الفصل٤٣(١)

39.5K 1.3K 77
                                    

الفصل الثالث والأربعون (1)
********
وفي أوقات تحتاج لأن تتلاشى كل شئ من حولك، أن تلقى ما تسمعه خلفك، أن تقف بثبات وترسم ابتسامتك..، وأن تتقدم لتُحارب في جبهتك، لتُحارب في منطقتك..، نحو طريق انت من سعيت لأجله.

تعلقت عيناها بذلك الذي نهض فور دلوفها، وقد رمقها صديقه بقوة، وابتلع باقية حديثه والتقط الماء يرتشق منه لعله يخرج من حرجه..،
رمقته "جنات"وهي تتمنى أن تقف رشفة الماء بحلقه ويموت من شدة سعاله.. ، وقد تحققت دعوتها وأخذ "جلال" يسعل بشدة.
تقدمت منه وعيناه لم تحيد عنها، ينظر مترقبً ردة فعلها، ومن نظرتها الواثقة...، خشي أن تحرجه أمام ضيوفه.. ،لم يفكر كيف جرح كرامتها ، بل فكر في وضعه أمام ضيوفه

- مساء الخير يا جماعه

القت تحيتها بابتسامة هادئه، واقتربت من ذلك الواقف..، تنظر لترقبه وانتظاره لرؤية ما سوف تفعله

- اسفه علي تأخيري، وعدم استقبالي ليكم

وبنبرة مازحه وهي تُسلط عيناها نحوهم، تتمتم بابتسامة واسعه

- المطبخ للأسف سرق اليوم كله مني، وملحقتش اجهز قبل وصولك

وببطئ كانت تلتف نحو الذي يجاورها، وقد تصلبت ملامحه

- اتمنى يكون الأكل عجبكم ، واكسب الرهان من كاظم.. إني طباخه هايله

امتدح الجميع طعامها وبالطبع عدا "جلال" الذي التقط أنفاسه اخيرا للتو من أثر السعال، واخذ يرمقها ويرمق صديقه.. ،منتظراً ردة فعله مع تلك التي يعرف مدى كره صديقه لها

- شايف يا حبيبي، صحابك بيشهدوا بطبخي..،بس بصراحه هو مبيحبش يتعبني في أي حاجة

ضحك الجميع، وبدأت الزوجات يتحدثن عن اطباع أزواجهم وحنقهم الدائم منهم لعدم اتقانهم للوصفات..

- مالك يا حبيبي لسا واقف مكانك كده

رمقها حانقاً، وعاد لجلوسه متمتماً لصديقه "جلال"، بعدما وجد ضيوفه ينتظرون جلوس سيدة المنزل اللطيفة

- جلال من فضلك..

لم يفهمه "جلال" في البدايه، ولكن سرعان ما تدارك حاله، ونهض من فوق المقعد يسمح لها بلباقه رغم حنقه الداخلي

- طبعا، طبعا.. اسف يا مدام جنات.. اتفضلي

جلست بينهم، وقد التمعت عيناها بثقه وهي تري نظراته المصوبه نحوها، ابتلعت غصتها وهي تشعر باستياءه من وجودها، ولكنه لم يكن يفكر إلا إنها بالتأكيد تسعي لتحقيق شيئاً ما، فباحثة مثلها علي الثراء لن تظل في حالة الضعف طويلاً
أصبحت الجلسة مواضيع لا تدور إلا عليها، كيف تعرفت علي كاظم، كيف جعلت هذا الرجل يتزوج أخيراً بعدما كان مضرباً عن الزواج

- اتقابلنا في شركة سليم النجار

التمعت عينين الجالسات، وقد جعلوا جميع حواسهم منصبه عليها.. ،يسمعون منها كيف كان اللقاء..،
نسجت في علقها حلماً بعيداً تمنته في مراهقتها.. ،قصت عليهم بعض مقتطفات استطاعت ترتيبها بواقعية..، وهو كان جالس يستمع في جمود، اما جلال ينظر إليها بنظرة ساخرة.. ،فهذه المرأة ليست سهله ولديه كل الحق في أن يجعل صديقه يكرهها

- مالك يا كاظم ساكت، ولا يا سيدي مكسوف تعترف لينا إنك اخيراً حبيت وجات الست اللي خليتك تفكر تتجوزها

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن