الفصل الثالث والخمسون (1)
*********هل كان قاسي في قراره، أم استحقت منه هذا العقاب؟
سؤالًا أخذ يدور بعقلها وهي ساكنة الحركة خلف نافذة غرفة مكتبه
أختار المكان الصحيح ليجعلها تُشاهد الوقت المتبقي من الحفل، وكأنه يُريد إعطائها صورة كاملة متكاملة ولكن خلف الستار, لترى الحقيقة بعينيها
إنها من تختار مكانتها بحياته بنفسهاضحكاته كانت تتعالا بقصد وهو مندمج مع ضيوفه وجواره "شهيرة" السعيدة بيومها الأخير الذي ستخرج فيه منتصرة مرفوعة الرأس
ونحو أي مكان كان يتحرك إليه، كانت شهيرة تتبعه وأنظار الضيوف عليهما والصور السعيدة تُلتقط لهماأما هي خارج الصورة، تنظر نحوهما من بعيد تشعر بالمرارة
بدء الضيوف يُغادرون الحفل، الواضح لها وضوح العنان إنه لم يكن مجرد إحتفال بعيد ميلاد الصغيرة فقط، حتى ما صنعته من حلوى لا تظن إنهم أكتفوا به في حفلهم الضخم
والحقائق باتت تضربها بقوة مؤخراً، إنها حمقاء ومغفله وستظل دوماً بهذه المكانهفاقت من شرودها وقد تعالا التصفيق من خلفها، ظنته هو من يصفق مُنهياً الأمر والعقاب
دارت بجسدها تُريد إخباره أن رسالته قد وصلت إليها، ولكن الصدمة ارتسمت فوق ملامحها وهي ترى وجه ذلك الرجل الكريهه شقيق شهيرة، ذلك الذي عرض عليها من قبل مغادرة حياة سليم النجار وأخذ المال
- بيعرف كويس ابن صفوان يحسركم على حالكم
واقترب منها يُحدق بأركان الغرفة المظلمة
- ويا ترى وقوفك بالشكل ده وكأنك منبوذة قراره ولا قرارك
وسرعان ما كان يُحرك يده فوق لحيته مُفكراً، يُقلب الأمور برأسه ويلوي شفتيه ساخراً
- بصراحه الحفلة كانت عرض مسرحي هزلي هايل
وعادت ضحكاته تتعالا ينظر لها مترقبًا ردة فعلها، أعجبه صمتها فاقترب منها بخطواته
- كنتِ فاكرة نفسك هتقدرى تاخدي حاجة ملك بنت الأسيوطي
- حامد
سكن حامد مكانه مستمتعاً من سماع حديثه مع زوجته ، إنه يتلذذ في رؤية غضب من يمقتهم
- قولتلك مليون مرة وجودك في بيتي ليه حدوده
ارتسمت المتعة فوق ملامح حامد مُلتفاً إليه ببطئ
- مش عيب يا ابن صفوان تعلي صوتك على جوز أختكهتف حامد عبارته بقصد واستدار بجسده نصف استداره نحو الواقفة بالقرب منصته لحديثهم
اتسعت ابتسامته وهو يرى الصدمة مرتسمة فوق ملامح الواقفة
- قصدك اخو طليقتي
- طليقتك برضوه، هحاول أصدق يا ابن النجار واعمل نفسي مغفل زي زمان لما فضلت تجري وراها واتجوزتوا ف السر
أنت تقرأ
لمن القرار
Romance* عالمه كان بعيد وموحش.. عالم مظلم تُغلفه الشهوات..شهوات كان يوماً يحتقر والده ويمقته علي انحداره فيها الي ان اتي اليوم الذي أصبح يسير فيه على خطاه ولكن كل شئ تلاشي في ليلة ممطرة مظلمة وكانت صحوة البداية * جاءت من قريتها بضفائرها وجلبابها البسيط وبر...