الفصل (٤٩)

38.7K 1.4K 91
                                    

الفصل التاسع والأربعون
*********
تراقصت عينين شهيرة سعادة وهي تستمع لاصواتهم العالية، ليس صوتها من كان يصدح  بل كان صوته وحده
سليم حانق، مستاءً..؛ فهل أخيراً بدء يستاء ويضجر؟

اقتربت بخطواتها من غرفتهم وقد أخذ قلبها يدق طبولاً، إنها حقاً سعيدة بل تتمني لو القي عليها الطلاق اليوم واراحها منها ومن رؤية هزيمتها, كلما رأتها وتسألت كيف واحده بفقرها وجمالها العادي وتدني مستواها استطاعت جذبه بل وكانت مستخدمه لديه وزوجة سائقه
سليم الذي كان حينا يتزوجهم سراً كان يخبرهم أنها علاقة فراش لا أكثر، علاقة لا مستقبل لها وجميعهن كانوا يقبلون فلا امرأة فيهم كانت تبحث عن علاقة طويلة
ولكنها بكل ما تملكه احبته، رغم فارق العمر بينهم إلا إنه الرجل الوحيد الذي علمها كيف تكون راغبة، متخمة من النشوة

- مش معنى إني متفهم الصله اللي بتجمعك بيهم ..، تكوني فاكرة إني راضي عن التقارب ده ..، أنا بحاول اديكي الثقة والحرية

- لكن أنا قولتلك يا سليم، إني موجوده عند جنات وهتغدا معاها، وإنها هتعزم أحمس

التقطت أذني شهيرة الأسم، تُحاول تذكر بعض المعلومات التي جمعتها من قبل عنها وعن محيطها من الأشخاص الذين يُماثلون حالها كادحين وراء لقمة العيش، يمشون جوار الحائط

- أحمس، ده اكيد الولد اللي كان شغال معاها في المطعم

اهتز هاتفها في يدها ومن حظها كان في وضع الصامت ، طالعت اسم شقيقها حامد في ضيق وانسحبت حانقة متذكره العزيمة التي عليها حضورها معه حتى يتم إتمام الصفقة التي ستعوض خسارتهم الأخيرة، و قد ضاع عليها سماع باقية حديثهم
وها هي صورتهم تقتحم مخيلتها وهي تبتعد ، تتذكر كيف كانت تسير جواره صباحاً مبتهجة ،  وجهها يشع نضارة وتوهج..، نضارة تعرف سببها..، فالخادمة التي لا يميزها شئ قضت ليلتها منتشية تتمتع بما كان حق لها منذ أشهر وبغبائها اعطتها الفرصة

- قريب سليم هيرميكي لما يكتشف غلطته..

فارت دماءه وهو يلتقط اسم من اثار غضبه، هذا الشاب الذي لا يعرف من أي طريق خرج إليه

- وشوفتيني قفلت الخط، تقومي تكملي اليوم عادي

التمعت عيناها دون فهم، فاقترب منها وقد عاد الغضب يحتل ملامحه وهو يتذكر قربه منها.. قرب يعرف معناه تماماً

- فتون ما هو حاجه من اتنين لا أنتي فعلا بتستغبي وأحيانا عسر الفهم بيكون عالي عندك، أو أنتِ بتعاندي معايا وبتسلكي طريق صاحبتك

وبغباء أشد، قطبت حاجبيها متسائله

- قصدك جنات

- يارب امنحني الصبر، مش معقول يكون ليكِ طريق نجاح في مجال المحاماه

انكمشت ملامحها في استياء من كلماته التي باتت تشعرها بالتقليل

- أنا مقدرش أبعد عن جنات واحمس، دول عيلتي يا سليم.. كانوا معايا في اكتر وقت كنت محتاجه حد يطبطب عليا، بعد ما كلكم دوستوا ومرحمتونيش

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن