الفصل ٣٤

41.4K 1.3K 65
                                    

‎الفصل الرابع والثلاثون
**************
‎طالعت حالها بالمرآة تنظر نحو هيئتها ، تفحصت أدق التفاصيل من ملامحها، ثم مالت للأمام حيث التصقت بالمرآة وعادت تتراجع للخلف تتسأل هاتفة
‎- مش معقول أنا ديه
‎ابتسمت "ملك" كحال "ميادة" التي كانت غارقة بالضحك من حال بسمة
‎- بسمة أنتِ طول عمرك جميلة..
‎- مش ظاهر حاجة يا ملك.. الزرقان والكدمات اختفت رغم إن كل حاجة وجعاني
‎وعادت تحدق بالمرآة حتى تتأكد مجدداً أن صفعات " فتحي" لم تعد بادية فوق ملامحها
‎التفتت بجسدها، فعلقت عينيها نحو حالها مرة أخرى ..
‎أردات أن تبكي ولكن " ملك" أسرعت في الاقتراب منها تلتقط كفيها مبتسمه
‎- بلاش عياط ولا عايزه كل حاجة عملتها مدام " حسناء" تضيع
‎وعلقت عيناهم نحو السيدة الجميلة التي أخذت تجمع حاجتها وهي سعيدة لسعادة عروستها ورفيقاتها
‎- مش هعيط خلاص
‎وفي لحظة كانت تطاوق" ملك" بكلتا ذراعيها بقوة
‎- أنا بحبك أوي يا ملك، مكنش نفسي أبعد عنك
‎أردات أن تخبرها أنها راحلة ولكنها خشيت عليها من شر
‎" فتحي"، اقتربت منهما " ميادة" وقد شعرت بقليل من الغيرة ولكن سرعان ما كانت تخبر حالها أن بسمة فتاة طيبة وتستحق حب صديقتها
‎- نوقف الدراما شوية.. عشان العروسة ولا إيه يا بسمة
‎ابتعدت بسمة عنها ونفضت دموعها العالقة تنظر نحو " ميادة" التي وقفت تهندم من ثوب الزفاف وتخبر  " ملك" كم هي فائقة الجمال اليوم وأن شقيقها محظوظ بها
‎استطاعت " ميادة" أن تجعلها ترقص وتفرح "وملك" لم تكن تريد من هذا اليوم إلا السعادة والفرح.
‎ومع اقتراب خبيرة التجميل منهم ومشاركتها فرحتهم، شجع الأمر بسمة هي الأخرى لمشاركتهم فرحتهم .. ومع كل خطوة منها كان آلامها تزداد ولكنها قاومت؛ قاومت من أجل أن تعيش اللحظة من أجل إيمانها بأن اللحظات السعيدة لا تعوض
..........
‎حتى في أكثر لحظاته سعادة، سُرقت سعادته وكالعادة لم تكن إلا والدته وسؤال واحد كان يسألها لها بعدما اشاحت عينيها عنه نادمة تنظر نحو " عزالدين" زوجها تترجاه أن يكون معها ولكنه تلك اللحظة خصيصاً أنسحب فقد كان معارضًا لفكرتها بل وحذرها.
‎غادر وكأنه في مغادرته يخبرها أن تواجه ما فعلته وحدها
‎- تاني يا أمي، تاني يا كاميليا هانم
‎دمعت عينين "كاميليا" وقد فسدت زينة وجهها
‎- ليه عايزة تكرري اللي فات، مش كفاية لسا بدفع ضريبة خضوعي ليكِ زمان
‎أسرعت " كاميليا" في الإرتماء بين ذراعيه تضمه نحوها؛ تُبرر له فعلتها
‎- رسلان أنا عملت كده عشانك يا حبيبي، عملت كده عشان تعرف تتجوزها
‎وبهتت ملامحها وهي تراه يبتعد عنها ينظر إليها في خيبة
‎- تفضحيها!.. عشان تقبل تتجوزني تفضحيها يا أمي
‎قبضت كاميليا فوق يديها واليأس استوطن ملامحها الجميلة، تُبرر كأي أم ترى الصالح لأبنائها دون أن ترى سواهم
‎- كنت هتفضل تلف حواليها زي المجنون، هتفضل عايش على أمل إنها ترجعلك.. أنت و ولادك  محتاجينها في حياتكم
‎- يا.. يا أمي نفس أنانية "ناهد" هانم زمان، نفس الأنانية اللي بسببها اتجوزت "مها"
‎- صلحت غلطتي، وساعدتك تتجوزها.. ليه شايف ده أنانية مني
‎وابتعلت غصتها ترمقها بنظرة تحمل الندم
‎- أنا السبب في جوازك من "مها" زمان ، أنا السبب في تعاستك مكنش عندي فرصه غير ديه
‎هتفت بها " كاميليا" وتراجعت للخلف ثم هوت فوق الفراش تطرق عينيها ندماً
‎- مساعدتك في إنك تفضحينا يا أمي، مساعدتك إنك تجبريها تتجوزني
‎رفعت عيناها نحوه، فتلاقت عيناهم في نظرة طويلة.. ، غادر رسلان غرفتها ف الحديث لن يفيد فقد حدث ما حدث
‎عاد "عزالدين" إليها فوجدها منفطرة في البكاء ترثي حالها
‎- أنا عارفه إني غلطانه يا عزالدين، بس أنا عملت كده عشانه وعشان ولاده
............
‎دلفت للغرفة بعد يوم طويل ومرهق قضته في الجامعه بين محاضراتها ولقاءها مع تلك المرأة التي عرفتها بحالها بأنها ذات يوم كانت لتكون زوجة " لسليم النجار" ولكن تلك الحادثة التي كادت أن تؤدي بحياته ثم عودة "شهيرة"
‎أنهى كل شئ بينهم ،
‎" دينا" لم تكن سوي أمرأة ذكية تستطيع رسم دورها.
‎حاولت طرد ذلك اللقاء من عقلها، ولكنه كان يسيطر عليها

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن