الفصل الرابع والستون
*****
بخطى بطيئة استكملت خطواتها نحوه، خطوات سارت بها إليه بمزايج من المشاعر التي لم تعد تفهمها، مشاعر خاوية كصاحبتها.عيناه علقت بها مع كل خطوة كانت تقترب بها منه حتى صعدت سيارته.
زفراته خرجت قوية رغم الراحه التي عادت إليهلحظات من الصمت حاوطتهم، هي تنتظر منه الحديث حتى تعود للغرفة التي استأجرتها وهو جلس مسترخياً في مقعده يُحاول جمع شتاته وترتيب حديثه
- ليه ؟
هتف بها دون أن تحيد عيناه عن تلك النقطة البعيدة من الطريق الخالي من المارة يرخي أهدابه لعله يمنح عقله الراحه, ينتظر أن يعرف منها سبب مغادرتها منزله بعد ما حدث بينهم
طال إنتظاره وقبل أن يفتح جفنيه المغلقين, كان يسمع صوت تنهيداتها
- ليه وافقتي يا بسمه؟ تفتكري كنت هغصبك على حاجه
عاد يسأل وينتظر ما سيجعله يفهم فقد عجز عقله عن إيجاد السبب
لم يعد يطيق صمتها، وهذه المرة خرج صوته بنبرة أشد- ليه كنتي متجاوبه معايا
خانتها دموعها وقد عجز لسانها عن النطق، تفرك كفيها بقوة وها هى مشاعر الخزي تعود إليها
- ردي عليا يا بسمه
اطبقت فوق جفنيها بقوة تسمح لدموعها بالتحرر
- ردي عليا يا بسمه
قبض بيديه فوق كتفيها, يهزها حتى تتحدث..
جوابها سيمنحه السلام, ولكن صمتها لا يزيده إلا غضبًا ومقتًا على خزيه، لقد رأى دموعها وارتعاش شفتيها وهو يأسرها بين ذراعيه، نالها بعطش وبجوع كأنه لم يلمس أمرأة من قبل
- ردي عليا، لدرجادي أنا أذيتك.. كان بأيدك تضربيني بالقلم.. تطرديني من أوضتك.. لكن ليه استسلمتي، ليه سمحتي ليا ألمسك ..
- عشان بحبك.. وعشان اكرهك.. عشان تاخد المقابل اللي طلبته.. عشان حاجات كتير أنت عمرك ما هتفهمها وتحسها
تهدجت أنفاسها من فرط مشاعرها، فقد نال الجواب فليدعها تتحرر من جدران مملكته التي لم تكن إلا سجنًا لها
- ياريتني ما كنت اختارت عربيتك وهربت فيها، ياريتك ما جيت حارتنا, ياريتني ما كنت اتخيلتك في صورة حلوه..اخرج من حياتي زي ما أنا خرجت من حياتك
عيناه كانت جامدتين يستمع إليها في صمت، لقد الجمه إعترافها
هل كانت تحبه بالفعل؟ هل تخبره إنها منحت له جسدها لتكرهه؟جففت دموعها بيديها حتى كادت تجرح خديها فلم تعد تطيق تلك الدموع التي تذرفها من أجل نهاية وضعتها
- جسار بيه كلامنا خلاص خلص، ياريت تطلقني أنا مش عايزه حاجه من حد خلاص
لملمت شتات نفسها تضم سترتها حول جسدها واستدارت تمدّ يدها نحو الباب لتفتحه
أنت تقرأ
لمن القرار
Romance* عالمه كان بعيد وموحش.. عالم مظلم تُغلفه الشهوات..شهوات كان يوماً يحتقر والده ويمقته علي انحداره فيها الي ان اتي اليوم الذي أصبح يسير فيه على خطاه ولكن كل شئ تلاشي في ليلة ممطرة مظلمة وكانت صحوة البداية * جاءت من قريتها بضفائرها وجلبابها البسيط وبر...