الفصل ٣٧(٢)

39.7K 1.2K 49
                                    

الفصل السابع والثلاثون (2)
***************
ودعت المكان الذي كانت تحبه يوماً ، لتتعلق عيناها به وهو يُصافح الحارس ويعطيه مفتاح المزرعة المكلف بشئونها. شقت السيارة طريقها لتنظر له وسؤال واحد كان يدور بعقلها

- هنعمل إيه مع الخدامة اللي ممكن تنقل كل حاجة لكاميليا هانم

وصمتت قليلًا تُجلي حنجرتها من شدة توترها، ثم أردفت
- وخصوصاً وإحنا نعتبر في حكم المنفصلين

ابتسامة ساخرة شقة طريقها نحو شفتيه، لم يعقب على حديثها ولم يعُطي لها إجابه..، ولكن مع ضجرها من صمته وتجاهله، استطردت
- مش عايزين الولاد يتأثروا بحياتنا

تنهد في صمت
- ملك أنا أغلب يومي في المستشفى أو العيادة، لو كنت الأيام اللي فاتت موجود كتير حواليكي

وأبتلع مرارته يُعطيها الإجابة صريحة
- كان عشانك، كنت عايز أعوضك لكن ملك الجديدة مش قادرة تسامح

أتخذت دور العتاب ولكن قبل أن تردف بشئ
- ملك أنا وعدتك هطلقك بعد ست شهور وهسيبلك الولاد تربيهم ، حريتك مني مش بعيدة يا ملك

حاولت أن تستشعر السعادة وهي تراه يهتف حديثه بمرارة، ولكن السعادة أصبحت بعيدة عنها منذ أن باتت ندوب الماضي عالقة بفؤادها.

توقفت أخيراً السيارة أمام البناية، طالعها ثم ترجل من سيارته حتى يخرج حقائبهم التي كانت مُعدة نحو رحلة أكبر،
اتبعته وقبل أن تنتبه نحو شئ، كان " فتحي" يهتف اسمها بعلو صوته

- فين أختي، طليقك اخدها فين
- أنت بتقول إيه، شكل حبسك كام يوم مأثرش فيك

حاول "فتحي" إزاحة يديه عنه، وعيناه عالقة بملك التي أتخذت "رسلان" درع حامي لها
- اسأل مراتك يا باشا، مراتك هربت أختي مع طليقها يوم فرحكم

صاح بها "فتحي"، مما جعل سائق "كاميليا" وحارسها الشخصي ينتبهوا على الأمر ويندفعون خارج السيارة المصطفة بانتظار سيدتهم ..، تفاجأ رسلان باحاطتهم له وقطب ما بين حاجبيه ولكن سرعان ما تلاشت تقطيبته ينتبه على صوت صراخ فتحي وقد بدء البعض ينجذب لحديثه

- ولا أحنا عشان ناس على قد حالنا يا باشا تعملوا فينا كده، أنا عايز اختي يا باشا
- قولتلك أختك منعرفش عنها حاجة

بهتت ملامح "ملك" خوفاً على بسمة واندفعت للأمام بعدما أخذ الحديث يتحول للشجار
- فين بسمة..، عملت فيها إيه.. انت يوم الفرح كنت ضربها علقة موت

وعادت عيناها نحو "رسلان" تنظر إليه برجاء
- خليهم يقبضوا عليه يا رسلان اكيد هو السبب في هروبها

علقت عينين "فتحي" بهم، فبعد أن كان هو صاحب الحق..، أصبح متهما يُحيطه رجلان ضخام الجثة، هاتف حاله بحنق

- جاي تتعارك مع ابن الوزير، هتروح اللومان ومحدش هيعرف عنك حاجة يافتحي

وفي لحظة خاطفة ، كان فتحي يهرول مغادراً المكان

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن