الخاتمة (4)
***
تعلقت نظراتها بهم وقد تغلغلت كلمات الصغيرة ثنايا روحها، الصغيرة تبث لوالدها حزنها على بكاء والدتها، فهي لا تُريد أن تمس الدموع عينيها.
قصت له بداية من هروب والدتها ليلًا من منزل العم "ماهر" الذي صارت تكرهه لأنه أحزن والدتها ثم لقائهم بعمتها "خديجة" التي رأت ملامحها بتشوش وهي شِبه غافية في أحضان والدتها ثم استيقظها في منزل تلك الجدة الطيبة التي استضافتهم في منزلها وأطعمتها طعامًا جميلًا ولكن والدتها كانت صامته وحزينة.
- بابي ممكن متخليش مامي تعيط تاني.
انسحبت "فتون" بعد تلك العبارة بعدما رأت نظرات "سليم" نحو ابنته وقد اعتلا الإرهاق ملامحه؛ فماذا عساه أن يفعل..
غفت الصغيرة تحت لمسات يديه؛ فاعتدل في رقدته حتى يتمكن من وضع رأسها فوق الوسادة برفق ودنى منها يلثم جبينها متنهدًا بأنفاس باتت ثقيلة.
نظرة طويلة رمق فيها ملامح وجه صغيرته قبل أن يمدّ يده نحو زر الإضاءة ويُطفئ إضاءة الغرفة.
جلست "فتون" فوق الفراش شاردة تنتظر قدومه ولكن انتظارها له قد طال.
عيناها تعلقت بكفيها المضمومين قبل أن تنهض من فوق الفراش؛ فكيف لها أن تجلس هكذا منتظرة قدومه، لِما لا تكون المبادرة بعاطفتها ولهفتها.
وكما توقعت وجدته ينئ حاله بغرفة مكتبه في الظلام، رأسه مدفونة بين ذراعيه غارق في ذنب لم يتمنى أن يحمله يومًا.
وصوت والده يتردد صداه داخل أذنيه مع مشهد ظنه انمحى من ذاكرته.
" هتكون زيي يا ابن "صفوان"، هتكون زيي"
وهو يقف أمامه باكيًا يصرخ به، هو لن يكون مثله يومًا..
لن ينجب طفلًا يجعله يعيش كما عاش هو.
- "سليم"
همسها الخافت القريب اخترق أذنيه؛ فَـ أفاقه من ذكريات تدفقت على عقله.
لمسات يديها فوق كتفيه جعلته يزيد من ضغطه فوق جفنيه ومازال صوتها الناعم يهمس اسمه.
- "سليم" أنا أسفه، أنا عارفه إني بختار الوقت الغلط وبتكلم..
توقف الحديث على طرفي شفتيها وقد ازداد شعورها بالندم، فهي أكثر من يعرف أن "سليم" يُحاول جاهدًا أن يكون أبً صالحًا يُعوض ابنته إنفصاله عن والدتها.
- أنت عمرك ما كنت أناني يا "سليم" مع "خديجة" ، يمكن المواقف ساعات بتجبرك.
تحركت يديها هذه المرة فوق فروة رأسه؛ فاسترخت ملامحه الجامدة تحت لمساتها.
- "خديجة" محظوظة بيك.
نطقتها بصدق وهي تتذكر لحظه التقاطه لابنته بين ذراعيه يضمها إليه بلهفة بعدما جلبها إليه "ماهر" ثم بعدها انطلق بسيارته.
أنت تقرأ
لمن القرار
Romance* عالمه كان بعيد وموحش.. عالم مظلم تُغلفه الشهوات..شهوات كان يوماً يحتقر والده ويمقته علي انحداره فيها الي ان اتي اليوم الذي أصبح يسير فيه على خطاه ولكن كل شئ تلاشي في ليلة ممطرة مظلمة وكانت صحوة البداية * جاءت من قريتها بضفائرها وجلبابها البسيط وبر...