الفصل السابع والثلاثون (1)
****************
لفظت "شهيرة" عبارتها، فكان لصداها قوة اخترقت قلب الواقفة في سكون تام..، لم تكتفي "شهيرة" بما قالته بل اخذت تُكرره إلى أن شعرت بالأرتياح وهي ترى عينين "فتون" الدامعة من وقع كلماتها عليها.
شعرت "شهيرة" بزهوة النصر وأن غريمتها فتاة ضعيفة في ثوب أمرأة وكما اخبرتها "دينا" إنها تستطيع التخلص منها دون جهد.ارتفعت أنفاس "فتون" مع محاولتها المُستميته في كبح دموعها، تلاشت المسافة بينهم ومع إحكام "فتون" المئزر حول جسدها وقبضتها المتماسكه به.. ؛ عاد الحقد يشتعل في عينين "شهيرة"
- اوعي تفتكري أنك حاجة ميقدرش سليم يتخلص منها ويرجع لعقله، أنتِ مجرد جسم بيشبع رغبته فيه وبكرة يرميكي لما يزهق ويشبع
وتجلجلت ضحكتها عاليا، تنظر نحو غريمتها الضعيفة الباكية
- اللي زيك ملهومش قيمةثم كممت "شهيرة" فمها بكف يدها تنظر إليها بتعاطف مصطنع
- أنا مش عارفه كان فين عقل سليم، لما فكر يتجوز واحدة كانت بتخدم عنده لا وكمان كانت مرات السواق بتاعهوتحولت نظرتها لتقزز وكأن الحديث يثير غثيانها
- ازاي بيقدر يلمسك مش قادرة أتخيلشعرت شهيرة بسعادة بالغة وهي ترى قسوة كلماتها فوق ملامحها، أدركت أنها وصلت للنقطة التي أرادتها .. ،طالعتها بكبر تجيده، تُردف بتهكم وسخرية لاذعة
- اظاهر سليم لما بيعاشرك بقوة بيفقد سيطرته وهو بيتخيلك كنتي ازاي في حضن السواق بتاعهلم تتحمل "فتون" سماع المزيد فاندفعت نحوها تدفعها من أمامها، صارخة بغضب..
تجمدت عينين "شهيرة" نحوها لا تستوعب ما تسمعه تنظر نحو يدها وهي تدفعها
- كفاية، كفاية، اطلعي بره بيتيلم تكن "شهيرة" وحدها مصدومة من فعلت"فتون" بل السيدة" ألفت" التي توارت عنهم بجانب احد الأركان تتابع الأمر بملامح حزينه
- بيتك
نطقتها "شهيرة" بصدمة، فهذا المنزل كانت هي سيدته يوماً، وكيف لهذه أن تُهينها بتلك الطريقة.. تلاشت لذة النصر من عينيها وعاد الغضب والمقت يحتلهما
- أيوة بيتي ولحد ما يجي اليوم اللي أنتِ مستنيه تشوفيني مطرودة فيه فهو بيتيوبنبرة قوية كانت تُخبرها رغم ارتعاش جسدها، أمام الواقفة بملامح جامدة
- أنتِ طليقته لكن دلوقتي أنا مراته يا شهيرة هانمأندفعت شهيرة لخارج الغرفة وصوت صراخها يعلو باسم السيدة "ألفت" ، التي كانت قريبة منها... ،طالعتها السيدة ألفت بتوتر
- فين بنتي، فين خديجة جهزولي حاجتها هاخدها معايا
- لكن يا هانم...
- قولت بسرعة ولا أنتِ مش بتفهميابتعدت عنها السيدة "ألفت" تنفذ لها أوامرها في صمت
شعرت "فتون" بارتجاف جسدها وهي تستمع لأمرها باخذ الصغيرة، خشيت أن تصبح في النهاية هي الملامة بعدما يعلم "سليم" برحيل صغيرته عن المنزل
بدأت أنفاسها تهدء رويداً رويداً إلى أن شعرت بارتياح ولكن ذلك الارتياح قد تبدل تماما وهي تستمع لصوت بكاء الصغيرة وصراخها باسم المربية التي ترعاها و"شهيرة" تصرخ بها
أندفعت للخارج راكضة تنظر للصغيرة التي تحملها إحدى الخادمات و" شهيرة" حانقة من بكاءها
أنت تقرأ
لمن القرار
Romance* عالمه كان بعيد وموحش.. عالم مظلم تُغلفه الشهوات..شهوات كان يوماً يحتقر والده ويمقته علي انحداره فيها الي ان اتي اليوم الذي أصبح يسير فيه على خطاه ولكن كل شئ تلاشي في ليلة ممطرة مظلمة وكانت صحوة البداية * جاءت من قريتها بضفائرها وجلبابها البسيط وبر...