الفصل (٦٠)٢

43.9K 1.5K 158
                                    

الفصل الستون (2)
******

توقف عن السير تتملكه حاله من الضياع لا يستوعب حتى هذه اللحظة ما نطق به الطبيب قبل أن يتركه،
عمته حامل, كيف ومتى ومع من ولما أخفت عليه هذا الأمر وأخفت عن الجميع؟

تعالت أنفاسه يرفع كفه نحو عنقه يمسده، فعقله مازال لا يستوعب
اتجه نحو الجدار يلطمه، هل اخطأت عمته بعد هذا العمر مع رجلاً؟

فارت دمائه مع تلك الأحتمالات التي اقتحمت عقله ، إنه سيجن إذا ظل هكذا منتظر أن يفهم.

اقتربت منه فتون وقد عادت بعض الدماء لوجهها الشاحب، تلتقط كفه الذي لطم به الجدار..
تنظر مصدومه نحو اصابعه التي جُرحت من شدة لطمته، فهي حتى هذه اللحظه لا تعرف متى أصبحوا بالمشفى منتظرين بالخارج خروج الطبيب ليُخبرهم عن حالتها

- سليم أرجوك حاول تهدا ، اهم حاجه دلوقتي تكون هي بخير

جذب ذراعه عنها مبتعداً، فهو ليس بحالة تسمح له ليسمع أحد.
خرج الطبيب إليهم أخيراً.. فتعلقت عينين فتون به واسرعت نحوه في لهفة صادقة

- هي كويسة ، الطفل منزلش..

حاول الطبيب أن يخرج حديثه مُرتبًا وبوضوح حتى لا يُعلقوا أمالهم على هذا الطفل، فالحمل ضعيف خاصة بعد تلك الرحلة الجوية المضطربه التي أتت عليها ومع سنوات عمرها الخامسة والأربعون, لا يستطيع إلا قول إستعدادهم لفقد الجنين.. فقد فعل ما بوسعه ولكن الأمر أصبح متروك للساعات القادمة

- مقدرش اقولكم علقوا أمالكم على إستمرار الحمل، عمر خديجة هانم ميسمحش للحمل ويعتبر حدوثه من الحاجات اللي بتحصل بالصدفه.. اكيد فهمني طبعا يا سليم بيه

- يعني إيه ممكن ينزل، متخليهوش ينزل..

هتفت بها فتون تحملق ب سليم الذي خرج عن صمته أخيراً

- المهم هي عندي، مش مهم أي حاجه تانيه..

اماء له الطبيب متفهماً، فحملقت بهم فتون في صدمه

- أنت عايز الطفل ينزل يا سليم..

انسحب الطبيب من أمامهم تاركاً تلك المناقشات العائلية

-  فتون خلي السواق يوصلك

طالعته في دهشة، فما الذي لا يُعجبه في حديثها.. هي ترغب من كل قلبها أن يبقى هذا الطفل، تلك السيدة التي اضاعت سنوات عمرها في السعي وراء نجاح أعمال العائلة فالوقت الذي كان هو فيه لا يهتم لا بحاله.

ابتعدت عنه تتأخد أحد المقاعد مكاناً للجلوس عليه رافضة إقتراحه الذي لم يُعجبها.

تجاهلت قراره متحاشية النظر إليه وسرعان ما عادت تُحملق به وهي تراه يسير من أمامها قاصداً المصعد

خرج من بوابة المشفى يشعر بحاجته القوية للتدخين، فلم يعد يطيق ألم رأسه

تحرك نحو احد المقاعد الخشبية وجلس شارداً لا يقوى على تصديق ما وصل إليه من قبل عن علاقة عمته بشقيق كاظم النعماني ، معلومة لم يُلقي لها بالًا.

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن