الفصل ٣٠(١)

40K 1.3K 71
                                    

الفصل الثلاثون (1)
***************

تعلقت عينيه بعينين المحامي بعدما القى عليه عبارته... مرت ثواني وهو لا يستوعب ما سمعه.. فأمس كانت تطالبه بحصتها واليوم تتنازل له
- إتنزلتلي عن الأسهم
أماء له المحامي وهو يناوله أوراق التنازل
- مدام ملك اتنزلت عن الخمسة في المية من الأسم اللي كتبتهم ليها السيدة فاطمة الله يرحمها
التقط منه جسار الأوراق ينظر إليهما.. الصدمه مازالت مرتسمة فوق ملامحه... يتسأل داخله لما فعلت هذا ولما أرادت الرحيل عنه
انصرف المحامي بعد أن أنهى حديثه.. فتجمدت عينيه نحو الأوراق القابعة بين يديه.. التقط هاتفه حتى يهاتفها ولكن الإجابه التي كان يتلقاها أن الهاتف مغلق
لطم سطح مكتبه حانقًا من تصرفها
- غبيه يا ملك.. هتفضلي طول عمرك غبيه
............
وقفت بأقدام متخشبة أمام البناية المتهالكة تنظر إلى تفاصيلها بأعين زائغة.. أصوات الضجيج تعلو حولها ولكنها كانت في عالم أخر.. عالم تتخيل فيه الماضي .
هيئتها جعلت المارة ينظرون إليها بترقب يتهامسون جوارها بصوت مسموع.. انتبهت على وقفتها أخيرا بعدما ابتلعت تلك الغصة التي استحكمت حلقها
لم تعبأ بتلك النظرات ولم تهتم بمطالعة شئ حولها.. صعدت الدرجات المتهالكة تتخيل حياة والدتها هنا... تتخيل حياة إمرأه لم تلقاها من قبل.. إمرأة هزمتها الطيبة والفقر
" مدام ناهد اتنازلتلك عن حقها في الورث.. أنتي الوريثة الوحيدة للسيد عبدالله .. بعد موت مها الله يرحمها.. لكن يا بنتي مدام ناهد نفسها تشوفك"
تلك الرسالة التي تجاهلتها منذ عام ولكن أمس لم تعرف كيف تتجاهلها بعدما عاد المحامي يُهاتفها مجددًا
" مدام ناهد نفسها تشوفك.. يمكن أخر طلب ليها يا بنتي "
وقفت أمام الشقتين في ذلك الطابق الذي تشققت جدرانه ... شقة كانت تعيش فيها والدتها قبل أن تتزوج جارها الطموح وشقة والدها الذي أعماه طموحه وحبه ليتزوج من أبنة العائلة الراقية
حكاية ماضي لم يكشفه إلا الزمن لم يكشفه إلا صراع الحب على رجلا
ورغما عنها كانت السخرية ترتسم فوق شفتيه..." رسلان " هو هذا الرجل الذي سبب لهم كل تلك الفوضى.
تيبث جسدها خوفًا تستمع إلى تلك الصرخات من تلك الشقة المقابلة للشقة التي أعطاها المحامي مفتاحها
- اه يا بنت... بقى بتردي عليا يا بت ... والله لأربيكي
- حرام عليك يا فتحي... سيب أختك...
- أبعد يا راجل يا خرفان أنت
أنفتح باب الشقة وخرجت فتاة تهرول منها تخفي وجهها بيديها وعندما علقت عينيها بها وقفت خلفها تتحامي بها من بطش شقيقها
لا تعرف كيف ومتى حدث هذا وكيف أصبحت في المنتصف بينهم تحمي الفتاة بذراعيها والأخر يسبها بأبعش الألفاظ
- ابعد عنها يا راجل أنت بدل ما أبلغ عنك الشرطة...
تراجع فتحي للخلف يرمقها بنظرة فاحصة
- والأمورة فكراني هخاف من الشرطة لا يا حلوة ده أنا فتحي القط... لا حكومة بتخوفني ولا....
وقبل أن يُكمل باقي عبارته كان يصعد رجلًا يهتف به
- فتحي سيادة المعاون عايزك في القسم.. يلا قدامي
انفض الأمر بعدما انصرف فتحي بأدب وقد ظهر الخوف في عينيه.. تعلقت عينين ملك بالسكان الذين هبطوا من شققهم ليطالعوا الوضع الذي اعتادوا عليه يهتفون بضجر
" ربنا يخلصنا من العماره الزباله ديه"
" هي مين الست الحلوة ديه يا ختي"
وتحت نظرات الفضول التي كانت تُحاوطها كانت تسمع اسمها من تلك الفتاة صاحبة الوجه المكدوم
- أنتي ملك
...........
تناولت كأس الماء ترتشف منه تنظر نحو أرجاء الشقة التي دلفت إليها للتو
-  عبدالله ديما كان خيره علينا يا بنتي.. والايام القليله اللي قضاها هنا مكنش على لسانه غير سيرتك
ودمعت عينين الرجل
- و امك الله يرحمها كانت طيبه.. الله يرحمك يا امل
نسيت ذهولها وتخبطها والصدمة التي كانت فيها منذ قليل.. لتتعلق عينيها بذلك الرجل
- أنت تعرف ماما
طالع إبنته بعدما مسحت وجهها من الدماء التي سببتها لها صفعات شقيقها
- روحي يا بسمة هاتي ألبوم الصور القديم يا بنتي
هرولت الفتاة للداخل وعادت تحمل ألبوم قديم تضمه إليها بفرحة قد أنستها مرارة حياتها وألامها
فتحت بسمة الصور تشير نحو والدتها وصديقتها
- ماما ومامتك كانوا صحاب أوي... بابا ديما كان بيحكيلي عن ذكرياتهم وهما صغيرين
تعلقت عينين الرجل بها واغمض عينيه بحنين
- كنا ولاد حته واحده... كنا مع بعض على الحلوة والمرة
فهتفت بسمة والتي يبدو عليها تعرف الكثير من الذكريات التي كان يقصها عليها والدها منذ الصغر
-  أنتي اتولدتي على أيد ماما .. أصلها كانت ممرضه
و دمعت عينين بسمة تنظر نحو صورة والدتها
- ماما ماتت وهي بتولدني
وفي موطن الذكريات كانت الحكايات تفتح دفاترها
علمت أدق التفاصيل عن حياة والدها " عبدالله" و والدتها " أمل" ابنه الحارة الطيبة
- عبدالله وهو بيموت مكنش بيردد غير اسمك واسم أمل.. روحه كانت متعلقه بيكم
............
- كل حاجة نضيفة متقلقيش... أنا علطول بنضف الشقة.. لكن النور للأسف مقطوع بقاله فترة.. الشقه عليها نور ومياة
هتفت بسمة بتلك العبارات وهي تقف أمامها في منتصف الشقة
- شكرا يا بسمة
اقتربت منها بسمة تحتضنها بقوة وتهتف ببساطة
- أنا فرحانه أوي إنك هتعيشي هنا وهيكون عندي صاحبة زيك.. هو أنتي ممكن تكوني صاحبتي يا ابله ملك
وقبل أن تجيبها ملك.. كانت تبتعد عنها بخجل واطرقت عينيها
- معلش أنا بتعود على الناس بسرعه.. أنا أكيد مش هكون قد المقام
لم تعطي ملك لحظة للرد واندفعت للخارج تغلق باب الشقة خلفها.. حدقت ملك ب باب الشقة الذي غلق للتو بعد رحيل بسمة فزفرت أنفاسها متنهده واقتربت من اقرب مقعد وتهاوت عليه بجسدها تزيل عن رأسها حجابها
رفعت الصورة التي أخذتها من ألبوم الصور القديم .. تتأمل ملامح والدتها و والدها في صباهم وقد يضحكون ويرتشفون من أكواب الشربات وإمرأة عجوز تجلس جوارهم سعيده بعقد قرانهم ولم تكن تلك المرأة إلا جدتها من والدها
- ظلمتها وظلمتني يا بابا... أمي كانت ست بسيطه واحلامها بسيطه.. ليه حبيت ناهد بنت العيلة الكبيرة و سبتني طول عمري فكراها أمي وهي شيفاني بنت بتعطف عليها.. بنت لقيطة
انسابت دموعها على خديها وضمت الصوره لقلبها تزفر أنفاسها بتنهيدة قوية
غفت فوق المقعد دون شعور... لتفتح عينيها على صوت تلك الطرقات الخافته.. المكان حولها كان مظلم فعلى يا يبدو أن الليل قد أتى وكما أخبرتها بسمة أن الشقة مقطوع عنها الكهرباء والماء
تحركت بصعوبة وقد نفعها ذلك الضوء الخافت الذي أنار الردهة من النافذة التي تطل على الحارة
- افتحي يا ابله ملك أنا بسمة... جيبالك العشا
فتحت الباب بعدما اطمئنت وطالعت بسمة التي هتفت مذعورة
- أنتي قاعده على الضلمة.. يقطعني يا ابلة ملك نسيت أجيبلك شمع وكبريت
ناولتها صنية الطعام واسرعت نحو شقتها تجلب لها الشمع.. عادت إليها ومازالت ملك واقفة في مكانها
دلفت بسمة الشقه أمامها تنير لها المكان
- بكرة نروح ندفع الإصالات المتأخرة... هكلم البت فاتن تاخدلي اجازة ساعتين من المصنع واروح معاكي
وحدقت بوقفة ملك فشعرت بالخجل من ثرثرتها... وقبل أن تندفع للخارج كما فعلت هتفت بها ملك مبتسمة
- أنتي لطيفة اوي يا بسمة... بس كفايه ابله ديه.. أنا مش كبيره اوي يعني.. انتي زي أختي
توردت وجنتين بسمة خجلًا من مدحها وسقطت دموعها
- أنتي جميله وطيبه أوي يا ابلة ملك
- تاني ابله ديه
ضحكت ملك فضحكت هي الأخري.. طالعت بسمة أطباق الطعام البسيطة فعاد الخجل إليها
- أنا عارفه إن الأكل مش اد كده..
قاطعته ملك وهي تضع الطعام فوق الطاوله الصغيرة
- الأكل ما شاء الله جميل ويفتح النفس... أنا مكنتش فاكره أني جعانه أوي كده غير لما شوفت الأكل
انبسطت ملامح بسمة بسعادة وهي ترى نظرات ملك إليها وإلى الطعام
- هروح اعملك كوباية شاي لحد ما تخلصي أكل
- لا يا بسمه تعالي كلي معايا واحكيلي عن...
وابتعلت غصتها وقد انطفأت ملامحها.. فاسرعت بسمه نحوها
- كان بيحبك أوي..كان نفسه يعيش عشان يعوضك..
دمعت عينين ملك فاحتوت بسمه كفيها بطيبة
- قالي إنك طيبه وحنينه اوي... قالي هتكوني محظوظة لو قبلتيها واتعرفتي عليها
واردفت وقد دمعت عينيها هي الأخرى
- عمي عبدالله كان ديما بيجي يزورنا ويساعد بابا..  من ساعة الحادثه وأيده اتقطعت قعد في البيت ومحدش بقى راضي يشغله..و بعد موت عمي عبدالله  حياتنا اتدهورت ومعرفتش ادخل الجامعه
وابتلعت غصتها وهي تتذكر طيبة ذلك الرجل
- كان وعدني إني هكمل تعليمي... بس منه لله فتحي مخلنيش أكمل بعد الثانوية وخلاني أنزل اشتغل عشان اصرف على البيت وعلى الكيف اللي بيشربه
ووضعت يدها فوق جروح وجهها.. تهتف بمزاح لعله يخفف عنها
- بقوا مسميني في المصنع بسمة عاها...كل يوم ارحولهم مضروبه
واستطردت حديثها براحه
- الحمدلله مدام اخدوا القسم هيقعد كام يوم مريحنا من شره
ضحكت ملك رغما عنها... فعلى ما يبدو أن وجودها في تلك الحارة سيريها ويعلمها الكثير
...........
انهت تلك المعاملات التي ساعدتها فيها بسمة بنصاحتها وانصرفت نحو عملها في مصنع الملابس... فتاة رغم لقاءها بها مجرد يومًا واحدا أثبتت لها جدعنتها وطيبتها.
وقفت سيارة الأجرة أمام المصحة التي تقيم فيها ناهد.. خطواتها كانت مضطربة تُصارع قلبها وعقلها
خرجت من غرفة ناهد بعد وقت تضع بيدها فوق قلبها وقد دمعت عينيها تتذكر بكاء ناهد وسرد الكثير من الخبايا بهذيان ، ضغطها على كاميليا حتى يتزوج رسلان من مها...فقد مها عذريتها في لحظة طيش.. تلك العملية التي اجبرتها على فعلها حتى تعود فتاة... دفعها لإتباع رسلان إلى لندن بعدما هجر البلد وفِعل كل السبل حتى تتم علاقة بينهم.... حملها وكره رسلان لأطفاله و لها
" رسلان هيفضل طول عمره كرههم لأنهم من بنتي... محدش هيحنن قلبه غيرك "
..................
وقفت تلك السيدة الأنيقة صاحبة الحفل تتذوق بعض من الأصناف بمتعة
- اممم، الأكل طعمه يجنن مكذبش اللي قال عن أكلك يهبل
أسعدها المديح وشعرت بالراحة من إتمام مهمتها.. فقد حان وقت إنصرافها
- كده اقدر أمشي يا فندم.. كل حاجة جاهزة مش فاضل غير التقديم وده مش من مهمتي
ابتسمت المرأة بعدما ألتقطت صنف من الحلوى وتذوقته
- لا لا تمشي إيه انتي ضفتي النهاردة... ولازم كل ضيوفي يعرفوا مين صاحبة الأصناف الرائعة
واردفت بعدما ضاع مذاق الحلوى الرائع من فمها
- هيكون دعايا لشغلك يا فتون... ولا أنتى مش حابه ضيوفي يكونوا زباينك
توترت فتون بعد حديثها ثم نظرت نحو ثيابها
- بس أنا معملتش حسابي يا هانم.. أكيد حضرتك هتقوليلهم على عنوان المطعم لو طلبوا
- طبعا يا حببتي... بس برضوه أنا عايزه أعرف ضيوفي عليكي وعلى شطارتك
واستطردت بثبات تجيده
- أنتي مقاسك زي مقاس بنتي... هخلي الخدامه تطلعك الأوضه فوق تلبسي حاجه من عندها تناسب حجابك وانزلي شرفيني في حفلتي... هي حفلة نسائية يا حببتي.. يعني كلها ستات متقلقيش
ومع إلحاحها رضخت  وقد أغراها العرض و ذوق المرأة
وبالفعل كانت جلسة ممتعة، جلسة أحاطتها أعين الكثير ولكن هناك زوج من العيون لم تكن ترتاح إليهما.. مر الوقت وجمعت متعلقاتها من تلك الحجرة التي ابدلت فيها ثيابها وقد جاء وقت الرحيل بعدما حصلت على باقي أموالها
عادت مرهقة منهكة الجسد تُطالعها جنات بإشفاق
- احضرلك العشا يا فتون
- أنا محتاجه انام بس.. عندي بكره محاضرة مهمه ابقى صحيني معاكي يا جنات
- مش هتحكيلي عن الحفله
هتفت بها جنات متحمسة فرمقتها فتون بنعاس وهي تتجه نحو غرفتها
- بكرة يا جنات هحكيلك...
لم تكد تكمل عبارتها فتعالت الطرقات على باب الشقة.. فتعلقت عيناهم ببعضهم واندفعت بعدها جنات نحو الطارق
- منزل فتون عبدالحميد
اقتربت فتون بهلع من جنات تنظر نحو ضابط الشرطة الذي فور أن علم بهويتها قبض فوق ذراعها
- مطلوب القبض عليكي... ادخل يا عسكري فتش الشقة
صرخت جنات معترضة تصيح بهم ولكن ابتلعت باقية حديثها وهي ترى الأشياء التي تم إخراجها من حقيبة فتون
............
هبط سليم الدرج بخطوات سريعة بعدما أخبره الحارس أن هناك إمرأة تريده في أمر هام ولا تريد الإنصراف..
- غصب عني يا باشا.. بس الست ديه بتقول الموضوع مهم ولو عرفت إني مشتها هتقطع عيشي
- أنت قولت اسمها إيه
حك الحارس رأسه يُحاول تذكر اسمها
- جنات يا باشا
اقتربت منه جنات بعدما وجدته يقترب منها يهتف بها بقلق
- فتون حصلها حاجة
أندفعت جنات نحوه تقبض فوق قميصه متوعده
- بتنتقم منها ليه تاني.. ملعون الفلوس والنفوذ اللي مخليانا مش عارفين نقف قصادكم
تراجع سليم للخلف يشير لحارسه بأن يبتعد.. قبض فوق كفيها يزيحهما عنه
- انتقم إيه... مالها فتون انطقي
طالعته جنات بعدما شعرت إنه لا يعلم شئ
- فتون اتقبض عليها
وانحنت تلتقط أنفاسها تحت نظراته المصدومة
- مدام أنت معملتهاش مين اللي هيكون عملها
.............
جن جنونه وهو يستمع إلى الخادمة بعدما تعلقت عيناه بتلك الألعاب التي تحتل فراش صغيريه
- هي لسا ماشيه من ساعه يا دكتور... قضت اليوم كله معاهم...
تنهد بضيق بعدما غادر غرفة صغيريه حتى لا يُقظهما
- خالتهم لما تيجي تاني كلميني علطول مفهوم
اماءت له الخادمة
- حاضر يا دكتور
دلف غرفته يحل ازرار قميصه بشرود..ثم تسطح فوق فراشه يحدق بسقف الغرفة يتذكر حديث محامي خالته عن مجيئها إليه وإستلامها لمفتاح شقة والدها في حارته القديمة
........
في الصباح الباكر.. وقفت بسمة تطالع ذلك الرجل الوسيم بثيابه العصرية التي لا تُناسب حارتهم.. تخطاها بعدما رمقها بطرف عينيه... أرادت أن تتبعه ولكن الوقت لم يسمح لها فهي لا تُريد خصم أخر من راتبها الضئيل
فتحت ملك الباب بعدما استمرت الطرقات وقد ظنتها بسمة ولكن وقفت مصعوقة وهي ترى جسار واقف أمامها
- جسار
رمقها بمقت يدلف نحو الداخل ينظر نحو الشقة يزفر أنفاسه بضيق
- يعني سيبتي إسكندرية وكل حاجة وجيتي تعيشي في الحارة ديه
واردف حانقًا وهو يبحث عن مقعد يجلس عليه
- ليه عملتي كل ده
حاولت الثبات قدر إستطاعتها.. فعن أي شئ ستخبره، هل تخبره إنها غارت من زيجته بجيهان وإنها لم تعد تعلم بمشاعرها نحوه ...أم تخبره بأنها لم تعد تتحمل صدمة أخر في رجل أخر
- جيت عشان ولاد اختي... هما محتاجني
طالع المكان بعينيه مستنكرًا إجابتها
- ولاد أختك... لو افترضنا و رسلان ادهوملك هيرضي  يعيشوا في الحارة ديه
اطرقت عينيها... فهي تعلم تمامًا أن جوابها لا يخيل على طفل صغير
- هجيب شقة تانيه وهعيش في مكان تاني...
- جوازي من جيهان هو السبب مش كده يا ملك
باغتها بسؤاله فاشاحت عينيها بعيدًا عنه حتى لا يكشف أمرها
- قولتلك نكمل جوازنا يا ملك ومننفصلش أنتي اللي صممتي نتطلق.. 
غامت عينيها بالحسرة
- جوازنا كان جواز مشروط محطوط في بنود.. أنت محبتنيش يا جسار.. أنت لسا عايش على ذكرى مراتك وجيهان أكبر دليل
وتجمدت عينيها نحو الواقف أمام باب الشقة المفتوح يحمل صغيريه على ذراعيه يطالعهما بنظرات قاتمة
.............
دلفت نحو غرفة الضابط المسئول مرتجفة الجسد بعد ليلة قضتها خائفة في الزنزانة تستمع لأبشع الألفاظ بل وتعرضت للضرب
- تعالي يا فتون
تقدمت برعب دون أن ترفع عينيها وقد بح صوتها من أثر توسلها إليهم ليلة أمس وإنها ليست المذنبة
- هسيبك معاها شوية يا سليم بيه
تجمدت حركة جسدها ورفعت عينيها ببطء.. لتتعلق عينيها بأخر من ارادة رؤيته... كانت عينيه جامدتين نحو وجهها وذلك الجرح فوق جبينها.. قبض فوق كفيه بقوة
وقد إزداد غضبه يتوعد ل دينا.. فقد كان يظن إنها فعلت شهيرة ولكن دينا من كانت صاحبة تلك الخطوة
- فتون اسمعيني كويس... القضية مش هتتحل غير لو إتجوزنا.. انتي متهمة في قضية سرقة كبيرة... لا شهيرة ولا دينا هيسيبوكي طول ما انتي لوحدك
وهل تعرف هي هاتان المرأتان أو سمعت اسمهم من قبل .. كانت عينيها زائغتين ودموعها تسيل فوق خديها
- أنا مسرقتش حد... أنا مسرقتش
أقترب منها وقد إزداد وعيده لدينا تلك اللعوب التي حامت حوله قديمًا وعادت تحوم حوله بعد طلاقها من حامد شقيق شهيرة
- عارف يا فتون إنك مسرقتيش حاجة... لكن المجوهرات لقوها في شنطتك
تهاوت بجسدها فوق أقرب مقعد
- جنات هتقف معايا.. وهتجبلي محامي... أنا مسرقتش
- جنات مش هتعرف تخرجك يا فتون... محدش هيقدر يخرجك من هنا غيري... وعشان اعرف أخرجك لازم نتجوز

يتبع بإذن الله ( قراءة ممتعة)... ( موعيدنا الأربعاء أو الثلاثاء 😘)
*********

#لمن_القرار ❤️
#سيمو

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن