الفصل الواحد والثمانون
***لقطات من المَشاهد تجعلك تتأكد كيف كُنت أحمقًا، كيف كانت الصورة واضحة ولكنك تغافلت عنها،
والجواب لأنك اخترت أن يُحاصرك ضعفك وماضيك البائس.تعلقت عيناها به بنظرة حملت مزيج من المشاعر بعدما وكزتها "ليندا" بكتفها حتى تلفت انتباهها على ذلك المشهد المُضحك من وجهة نظرها.
- والدتك ماكرة "فتون" تتباهى بـ "سليم" بين صديقاتها، أنظري إنها تسحبه نحو إحدى النساء اللاتي يُحركنّ شِفَاههُنّ بطريقة غريبه.
توقفت "ليندا" عن الحديث حتى تُحرك شفتيها كتلك المرأة وسرعان ما كانت تمط شفتيها معترضة
- لا أستطيع فعلها، حتى هز خصري مثلكن أفشل فيه.. إنني محبطه "فتون".
حاولت "ليندا" تحريك شفتيها مُجددًا ولكن محاولاتها باءت بالفشل؛ فزفرت أنفاسها بقوة تنظر نحو "فتون" التي وقفت تُحدق بـ "سليم" بذهن شاردة ظنته "ليندا" هيامًا وعشقًا ولكن العشق كان ممتزج بالندم.
- بدلًا من أن تحملقي به أذهبِ إليه، لو كان زوجي لألتصقت به كالعلكة ولفعلت أمور عديدة معه...
اتسعت أعين "فتون" بعدما اجتذب سمعها تلك العبارة التي تعلم أنها بالنسبه لـ "ليندا" لفظًا عاديًا؛ فـ "ليندا" متحررة في ألفاظها ورغم حنقها من أفعالها الهوجاء منذ أن وطئت قدميها البلدة، لكنها لا تُنكر أنها بالفعل ودودة.
- انظري "فتون" هذه المرأة تنظر لـ "سليم" وتلتهمه بعينيها
أشاحت "فتون" نظراتها عنها سريعًا وتناست ما كادت أن تُخبرها به وهي تُسلط أعينها نحو "سليم" وسرعان ما كانت تندفع نحوه، فهذه المرأة ليست إلا إحدى النساء الماكرات في قريتهم بل وهي من جلبت لها "حسن" وكانت السبب في تعاستها.
اجتذبته بعيدًا عن والدتها التي وقفت تتفاخر به أمام نساء القرية وكم هي محظوظة بزوج أبنة مثله.
- مالك يا "فتون" بتسحبيني كده ليه..
هتف بها متعجبًا من جذبها له خارج قاعة الاحتفال التي رغم مساحتها اكتظت بالمدعوين.
تسارعت أنفاسها بحنق وهي تتجه بأنظارها لداخل القاعة دون أن تجاوبه، وقد أصبحت النظرات نحوها وها هي والدتها قادمة إليهم.
- مش معقول تكوني سحبتيني وراكي قدام الناس بالمنظر ده عشان ممدش أيدي وأسلم على مدام "سحر".
عيناها لم تعد مسلطه نحو خطوات والدتها و نظراتها الزاجرة لها - لتعود بزوجها لداخل القاعة حتى تُكمل فقرة تباهيها بِه أمام الناس - بل صارت تُحملق به بنظرات غاضبة، نظرات جعلته راغبًا بالضحك عاليًا؛ فالصورة باتت واضحة.
- لو سيبتك تسلمّ على كل الناس، الست دي لأ.
لم تنتظر حتى يُفكر ويتسأل عن السبب وسرعان ما كانت تصدمه بفعلتها وهي تسحبه خلفها ثانية هاربة من والدتها التي لولا اجتذاب أحدهم لها بالحديث لكانت اكملت سيرها نحوهم.
أنت تقرأ
لمن القرار
Romance* عالمه كان بعيد وموحش.. عالم مظلم تُغلفه الشهوات..شهوات كان يوماً يحتقر والده ويمقته علي انحداره فيها الي ان اتي اليوم الذي أصبح يسير فيه على خطاه ولكن كل شئ تلاشي في ليلة ممطرة مظلمة وكانت صحوة البداية * جاءت من قريتها بضفائرها وجلبابها البسيط وبر...