الفصل التاسع والثلاثون
**************هل وقف أمامها " جودة النعماني" للتو، إنه بالفعل أمامها ينظر إليها بنظرة طويلة فاحصة وكأنه لا يُصدق إنها بالفعل حققت ما أخبرته به في لقاء أرادت أن تجد فيه الندم وحضن العائلة، ولكن " جودة النعماني" لم يغيره الزمن ولم يُحرك فيه الشَّيْب شئ, كما يفعل في البعض ويسارعوا في رد الحقوق وطلب السماح.
والعبارة التي تحدته بها وقد نفذتها واصبحت زوجة
" كاظم النعماني" ها هو يهتف بها وقد استند بجسده المتعب فوق ذراع أبنته- عملتيها يا بنت عثمان..
ثم طالع ابنه الذي وقف على مقربة منه، يظهر عليه صورة الزوج السعيد بزفافه
- عرفت إزاي تضحك عليك وخليتك تتجوزها.. كاظم النعماني اللي الكل بيحلف بذكاءه، قدرت بنت زي ديه تخليه يتجوزها
ابتعلت "جنات" حلقها، تنظر لملامح "كاظم" الجامدة، فهل كان ينقصها مزيد من الكره والتعقيد في حياتها؟ حتى يأتي
" جودة النعماني" اليوم ويخبره بحديثها- ده أنا قولت اخرك هترميلها الفلوس، لكن جواز
- خلصت يا جودة باشا
انتقلت عينين " جودة " نحو تلك التي حماها ولده بجسده- ولا في كلام تاني
- كاظم البنت ديه سبق وجات الفيلا عندنا عايزة حقها، و لما بابا قالها إن الأرض مبقتش ملكه وبقت ملك لك، اتحدته إنها هتعرف تاخد حقها كويسهتفت "مهيار" عبارتها بنظرت حاقدة نحو "جنات" التي تراجعت للخلف
- وأهي عرفت تاخد حقها كويس
- عارف يا مهيار كل حاجة، مش كاظم النعماني اللي يقدر حد يستغفلهلمعت عينين "جودة" بارتياح ولكن سرعان ما اختفى ارتياحه واقترب منه بخطوات بطيئة وهو يستند فوق ذراع أبنته
- ومدام عارف، اتجوزتها ليه.. ،ديه طمعانه في فلوس العيلة
- قصدك فلوسي يا جودة باشاحقيقة لا يمكن إنكارها، حقيقة اقتصت الأيام فيها من "جودة"، جودة ذلك الطامع الذي بني إمبراطورية من سرقة الحقوق، كانت والدة كاظم إحدى ضحاياه وها هو الزمن يدور ويعطي كل ذي حق حقه.
اطرق "جودة" رأسه في حسرة، فاقترب " كاظم" منهم يُخاطبهم
- أعذريني يا مهيار، كان نفسي اضايفكم بس زي ما أنتِ شايفه عريس بقى
ابتسمت إليه "مهيار" مجاملة وتجاوزت وقاحته في طردهم ولكنه تعلم أن "كاظم" لم يصبح هكذا إلا بسبب والدهما
- مبرووك يا كاظم
نطقت بها الشقيقة الكبرى وهي ترمق "جنات" التي أصبحت جامدة الجسد
غادرت " مهيار" بوالدها الذي أنسحب معها في صمت، فهو لم يعد يملك سلطة على شئ لا مال ولا عاطفة الأبوة
أنت تقرأ
لمن القرار
Romance* عالمه كان بعيد وموحش.. عالم مظلم تُغلفه الشهوات..شهوات كان يوماً يحتقر والده ويمقته علي انحداره فيها الي ان اتي اليوم الذي أصبح يسير فيه على خطاه ولكن كل شئ تلاشي في ليلة ممطرة مظلمة وكانت صحوة البداية * جاءت من قريتها بضفائرها وجلبابها البسيط وبر...