الخاتمه (١)

43.5K 1.4K 85
                                    

الخاتمة (1)

***

هل عَادت تلك المشاعر تخترق حُصونه مُجدداً، مشاعر لا يُريد تجربتها مع من يسكنون قلبه دون أن يُنازعهم أحدًا على مكانتهم.

كُل من أحبهم بكل كيانه تركوه ورحلوا، والدته التي كانت هي كل عالمه، عكس والده الذي تخطى حُبه لها وتزوج السيدة "فاطمة" التي أحبته وكأنه طفلها الذي أنجبته.
زوجته الأولى التي تخطى معها قرار الزواج؛ فترك كونه محط أنظار الكثيرات واختار زوجته مُقررًا ترك حياة العبث، وهي كانت نفحة هواء لطيفة داعبت حياته ثم كانت خسارته في حُلم طفولته، أن يكون ضابط شرطة.

داهمته هذه المشاعر وهو يقود سيارته بسرعة لم يعد يعرف حدها الأقصى.

عبرت سيارته بوابة المنزل المفتوحه وقد التقطت عيناه فور عبور سيارته وقوفها مع الحارس وإلتقاطها لشيء ما منه.

استشاطت نظراته غضبًا وهو يتوقف بسيارته يتحامل على ساقيه ويلتقط أنفاسه أخيرًا بعد وجدها بخير ومعها حارس المنزل.

تعبيرات ملامحه الجامدة نبأت العم "صالح" - الواقف معها - بغضبه؛ فهو بات أكثر دراية بتلك اللحظات التي يفقد فيها رب عمله قدرته على تمالك غضبه.

-  "جسار" بيه، أنا كُنت بجيب غرض للهانم.

أسرع العم "صالح" بالإشارة نحو المغلف الورقي الذي يضم تلك المخبوزات الشهية وأسرع بعدها مُبتعدًا مُتجهًا نحو البوابة ليُغلقها.

- كان بيعمل إيه هنا، وفين تليفونك.

حديثه خرج بنبرة قوية لم تصدمها ولكن تلك الابتسامة التي ارتسمت فوق شفتيها هي ما صدمته
"بسمة" تبتسم .

- تليفوني!!.

طالعته في حيرة وهي تنظر نحو يديها الخاليتين من الهاتف تتسأل مثله أين هو هاتفها
وهو لم يكن ينتظر منها هذا الجواب أولًا.
ازدادت ملامحه تجهمًا.

- كان بيعمل إيه هنا يا "بسمة"، أنا سامعك وأنتِ بتنطقي اسمه، ردي عليّا.

الغضب اكتسح ملامحه أما هي كانت هادئة مبتسمة ابتسامة لا تعرف لها سببًا، رُبما لأن "عنتر" أخبرها بحب هذا المتعنت المتسلط كما وصفه لها.

زفر أنفاسه بقوة واتجه نحو الداخل يعرج على أحد ساقيه يضغط على شفتيه بقوة يَنظُر حوله ويتجه هنا وهناك يُصيح باسمه.

- "عــنــتــر".

اتبعته في صمت تُخرج أحد المُعجنات الشهية وتقضمها مستمتعه برائحتها ومذاقها.

ممتنة هي لهذا الهدوء العجيب الذي أحطاها؛ فجعلها تُحملق به بتخمة صارت تُشبعها.

- "عنتر" كان هنا جيه عشان يعزمنا على افتتاح فرع جديد لمطعمه.

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن