الفصل الواحد والأربعون(1)
***************أصابها الذعر وهي ترفع عينيها محدقة بصاحب الصوت ، أسرعت في وضع الملف الذي التقطته للتو فضولاً ثم عادت تُطالعه بتوتر وتزدرد لعابها.
اطرقت رأسها ، تمسح كفيها بثوبها من شدة توترها؛ فاقترب منها وعيناه تفحصها بنظرات ثاقبة- إيه اللي مصحيكي لحد دلوقتي؟
تسأل ؛ فطال إنتظاره لسماع جوابها، تحرر لسانها أخيراً يمنحها الخلاص من ربكتها
- تليفوني وقع مني، فجيت ادور عليه هنا
اماء برأسه، وقد عادت نظراته نحوها تفحصها بتدقيق
- ولقتيه؟
هتف ، فمنحته الجواب سريعاً ترفع إليه الهاتف، وبنبرة جليدية، جامدة كان يصرفها متمتماً
- روحي أوضتك
اعتلى ملامحها الحرج، تلوم حالها على غبائها منذ البداية في إضاعة هاتفها، جرت قدميها دون النظر إليه،وفور أن دلفت الغرفة التي تقيم فيها مع السيدة " سعاد"، أسرعت في إلقاء جسدها فوق الفراش تخفي وجهها بين كفيها وقد انسابت دموعها.
بكت لدقائق لا تعرف عددها، بكت على سنوات عمرها القليلة، وبكت على ألم يغزو قلبها ولا تعرف سببه، شعرت بتقلب السيدة "سعاد" فوق الفراش الذي يجاور فراشها؛ فاسرعت في مسح دموعها تؤنب نفسها على دراميتها وحسسيتها الزائدة حينا تكون معه.ظل "جسار" واقف في مكانه، يُحدق بالفراغ الذي خلّفته خلفها، تنهد بضجر ، والتقط الملف الذي به بنود الحملة وعقدها وعلى ما يبدو إنها لم تلتقط شئ مما هو مكتوب به.
..........طرقات خافتة وصوت بكاء ضعيف كان يتردد داخل أذنيه، فتح عيناه بثقل يرفع رأسه قليلاً، ليُدرك الأمر سريعاً, فصغيرته تطرق باب غرفته باكية..،
اسرع في النهوض من فوق فراشه بعدما عدل من وضع
" فتون" وغطا جسدها.
فتح باب غرفته وقد اعتلى الذعر ملامحه وهو يري شدة إحمرار وجه صغيرته، انحني مجفلاً نحوها يلتقطها بين ذراعيه- مالك يا خديجة، حببتي كفاية عياط
- سبيتني لوحدي يا بابي، وكذبت عليا
ضمها إليه يحتضنها بقوة، وقد اعتصره الألم..،والغضب أخذ يزداد داخله نحو فعلة " شهيرة" ، فلم تُراعي سنوات عمر صغيرتهم
- حبيبت بابي، أنتِ عارفه بابي بيحبك أد إيه، يسيب كل الدنيا عشانك أنتِ
مسح لها دموعها بكفه، فعانقته الصغيرة بشدة وخوفاً من فقدانه كما أخبرتها والدتها.التف خلفه بعدما أستمع لصوت " فتون" الناعس , التي فور أن لمحت الصغيرة بين ذراعيه، أسرعت في إلتقاط ثوب نومها، اشتدّت الصغيرة في احتضانه.. فتحرك بها نحو غرفتها؛ فعادت الصغيرة لبكائها فتوقف في مكانه متسائلاً بعدما تعالت شهقاتها
أنت تقرأ
لمن القرار
Romance* عالمه كان بعيد وموحش.. عالم مظلم تُغلفه الشهوات..شهوات كان يوماً يحتقر والده ويمقته علي انحداره فيها الي ان اتي اليوم الذي أصبح يسير فيه على خطاه ولكن كل شئ تلاشي في ليلة ممطرة مظلمة وكانت صحوة البداية * جاءت من قريتها بضفائرها وجلبابها البسيط وبر...