الفصل الواحد والسبعون
****أشرق الصباح ينسج خيوط نوره، وها هو مازال واقف مكانه ينظر للاشئ شارد الذهن يغمض جفنيه بقوة كلما عادت عباراتها تخترق صداها أذنيه
فهل كان بتلك الصورة التي شبهته بها رغم كل ما فعله معها، اختارها عن دون النساء وفي النهاية كان في صورة السجان" عايزني اكون في عالم سليم النجار لكن سليم النجار يكون في عالم فتون بنت عبدالحميد بنت الفلاح اللي بقى عايش في خيره هو و ولاده طبعا لاء"
" ضحيت بطفولتي عشان اكون ام لاخواتي، اتجوزي يا فتون عشان الحِمل يخف، اسكتي ومتتكلميش عشان الست مينفعش تتكلم.. اتجاوزي يا فتون كل اللي حصلك،
الاستسلام للناس الضعيفه لكن أنتِ قوية، لازم تكوني سيدة مجتمع أنتِ بقيتي خلاص مرات راجل مهم، خدامة اختارها الباشا.. يبقى لازم الباشا يرضى عنك.. لازم تكوني شبههم.. وفتون بتحاول تكون زيكم.. تلبس وتتكلم وتتصرف كأنها منكم وتنسى كل اللي حصل معاها.. وإزاي متنساش هى اصلا متملكش قرارها، متملكش قرارها ولا حياتها.. فتون مينفعش متقولش غير حاضر ونعم "تسارعت أنفاسه في تخبط، يفتح جفنيه المغلقين..وحقيقة واحدة تقتحم عقله، لا يثور المرء ويعود لنقطة البداية إلا وإذا عادت الذكريات تقتحم حاضره، تقتحمه لتُخبره أن لا شئ مضى
رفعت عيناها نحوه بعدما دلف الغرفة وقد قضت ليلتها مثله في سهاد، لم ينظر إليها رغم يقينه إنها مستيقظة واتجه نحو المرحاض
اغمضت عيناها بأرهاق يصحبه صداع الرأس تلمس موضع جنينها تخشى فقده كما فقدت الآخر من قبل..
دموعها انسابت رغمًا عنها ، اقنعوها أن جروحها التئمت وأصبحت الذكريات من الماضي والحاضر لديها يفتح لها ذراعيه ولكنها عادت لنقطة البداية.
كل شئ عاشته مع حسن عاد يقتحم ذاكرتها دون رحمه حتى هذا الرجل الذي طمع بها يومًا عاد بشره
تعلقت عيناه بها بعدما غادر المرحاض يجفف خصلاته ومازالت شاردة الذهن، فزاده الأمر يقينًا أن ما تخفي عنه ليس بهين ولن يخرج عن شخص واحد حذره كثيرًا أن يبتعد عن طريقه وطريقها
عيناها توسعت في صدمة تنظر لهاتفها الذي صار في قبضته رغم فحصه له ليلة أمس فلم يجده إلا خالي من أي رسائل أو أرقام غريبة ولكنه على يقين أنه يحتوي على شئ قد ازالته
- لأخر مرة يا فتون هسألك عن السبب، لاخر مرة هقولك إني متقبل أي شئ هتحكي ليا حتى لو كان خاص بالماضي
قتمت عيناه وهو يراها تتحاشا النظر إليه تبلل شفتيها الجافتين بطرف لسانها، فهى اختارت الصمت..
تحولت نظراته القاتمة بأخرى متوعدة يُغادر الغرفة كالأعصار، سيعرف ما اخفته عنه.....
اتسعت عينين جنات خشية, تنظر نحو كاظم الذي خرج للتو من المرحاض وقد وصل إليه ما هتفت به الخادمة قبل انصرافها
أنت تقرأ
لمن القرار
Romance* عالمه كان بعيد وموحش.. عالم مظلم تُغلفه الشهوات..شهوات كان يوماً يحتقر والده ويمقته علي انحداره فيها الي ان اتي اليوم الذي أصبح يسير فيه على خطاه ولكن كل شئ تلاشي في ليلة ممطرة مظلمة وكانت صحوة البداية * جاءت من قريتها بضفائرها وجلبابها البسيط وبر...