الفصل الرابع والأربعون (1)
********
هل فرت هاربة للتو من مشاعرها، وهل خانتها دموعها العزيزة حزناً وقهراً، وهل أندفعت نحو غرفة صغيرتها تُبحث فيها عن شيئاً تفقده؟والإجابة كانت واضحة، بل واضحة للغاية..
استيقظت الصغيرة بعدما شعرت بضمه قوية حنونه ..، ظنته والدها كما اعتادت ولكن عيناها الناعستين سقطت على ملامح والدتها غير مصدقه إنها تضمها إليها- مامي أنا بحبك اوي
همست الصغيرة بصوت ناعس، وعادت لغفوتها بعدما شعرت بالأطمئنان في أحضان والدتها..،
أزالت "شهيرة" دموعها، حتى تظهر لها بمظهرها المعتاد..، فوجدتها قد غفت بعدما منحتها أجمل عبارة، صغيرتها رغم هجرها لها وإهمالها تحبها دون أن تُطالبها بشئ غير حبها وعاطفتها.
عادت دموعها تُخانها، تتأمل ملامح صغيرتها التي تشبه والدها لحد كبير- ليه هو محبنيش زي ما حبك يا خديجة؟
والصغيرة كانت غارقة في أحلامها، تدفن نفسها اكثر في احضانها.
...........ضمها إليه بعدما أنتهت عاصفة حبهم، ابتسم وهو يراها تدفن رأسها بصدره..، تهمس له بخفوت وخجل ..، بأنها أسعد النساء..
ضحك وهو يُطالبها أن تعيد عبارتها عليه، فهو يحتاج سماعها منها- قوليها يا حببتي بصوت واضح
ارتفعت وتيرة أنفاسها وقد شعر بانفاسها فوق عنقه، بعدما تشبثت به أكثر
- سليم
تعالت ضحكاته، وهو يسمعها تهتف اسمه حتى يتوقف عن إرباكها
- سليم مش هيسكت النهارده، غير لما تقولي بصوت عالي كنتِ بتقولي إيه؟
أصر ورفضت، فقرصها فوق ذراعها.. فابتعدت عنه تصرخ من الألم..؛ فطالعها بعبث ينظر لهيئتها التي سرعان ما ادركتها عندما ابتعدت عنه، عادت إليه تدفن جسدها بين ذراعيه
- عبري ليا عن مشاعرك يا فتون، عايز أحس إني فعلا وصلت لقلبك وقدرت ارجع بطلك زي زمان
علقت عيناها بعينيه، وقد افاقها حديثه من نشوتها واحساس الكمال الذي يجعلها تشعر به كلما تعانقت أرواحهم
- مافيش بطل يا سليم، مافيش راجل بطل ولا ست بتكون بطلة الحكاية
احتلي الذهول ملامحه، ونهض معتدلاً ينظر لها وقد ضاقت عيناه، يُركز في امرأته الصغيره التي بدأت تكبر وتنضج مع الأيام
- كنت زمان بطلك يا فتون، إيه اللي اتغير فجأة
- ومازلت بطل حكايتيعقد حاجبيه، لا يستوعب انها أصبحت تجيد المراوغة اللذيذة والتلاعب معه بالعبارات، لم يكن بالرجل ذو الافق الضيقه.. بل كان بارع في التقاط الثغائر وفهم الملامح.. ،وصغيرته مهما نضجت وتعلمت فسيظل اكثر من يفهمها
أنت تقرأ
لمن القرار
Romantizm* عالمه كان بعيد وموحش.. عالم مظلم تُغلفه الشهوات..شهوات كان يوماً يحتقر والده ويمقته علي انحداره فيها الي ان اتي اليوم الذي أصبح يسير فيه على خطاه ولكن كل شئ تلاشي في ليلة ممطرة مظلمة وكانت صحوة البداية * جاءت من قريتها بضفائرها وجلبابها البسيط وبر...