الفصل٤٥(٢)

40.5K 1.3K 76
                                    

الفصل الخامس والأربعون (2)
**********
لم يأتي في مخيلتها يوماً، أنها ستهوي أرضاً من شدة الضحك، بل و سوف تسلب الضحكات أنفاسها وتسقط دموعها دون أن تعرف لها معنى
حدقها بنظرات طويلة وهي يستمع لصوت ضحكاتها التي اشعرته بمدى استخفافها بحديثه؛ فتوقفت عن الضحك وهي تراه مكفر الوجه، يقبض فوق كفيه بقوة..،
اعتدلت في وقفتها تُحاول التقاط أنفاسها وقد زين ثغرها ابتسامه واسعة

- مكنتش اعرف إن كاظم باشا بيعرف يقول نكت زي الناس العادية

ازدادت تقسيمات كاظم تجهماً من عبارتها، فاسرعت في وضع يدها فوق شفتيها قبل أن تعود لهسترية الضحك التي رافقتها منذ لحظات

- مش قادرة اتمالك نفسي

والتفت بجسدها، تتحاشا النظر إليه.. تعيد عليه حديثه

- عايزني اخضع واستسلم ليك، عايزني مجرد ست بتلبي رغباتك لحد ما تزهق مني، فتقولي مع السلامة مع مبلغ مالي حلو عشان اقدر اعرف كويس اد إيه أنت راجل كريم..
ومخرجتنيش من الجوازة ديه خسرانه

عقد ساعديه أمام صدره ينتظر فروغها من حديثها الذي رافقته بلعناتها عن حقارته

- إزاي بتقدر تكون بالحقارة ديه، ازاي للحظه افتكرت إن عندك قلب ممكن يحب

- جنات

صرخ اسمها عالياً، واقترب منها يقبض فوق كتفيها بقوة..، يزجرها بنظراته الحادة

- أنتِ ليه فاكراني راجل مغفل، وهصدق الدور اللي عايشاه

اتسعت عيناها ذهولاً وهي تسمع كلماته، هل لهذه الدرجة هو أعمى البصيرة؟

- اوعي تكوني فاكرة إني مصدق الدور اللي عايشه فيه البطولة ..، مهما عملتي هفضل شايفك في صورة واحده وأنتِ اكيد عارفاها

دمعت عيناها، وهي تري نظراته القاسية نحوها بعد سماعها لعباراته القاسية

- اختارتي تلعبي معايا، رغم إني حذرتك..عرضت عليكِ الفلوس لكنك كنتِ..

- بس كفاية

دفعته عنها صارخة، لا تستوعب مدي القسوة التي تُغلف قلبه.. تنظر إليه ؛ فتصدمها نظراته المستخفه

- طماعة، مخادعة، صائدة ثروات.. مش هو ده اللي أنت عايز تقوله

تقدم منها، يشبع عينيه من صورتها المهزومة أمامه.. يمدَّ كفيه هذه المرة نحو وجنتيها.. ؛ فانتفضت عنه ولكن تمكن في جذبها إليه بتصميم، فحاولت نفض جسدها عنه تنظر إليه بملامح جامدة

- في يوم قولتلك بلاش تدخلي عرين الأسد لكنك صممتي يا جنات

تلاقت عيناهم، وقد عادت قوتها الواهية تضج في عينيها.. تسأله بنبرة تحمل الأمل

- ليه؟

وسؤالها كان مبهم بالنسبة إليه، طالعها وقد ضاقت عيناه وكأنه لا يفهم عبارتها المنفردة، فابتلعت لعابها قبل أن تمنحه تكملة عبارتها وقد ضاع أملها

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن