوم تتبعها عيناه
ربما لأنها اليوم مختلفة في ثوبها الجديد الأنيق، أم ربما لأنها فاجأته اليوم بتقبلها لما حدث وأنها صارت زوجته دون أن تعيد عليه حديث أمس ورغبتها في الرحيلاشاح عيناه عنها وعما تفعله بالحديقة بجانب العم جميل الذي عاد أخيراً من البلدة
الجو كان دافئًا وجميلاً اليوم، فمنذ وقتً طويل لم يجلس هكذا مسترخيًا مع فنجان قهوته، إنها عطلة الزواج التي أخذها حتى لا يثير الشكوك حول زيجته التي على ما يبدو ستثمر بالهدوء في حياته وستزيد من قهر طليقته التي منذ الصباح تبعث له رسائل عديدة من أرقام مختلفة كلما حظر رقمً لها
تلك الخائنة التي ركضت بعد طلاقهم لاحضان رجل أخر، رأته صيداً جديداً لها وبمنتهى الوقاحة تُخبره أن فعلتها بسبب هجره لها وكأنها لم تكن أمرأة مستغله تركض وراء الرجال الأثرياء بل ونالت منه المال لتخرج من حياته بعدما أثارت ضجة قبل طلاقهمعادت عيناه تتعلق بها بعدما أستمع لصوت صياحها السعيد
- ملك
تعالا صوتها في سعادة تلوح بيديها غير مصدقة أن ملك أتت إليها اليوم، دون أن تهتم بما حدث أمس ورحيلها غاضبة
إستدار جسار بجسده نحو الجهة التي ركضت إليها، لتتعلق عيناه ب ملك
داعبت ابتسامة خفيفة شفتيه وهو يراها تضع بعض الهدايا التي جلبتها لها ثم فردت لها ذراعيها
- كنت فاكرة إنك هتمشي من غير ما تشوفيني، أوعي تنسيني تاني يا ملك ، أنتِ عيلتي الوحيدة
ضمتها إليها ملك بقوة، تُقاوم شعور الذنب الذي اخترقها.. فهي وحدها من كان عليها مساعدة بسمة كما ساعدتها حينا أتت الحارة غريبة و وحيدة
- أنا عارفة إني جيت ليكِ متأخر يا بسمة، لكن أوعدك هكون جانبك وقت ما تحتاجيني زي ما كنتِ جانبي
ارتعشت أهداب بسمه تأثراً، إنها كانت بالفعل بحاجة إليها ولولا خوفها على أن يتسبب لها فتحي بمشاكل لكانت الوحيدة من لجأت إليها
طالت نظرات جسار نحوهما كما طالت وقفتهم سوياً.
ابتعدت بسمة عن أحضان ملك التي تأملتها بسعادة وهي ترى هيئتها الجميلة في ثوبها
وكأنها تثبت إليهم اليوم رسالة واضحة، إنها بدأت صفحة جديدة مع الحياة وستقتنص كل ما تقدمه لها حياة فقد أنتهى أوان الذل وقلة الحيلةلم تُعلق ملك على شئ، بل فضلت تجاهل كل ما حدث ليلة أمس ولم تتسأل عما حدث بينهم بعد رحيلها
ظل جسار مكانه واقفًا يُحدق بهما، إلى أن تحركوا أخيراً من مكانهم
اتجهت ملك صوبه ولكن ما فاجأه أن بسمة اخذت ما جلبته لها ملك نحو الداخل بلهفة
أنت تقرأ
لمن القرار
Romance* عالمه كان بعيد وموحش.. عالم مظلم تُغلفه الشهوات..شهوات كان يوماً يحتقر والده ويمقته علي انحداره فيها الي ان اتي اليوم الذي أصبح يسير فيه على خطاه ولكن كل شئ تلاشي في ليلة ممطرة مظلمة وكانت صحوة البداية * جاءت من قريتها بضفائرها وجلبابها البسيط وبر...