الفصل ٣٨(٢)

37.5K 1.1K 55
                                    

الفصل الثامن والثلاثون (2)
*************
انغلق الباب ببطء كما فُتح، فتغمض عينيها لعلها تستطيع إلتقاط أنفاسها..، ألم طفيف كانت تشعر به بل ليس طفيف إنه ألم يجعلها لأول مرة تُريد الصراخ بكل قوتها، وسؤال واحد كان يخترق فؤادها

" لماذا لم تكن علاقتهما هكذا؟"

وسؤال جديد أقتحم عقلها دون رحمة
" هل كانت فقط زوجة للفراش في البداية، ام زواجهم المُعلن كان من أجل ابنتهما"؟

نيران وغيرة وغضب، ومشاعر لا تعرف مهيتها.. ، إنه يتحدث معها دون ملل، يعطيها من وقته, وهو الذي كان دوماً يخبرها أن وقتهم ثمين وهي كانت تقتنع ؛ فعالمهم يحتاجهم جائعين دون شبع، فلو شبعوا وتهاونوا ستضيع سلطتهم وهم في حرب المال والأعمال.

ودمعة خائنة انسابت من عينيها لعلها تُريحها وتطفئ تلك النيران المشتعلة داخلها ، ولكن " شهيرة" امرأة قوية والنساء كحالها لا يبكون، بل يصبحون أكثر صلابة.

القت نظرة أخيرة نحو الغرفة وقد ازدادت عيناها قتامة، سارت راحلة وهي تزفر أنفاسها بهدوء لعلها تعود لتوازنها ولكنها سكنت في مكانها تستمع لصوت "حازم"

- شهيرة
اغمضت عينيها وزفرت أنفاسها، ثم التفتت إليه ببطء وعلى وجهها ابتسامة هادئه

- مش معقول كنتِ جاية لسليم هنا
ومازحها بلطف
- أكيد جيالي أنا طبعا

ضحكت مرغمة، ثم رفعت يدها نحو خصلاتها تصففهم باصابعها
- لا أنا عارفه إن سليم مسافر، أنت عارف علاقتي بسليم مش بيغيرها حاجة

فهم "حازم" مقصدها، وهو مقتنع به..،صديقه سيفيق من غفوته ويدرك خطأه في زيجته الأخيرة، وهتف متسائلاً عن معرفتها، بعدما القى بنظرة خاطفة حوله

- فتون بتشتغل هنا!

تظاهرت " شهيرة" بعدم اهتمامها للأمر، ثم أعادت يدها نحو خصلاتها المنسدلة على كتفيها

-  ما انا قولتلك سليم معرفني حاجات كتير عن حياته الجديدة

اعتلت الدهشة ملامح "حازم"، فعلى ما يبدو أن صديقه يرتب للعودة لشهيرة ثانية ، ولكن لماذا أصبحت " فتون" هنا بل ويهتم بمستقبلها ، لأول مرة كان "حازم" يشعر بالتشوش.

أدركت "شهيرة"  أن وقفتها قد طالت ويجب عليها المغادرة، قبل أن يسألها "حازم" عن السبب الذي أتى بها لهنا ، وكأنه كان يقرء أفكارها، فتسأل بعدما طرد أفكاره عن حياة صديقه

- مدام مش جايه عشان سليم، يبقى اكيد في استشارة قانونية محتاجاها يا شهيره

ابتسمت بتوتر بعدما حاصرها  بسؤاله، بحثت عن شئ تُخبره به، فهتفت تؤكد حديثه

- أكيد طبعا محتاجه استشارة قانونيه منك يا حازم
- طيب اتفضلي معايا المكتب

ازداد توترها وحازم يشير إليها أن تتقدم معه نحو غرفته، تنفست الصعداء بعدما تعالا رنين هاتفها برسالة ما قد بعثتها إليها "دينا"

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن