الخاتمه ٣

45.8K 1.4K 131
                                    

الخاتمة (3)
***

تنهيدة طويلة خرجت عنها تنظر نحو هاتفها بنظرات حائرة بعدما أنهت مكالمتها مع خديجة لتُخبرها أن هناك أمر عاجل تحتاجها به.
خديجة استقبلت مكالمتها بشيء من الهدوء ولم يأخذها الفضول نحو تلك المسألة العاجلة التي تُريدها بها.

شردت بأفكارها نحو تلك النظرات القاسية التي رمقها بها ماهر فلم تكن إلا نظرات متهمة؛ فمن سيسعى لأختفاء شهيرة عنه إلا زوجها.
ألم طفيف شعرت به أسفل حوضها فعضت فوق شفتيها حتى بدء يتلاشى الألم ببطء؛ فهذا من تبِعات غضبها الذي ألقته فوق رأس هذا الرجل بعدما ظن أنها أتت اليوم إليه ليتلاعبون به هي وزوجها ويبعدوا عنهم شكوكه.

- يا ترى شهيرة أختفت بخديجة فين؟ وإيه اللي خلاها تعمل كده
تسألت بحيرة وهي تحك أسفل ذقنها تبحث عن جواب

- أخر مرة شوفتها فيها كانت مبسوطه، حتى صورها الأخيرة هي وخديجة وزوجها المتوحش المعروضه على صفحتها كانوا بيضحكوا ومبسوطين

همسها الخافت لفت نظرات سائقها إليها مما جعله يهتف متسائلًا

- في حاجه محتاجاها يا هانم

حدقت بالسائق للحظه وسرعان ما خرج صوتها في نحنحة خافته تنفي حاجتها لشيء وتهز رأسها.

عاد الشعور الذي تملكها عندما علمت بأختفاء شهيرة بخديجة يخترق فؤادها في قلق، فكيف ستخبر سليم بأختفاء شهيرة وابنته؟
...

صراخ ماهر بأحد رجاله المكلفين بمهمة البحث عن شهيرة  جعل الخدم ينظرون لبعضهم في ربكة؛ فسيدهم الوقور الهاديء بطبعه صاروا يخشون غضبه والكل صار يتسأل أين أختفت سيدة المنزل التي لم يطول وجودها؟.

دلفت أحدى الخادمات لتلك الغرفة التي غادرها أحد رجال الحراسه تنظر بفزع لما حطمه سيدها وقد ارتجفت يديها بما تحمله من دواء وكأس ماء

- ماهر بيه

لم تكد تكمل حديثها حتى فرت من الغرفة تخشي من صراخه بعدما شيعها بنظرات قاسية

- تهربي مني يا شهيرة، بتعاقبيني بأختفائك

تمتم حديثه بهمس خافت بعدما تهاوى بجسده فوق الأريكة ينفث أنفاسه الثائرة.

أراد معاقبتها بهجرانه لها لعله يثأر لكبريائه ولكنه كالعادة كان هو المهزوم في الحكاية.
ابتسامة ساخرة داعبت شفتيه؛ فالحقيقة رغم مرارتها إلا إنها ستظل حقيقة دون تزيف، هو لم ينسى شهيرة يومًا ليس لأنه يحمل داخله نحوها حقد الماضي ورغبة الأنتقام بل لأنه يُحبها حب كان كالداء لا شفاء منه.

استرخى برأسه للخلف يغمض عيناه لعله يستطيع التفكير في زيارة زوجة سليم له اليوم وسؤالها عن شهيرة والصغيرة وهو الذي ظن أن شهيرة لجأت لسليم حتى تختفي عنه.
احتاجه الغضب مجددًا؛ فكيف لرجاله حتى اليوم لم يعثروا عليها.

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن