الفصل ٧٠(١)

35.8K 1.4K 99
                                    

الفصل السبعون(1)
****

تعلقت عيناها بالمنزل الذي حمل بين جدرانه ذكريات ظنت أن الزمن أخمدها
اغمضت عيناها كما اغمضتها كلما أتت لهذا المكان ، كلما أجبرتها الذكريات أن تعود لهنا حتى تشبع عيناها بكل زاوية من أركان هذا المنزل وتتذكر صورتها الضعيفة  فيزداد كرهها لحامد ويزداد إصرارها في رؤيتها له يخسر جميع أمواله.

سنوات سعت فيها للأنتقام منه بأكثر الأشياء حبً له " المال"، دفعته ليتورط في الكثير من الأمور الغير المشروعة.. صبرت سنوات حتى ترى حصاد إنتقامها ولولا أن نهاية إطاحته  ليست بيدها لكانت انهت عليه منذ أعوام.

اكثر من عشرون عاماً مر على ذلك اليوم الذي أتت بها صافي والده سليم لهنا بعدما عدلت عن قرارها في أخذها لمزرعة والدها ويعلم صفوان بالحكاية ويزوجها لهذا الرجل غصبًا فتعيش عمرها زوجة لمغتصب

- أنا مش عارف ليه مازلتي محتفظة بالمكان ده يا خديجة

تمتم بها الواقف خلفها، شقيق أحدى صديقاتها.. ذلك المراهق الذي كبر أمام عينيها بحكم صداقتها مع شقيقته

استدارت إليه تُقاوم شعورها بالرجفة، فاردف حانقًا من صعوبة إقناعها

- كنتِ خلتيني أشوفلك مكان أفضل من هنا، أو على الأقل حد يجي يقعد معاكِ

- أنا هكون مبسوطه وانا بعيد يا رحيم

دارت عيناه بالمكان وبموقع المنزل، فرغم وجود عدة منازل قريبة إلا أن اغلب من يسكن هذه المنازل يأتي في الأجازات الصيفية

- خديجة حالتك متسمحش تفضلي لوحدك.. أنتِ ناسية الوضع اللي أنتِ فيه

عيناها انتقلت تلقيائيًا مع حركة كفها نحو بطنها، طفلها سيُحارب من أجلها وسيأتي للحياة، هى بحاجة إليه..
لن ترفضه كما رفضت الاخر من قبل لأنه كان نبته حرام من رجل مغتصب
ترقرقت عيناها بالدموع تُقاوم ذرفها، صغيرها صار يسمع حديثها معه كل ليلة.. بات يعرف أسرارها وألامها

- متخافش عليا يا رحيم.. أنا لو احتاجت حاجة هكلمك

وبنظرة حملة الأمتنان، فهو قطع اجازته من أجلها وعاد لمقر عمله بمحافظة البحر الأحمر قبل إنتهاء أجازته

- شكرا يا رحيم.. وسامحني على اجازتك اللي اقطعتها، وارجوك  محدش يعرف بمكاني لحد ما أنا أقرر أظهر

ورغمًا عنه استسلم لقرارها، هو خاض تلك المشاعر المُبعثرة عند إنفصاله عن زوجته بعد قصة حب جمعتهم

غادر رحيم بعدما أكد عليها أن تهاتفه دون خجل إذا احتاجت لشئ وإنه سيبعث لها بمن تنظف المنزل وعليها ألا تعترض

علقت عيناها بالسيارة وهى تبتعد, تضم سترتها حول جسدها بعد شعورها بتلك النسمات الخفيفة.. تُغمض عيناها هذه المرة باسترخاء دون ذكريات, تُحرك يدها بخفة فوق بطنها

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن