الفصل ٥٨(١)

37.7K 1.3K 90
                                    

الفصل الثامن والخمسون(1)
**********

احتضنت الكتاب خاصتها ببعض الخجل، تُقاوم تقدم قدميها نحو غرفة مكتبه تخشى أن تجد الإهانة منه والتقليل ولكن هو من أخبرها هذا الصباح بعد أن اخبرته عن صعوبة دورة اللغة الإنجليزية بالنسبة لها،
فهي تجد صعوبة في نطق الكلمات وحل القواعد منذ الدراسه ولم تكن تنجح بها إلا بالكاد لولا هذه المادة لكانت حصلت على مجموع أعلى.
اكتشفت إنها سريعة الفهم في دورة الحاسوب، لكن أمر اللغة كان صعب عليها.

طرقت غرفة مكتبه، فخرج صوته سامحًا لها بالدلوف.
ظنها السيدة سعاد، ولكن فور أن علقت عيناه بها ابتسم إليها وهو يُطالع ما تحمله وقد تذكر عرضه الصباحي لها وقد أعجبه إصرارها في التعلم وتطوير ذاتها

- أنا قولت إنك هتكابري كعادتك

هتف مازحًا يُريد مداعبتها بالحديث ، فهي منذ أن ربطتهم وثيقة الزواج  وهي خلقت لحالها عالماً بعيداً عنه، تأكل جواره صامته إلا إذا حدثها تُحادثه،
إذا أرادت شئ منه تُبلغ السيدة سعاد أولاً

اطرقت رأسها بحرج وهي تتقدم منه تتلاشى أي تواصل بصري بينهم

- مش عايزه اتعب حد معايا، ميادة على قد ما بتقدر بتوجهني وملك رغم كل اللي فيها بتشجعني وأنت كمان بتساعدني بفلوسك

طالعها بنظرة كان يخص بها ملك وحدها، إنه بات يقدرها بشدة عزة نفسها التي لم يراها في الكثير من الناس حتى تحديها لظروفها، إنه بالفعل فخور بها، فهي دفعت حالها نحو ما لا يختاره إلا القليل,
اختارت أن تثبت حالها في عالم رفض وجودها كغيرها مما لا ذنب لهم

- تعالي يا بسمة وخليني أشوف إيه اللي مش قادرة تفهمي وبلاش كل شوية تقولي فلوسك، متنسيش إنك قدمتي ليا قبل كده مساعدة في الحملة الإعلانية ولولا دورك فيها مكنش بقى عندنا هدف من حملتنا الترويجية

طالعته وهي ترسم فوق شفتيها ابتسامة لم تنفرج معها شفتيها إلا قليلاً ثم وضعت أمامه الكتاب

- أنا محتاجاك تنطق قدامي الكلمات، لأن مهما بحاول اسمع واصحح لنفسي لساني بيخوني وبحس بحرج قدام زمايلي

خرج حديثها ببعض الحزن ولكن سرعان ما تذكرت مديح المحاضر الذي يُدرس لها دورة الحاسوب

- لكن أنا شاطرة في الكمبيوتر وبتعلم بسرعه أوي حتى إني عايزة اتعلم التصميم على الفوتوشوب

كانت سعيدة وهي تخبره إنها تُحب هذا المجال، رغم إنه سيكون بعيداً عن مجال دراستها

-  هيكون بعيد عن مجال دراستك يا بسمه، لكن مش مهم أهم حاجة تحبي اللي بتعملي

وضاقت عيناه يُفكر في شيئًا ما، ينظر إليها مبتسمًا

- أتمنى إنك تحترفي المجال ده، ووظيفتك عندي

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن