الفصل السابع والخمسون (2)
*******تظن أنك وحدك من تتلقفك الأمواج العاتية، ولكن حينا تُلقي عيناك بنظرة خاطفة نحو من حولك ستجد أن الجميع مثلك يُصارعون الحياة وأنفسهم بضراوة.
داعبت نسمات من الهواء خديها رغم حرارة الجو وقد احتضنت الشمس كل ما حولها بحرارتها.
كعادتها باتت مؤخراً، تستيقظ في الرابعة فجراً تُصلي فرضها، تُرتل بخشوع وردها اليومي وتظل مستيقظة حتى يشرق الصباح بنوره ثم تقف في وقفتها التي اعتادت عليها منذ أن أتوا لهذا المنزل الذي اشتراه رسلان بعيداً عن صخب المدينة.
اختارت العزلة وأختار هو أن يمنحها ما اختارته وأرادته وقد عادت إلى وحدتها وألامها, وقد أبى كلاهما مفارقتها.
صوت الطيور بدء يتعالا من حولها وقد اختفت تلك الزقزقات اللطيفة التي تُداعب أذنيها في الصباح الباكر، حتى تلك النسمات الباردة بعض الشئ غادرتها البرودة.
ليت الضجيج وذلك اليوم يُغادر ذاكرتها، اغمضت عيناها وهي تشم رائحته وقد اقترب منها بخطواتً هادئة
- هتأخر النهاردة في المستشفى
أخبرها بعبارته الروتينية، فاستدارت بجسدها إليه ودلفت من الشرفة تنظر إليه دون حديث.
إنها تحتاجه كما يحتاجها ولكن كل منهما عزل نفسه عن الأخر منذ ما حدث.
- محتاجه حاجة
وبحركة من رأسها كانت تُخبره إنها ليست بحاجة لشئ، بل ما تحتاجه هو الراحة وعدم الشعور بالذنب، لقد اخلفت وعدها لشقيقتها ولم تحافظ على أحد صغيريها
احتضنتها ذراعيه يمنحها ويمنح حاله بعض السلام، شعرت بقبلته فوق رأسها ثم ابتعده عنها يسمح هذه المرة لكفيه أن يُداعبا خديها، بتعلثم هتفت وهي تعلم الجواب
- مش هتفطر
- هفطر في المستشفى
غادر المنزل؛ فعلقت عيناها بطيفه، هو يتألم أكثر منها ولكنها أضعف من أن تزيل عنه ألمه وتُسانده.
خرج بسيارته من بوابة المزرعة الصغيرة التي اِبتاعها في مدينة الفيوم بعد ما حدث منذ شهراً ، كان مثلها يُريد الإبتعاد عن الجميع وعن كل شئ.
اتخذ جانب الطريق، ووقف بسيارته يسمح لانفاسه الهادرة أن تتحرر لعلها تُخفف ما يشعر به وأغمض عيناه للحظات يستعيد ذكرى تلك الليلة.يهرول داخل المشفى بأنفاس لاهثة بعدما هاتفه والده وأخبره أنهم وجدوا خالته و عزالدين ثم انقطع الاتصال.
شعور قاسي كان يقبض فوق فؤاده، يشعر بأن أنفاسه تنسحب.
اقترب منه والده بعدما رأه قادم ثم احتضنه بقوة باكياً
- أنت مؤمن يا بني بقضاء اللهوها هي الحقيقة تُقال، رحل صغيره.. رحل مع المرأة التي جعلته يعيش كل شعور سئ بحياته وأخذت معها أغلى ما لديه.
أنت تقرأ
لمن القرار
Romance* عالمه كان بعيد وموحش.. عالم مظلم تُغلفه الشهوات..شهوات كان يوماً يحتقر والده ويمقته علي انحداره فيها الي ان اتي اليوم الذي أصبح يسير فيه على خطاه ولكن كل شئ تلاشي في ليلة ممطرة مظلمة وكانت صحوة البداية * جاءت من قريتها بضفائرها وجلبابها البسيط وبر...