الفصل ٤٨(٢)

36.9K 1.3K 81
                                    

الفصل الثامن والأربعون (2)
*********
وعلى بعداً منها، توقف بخطواته ولهفته..،توقف مطمئناً وهو يراها جالسه فوق أحد المقاعد الخشبية خارج المشفى، تُطالع ما حولها في صمت.

زفر أنفاسه وقد عاد الاسترخاء يرتسم فوق ملامحه واكمل تقدمه نحوها، يُدقق النظر فيها، وكلما كانت تقع عيناه عليها وعلى خلجات وجهها، كان يتأكد من حقيقة واحده بات يُدركها تماماً، زوجته مازالت طفله صغيره، طفله تبحث عن طفولتها التي ضاعت في النضج بين والدين لم يكونوا مؤهلين لأن يكون لديهم طفلاً واحداً وليس سبعة أطفال

جاورها في جلستها، وقد علقت عيناها به..، لم ينظر إليها بل ترك كفه الضخم الذي عانق كفها الصغير يُخبرها عما أراد إخبارها به

فالتمعت عيناها بالدموع وهي تنظر نحو كفيهم المتشابكين

- كلام والدتك كان صح يا فتون، الغلطه غلطتي أنا، لكن الغلطة هتتصلح

- وتفتكر الناس برضوه هتسكت، ساعتها هيسألوا نفسهم إزاي أنت اتجوزتني، ازاي قبلت تتجوز مرات السواق

حدق بها، وقد ألجمته عبارتها التي هتفت بها بأنفاس مثقلة وحرقة شعر بها في صوتها، لا يُصدق أنها مازالت تشعر معه بالنقص

- أنا هفضل في نظر الناس، الخدامه اللي قدرت تغوي السيد فاتجوزها

قالتها بمرارة، فكلما باتت تظهر أمام مجتمعه.. أصبح الجميع يتسأل كيف تمكنت هذه الفتاة التي لا يميزها شئ أن تنال رجلاً كسليم النجار، رجلاً لم يكن يوماً من الرجال الذين يفضلون النساء صاحبات المستويات المتدنية

السيد والخادمة بل وزوجة سائقه، فما الشئ الذي قدمته له حتى يتزوجها بعد زوجته التي تفوقها في كل شئ

امتقعت ملامحه، وقد تركها تهذي بما تُريده..

- عارفة يا فتون، الحاجه الوحيدة اللي بتثبت ليا إني عمري ما شوفتك زي ما شوفت اي ست مرت في حياتي

توقف عن الحديث، وقد علقت عيناها به تنتظر سماع باقية حديثه

- إن أنا راجل بحب أي شئ مميز، ست تكون واثقة من نفسها.. لكن معاكِ أنتِ اختياري كان مختلف

توقفت عن ذرف دموعها، تنظر إليه  بتشوش وضياع وهو ينهض من جوارها

- شكلي حسدت الدروس التثقيفيه وحسدت نفسي، مش عارف متعلمتيش مني ليه الثقة بالنفس

تمتم عبارته حانقاً، فزوجته الحمقاء..كلما ظن إنهم تجاوزوا تلك النقطة عن حياتها السابقه..، تعود وتتحدث عنها

- أنا مش هنفع في أي حاجة يا سليم

ازدادت تقطيبة ملامحه وهو يسمعها، وقد بدء يشعر أن هناك شئ بها تخفيه عنه، شيئاً يراه في عينيها منذ الصباح

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن