الخاتمة (5)
****سرد لها عن جميع ذكرياته بالماضي؛ فالماضي رغم ذكرياته المؤلمة إلا أن ذكريات شبابه كانت به، حكي لها عن زوجته الأولى وعن ذكرى حادثته التي لقت فيها زوجته حتفها وإصابته بعدها بالعمى، غادر وظيفته مع تكريم وشهادة فخر عن جهده بالشرطة، عالم من الظلام احتل حياته أربعة أعوام رفض فيها العيش ثم ظهور "ملك" ومساعدتها له ومساعدته لها لتخرج هي الأخرى من محنتها.
العمر سرقه الألم والحزن الذي غلف فؤاده وليس مستعدًا ليُسرق بقية العمر منه فلم يعد إلا في أواخر العقد الرابع من عمره.
عيناه تعلقت بها بعدما توقف عن سرد الذكريات التي اضحكته والتي تجرع معها معنى الألم.
- خليني أعوضك وأعوض نفسي معاكِ ومع ابننا يا "بسمة" ، أنا عارف أني بظلمك معايا.
توقف عن الحديث يزدرد لعابه؛ ففارق العمر بينهم أصبح يخشاه الأن خاصة وقد أجبرها على أول ليلة بينهم بعدما صارت زوجته وتلاقت أجسادهم.
اكتملت خطوات سيرهم بالصمت حتى ذلك الغداء الشهي الذي أعدته لهم السيدة "سعاد" قد نال منه صمتهم.
انقضى بقية اليوم حتى أسدل الليل عتمته وقد انعزل هو بين أرفف مكتبته يفر في صفحات أحد كتبه المفضلة ولكنه اليوم شارد بين أسطره.
أما هي انعزلت في الحديث مع طبيبتها كما اتفقوا أن تتواصل معها كلما رغبت في وصف تلك المشاعر التي تجتاحها مؤخرًا.
- وليه يا "بسمة" مش مصدقة إنك مهمه عنده وكل اللي بيحركه ناحيتك الحب، جوزك مش راجل قلبه بيتحكم بيه.
صمتت الطبيبة "هالة" للحظات تدلك ما بين جفنيها ثم عادت تنظر نحو شاشة هاتفها لتُكمل محادثتها معها عبر أحد التطبيقات.
- من واقع تعاملي مع جوزك.. عقله دايمًا المتحكم فيه ولو اتحكمت فيه رغبته للحظات بيحطها قدام كرامته.. ولأنه راجل بيتبع قرارت عقله بيقدر يتخلى و ردة فعله بتكون قاسية لكن كل اللي بتحكيه في علاقتكم شايفه إنه معاكي بيتبع قلبه يمكن في الأول قلبه كان رافضك لكن خلينا نكون واقعين ونقول الحقيقة لنفسنا.. كل اللي عيشتوه مع بعض خلىٰ كل واحد فيكم يعرف مشاعره صح، هو عرف إنه الحب ميعرفش قوانين المظاهر الإجتماعية.. وأنتِ عرفتي إنك مميزة وجميله وحلم أي راجل وعمرك ما كنت قليلة أنتِ اللي حاوطي نفسك في إطار الضعف.
- أنا عمري ما كنت مميزة ولا عمر حد بصلي إني جميله وهو هيجي في يوم يكتشف إنه غلطان زي ما اكتشف مع طليقته وقبلها "ملك".
- عقلك بيقتنع بكل كلمه بتنطقيها يا "بسمة" ، أقتنعتي أنك مش مهمه عند حد، اقتنعتي إنك من غير مساعده الناس مش هتكوني حاجة، اقتنعتي إنك ضعيفة وإنك مهمشه، عايزه تكوني حاجة وأنتِ شايفة إن المجتمع شايفك بنت فقيرة أخوها رد سجون.
أنت تقرأ
لمن القرار
Romance* عالمه كان بعيد وموحش.. عالم مظلم تُغلفه الشهوات..شهوات كان يوماً يحتقر والده ويمقته علي انحداره فيها الي ان اتي اليوم الذي أصبح يسير فيه على خطاه ولكن كل شئ تلاشي في ليلة ممطرة مظلمة وكانت صحوة البداية * جاءت من قريتها بضفائرها وجلبابها البسيط وبر...