الفصل (٢٨)١

40.3K 1.2K 69
                                    

‎الفصل الثامن والعشرون (1)
***************
‎مسح حبات العرق من فوق جبينه بعد ان ازال قفازه الطبي وعقم يديه.. إسترد أنفاسه اخيرا وقد عاد يشعر بخافقه ينبض من جديد
‎يا له من شعور قوي على قلبه وطفله كان منذ ساعات يتمدد أمامه في غرفة العمليات
‎خرج من الغرفه ينظر إلى والدته التي سرعان ما التقت عينيها به وهرولت إليه تضم جسدها نحوه ودموعها تغرق خديها
‎ضمها نحوه بعدما تلاشت كل المشاعر الحاقده داخل قلبه... نعم كان حاقد على عائلته على نفسه على كل شئ جعله كاللعبه
‎احب أمرأة ضعيفة تركته دون أن تهرول إليه تطلب منه أن يكون موطنها لقد كان يعد لكل شئ حتى تسافر معه وتبتعد عن كل شئ... ولكنها فضلت أن ترحل
‎والدته لم ترحمه وضعت امومتها وحبها أمام زواجه من ابنة شقيقتها الخائنة... زواج يعد باطل وأطفال كرههم رغم عنه لأنهم منها
‎دائرة الحقد كانت أقوى منه... رسلان الذي تعلم دومًا أن يكون رجلا حقيقيا لا تهزمه الرياح هُزم مع أول تجربة وضع فيها وكان كباقية البشر... قانط نحو كل شئ
‎ابعد والدته عن ذراعيه.. فنظرت إليه بندم
‎- أنا اسفه يا حبيبي... أسفه إني....
‎وضع كفه فوق شفتيها يحثها على عدم إكمال حديثها.. أطرقت كاميليا عينيها بخزي... فلم تجد أي حديث تخبره به وعادت ترفع عينيها نحوه تسأله
‎- عبدالله هيكون كويس مش كده
‎- محتاج رعاية وإهتمام خاص...
‎- هجيبله كل اللي يحتاجه... ممرضه وداده وكل حاجه يحتاجها
‎واردفت متحمسه تتمنى أن تنال الإجابه التي ستطرب قلبها
‎- هتيجي تعيش معانا في الفيلا
‎والبهجة التي كانت ستعود لترتسم فوق ملامحها قد تلاشت وهو يخبرها صراحة بقراره
‎- لا يا ماما انا اشتريت شقه وهعيش فيها أنا و ولادي... أنا خلاص قررت أستقر تاني في مصر
..............
‎تلاشت ملامح السعاده من فوق ملامحها واصبحت الصدمه وحدها المرسومة.. هزت رأسها لا تستوعب ما سمعته هل يضعها شقيقها بين اختيارين هكذا
‎- انت بتقول إيه يا حامد... عايزني اطلق واسيب بنتي واجي اقعد معاك في القصر مقابل إن امسكي إدارة الشركات كلها واتولي مكانك في إدارة المجموعة... انت اكيد حصلك حاجه
‎- والله يا شهيرة ده المقابل وافقتي اتنازل ليكي عن المنصب موافقتيش خلاص نفضل زي ما إحنا بنحارب بعض
‎طالعته بعينين مازالت الصدمة تغشاهما تهتف دون تصديق
‎- انت سامع اللي بتقوله كويس
‎- تمام يا شهيرة كده أنا عرفت إن العرض مرفوض.. اعتبري إن مسمعتيش حاجة
‎رمقته بحقد لا تصدق أن شقيقها وصل لتلك البشاعة
‎- أنت عايزني اكون زيك وحيده محدش يهتم بيا.. معنديش عيلة
‎تجلجلت ضحكته تصدح في ارجاء المكان.. فالتقطت حقيبتها تنظر نحوه بتقزز ومقت.
‎تجمدت عينيه نحو الفراغ الذي تركته خلفها يزفر أنفاسه ببطء
‎- متأكد إنك مش هترفضي يا شهيره..
‎وعاد يضحك بجنون ينتظر جوابها الذي لن يطيل
...............
‎واصبحت عادته يوميا يأتي صباحا عندما تفتح المطعم وفي موعد غلقه.. غامت عينيه بالحنين وهو يراها كيف تضحك مع صديقتها
‎تحرك بسيارته بعدما انعطفت نحو الطريق الأخر..
‎وفي المكان الذي كان يجمعه برفيق دربه كان يقف بسيارته ويخرج منها ينظر نحو رسلان الذي وقف جوار سيارته يتكئ عليها ويعقد ساعديه أمام صدره
‎- بقالك كتير
‎رمقه رسلان بنظرة خاطفه ثم عاد ينظر نحو ظلام الليل
‎- متعود ديما استناك
‎جاوره سليم في وقفته مبتسما
‎- تعرف إني مش مصدق لحد دلوقتي رجوعك... كفايه هروب بقى يا رسلان
‎- جيهان خرجت من حياة جسار
‎تعلقت عينين سليم به ينتظر أن يستطرد في حديثه اكثر
‎- مش هدمر حياتها ولا حياة حد... هبص لولادي ومستقبلي
‎التقط سليم أنفاسه بعدما شعر بالراحه من قرار صديقه وما فعله
‎تعالا رنين هاتفه فابتلع الحديث الذي في جوفه وأخرج هاتفه.. هتف بقلق في مربية أبنته
‎- مالها خديجة يا مدام ألفت
‎أنتبه رسلان على صوت صديقه القلق وقد ابتعد عنه ينصت للسيدة ألفت
‎- مدام شهيرة مبتردش على التليفون... والبنت سخنه جامد.. مكنش قدامي حل غير إني اتصل بيك يا بيه
‎أغلق هاتفه وأسرع في تشغيل سيارته تحت نظرات رسلان القلقه
‎- مالها خديجة يا سليم
‎- حرارتها مش راضيه تنزل والأم العظيمه كالعاده مشغوله عن بنتها
‎انطلق سليم بسيارته وخلفه رسلان الذي اتبعه... مر الوقت وها هي الصغيره تفتح عينيها تنظر نحو والدها تهتف اسمه
‎- بابي
‎ضمها لحضنه يلثم جبينها الذي لم تنخفض حرارته إلا قليلا
‎- كده يا ديدا تقلقي بابي عليكي
‎وقف رسلان يطالعهم ودون شعور منه كان يبتسم... خفق قلبه وهو يري ابوة صديقه.. وكيف تتمسح الصغيره بوالدها
‎حاله من الإنتشاء المحب للقلب كانت تغمره
‎أندفعت شهيرة نحو الغرفه تنظر نحوهم
‎- مالها خديجة يا سليم
‎ابتعد سليم عن صغيرته يسحبها خلفه حتى لا تري الصغيره شيجارهم
‎- المربية رنت عليكي كام مره... ردي يا هانم
‎نفضت يده عنها تدلك ذراعها
‎- كان عندي عشاء عمل مهم والتليفون كان صامت
‎- عشاء عمل.. اجتماع.. سفر... ندوة... حفله.. إيه مافيش في حياتنا غير كده.. بنتك فين من كل ده
‎- بنتي هتكون فخوره بأمها وهي شيفاها واصله لأعلى المناصب
‎دار حول نفسه قبل أن يفقد صوابه
‎- بنتك عايزه ام مش عايزه سيدة أعمال
‎واردف متهكما
‎- وقال إيه عايزه نخلف طفل تاني
‎تعلقت عينيها برسلان الذي أراد الإنصراف دون رؤيته حتى لا يشعرهم بالحرج من وجوده... انسحبت من المكان تتمتم بكلمات حانقه مما جعل رسلان يزداد حرجًا
‎- مكنش ليه لازم لكل ده يا سليم
‎رمقه سليم ساخرا يربت فوق كتفه
‎- ده العادي في حياتنا انا وشهيره يا رسلان
............
‎طرق على سطح مكتبه بقوة بعدما ضاق ذرعًا من إيجادها وها هي المعلومه الأخيرة تصل إليه إنها رحلت من البلد بأكملها.. لا يستوعب إلى الأن أن جيهان تركته ورحلت
‎اغمض عينيه بقوة يتذكر الليله الأخيره التي اتفقوا فيها على الزواج بعدما لم يعد يتحمل قربها دون أن تكون زوجته
‎دلفت ملك مكتبه تحمل بعض الأوراق تنظر نحوه قلقلًا من هيئته تلك
‎- عرفت عنها حاجة
‎طالعها بعدما تهاوي بجسده على مقعده يفرك خصلات شعره
‎- لسا هعرف على أي بلد سافرت
‎واردف وقد كاد شدة تفكيره يسلب عقله
‎- كنا كويسين مع بعض يا ملك
‎اقتربت تضع الأوراق أمامه وقد أدركت أن تلك المرأة جعلته مهوس بها
‎- جسار أنت مش شايف تعلقك بجيهان بقى مرض... جيهان مش هي..
‎وقبل تردف بباقي عبارتها كانت ترى رجًلا غير جسار الذي عرفته بعدما أنتهت رحله علاجه وعاد له نور عينيه
‎- جيهان هي ريماس.. كل حاجه في جيهان كانت في ريماس مراتي... القدر بعتهالي عشان اعوض اللي كان نفسي اعيشه معاها.. فاهمه يا ملك فاهمه
‎ابتلعت لعابها بخوف تتراجع للخلف من هيئته ... وقد سقط قناع الحقيقة أمامها اليوم
‎" جسار لم يُشفي بعد من حادث زوجته... جسار تحرر من الظلمة التي غشت عينيه ولكن ذلك الحادث لم يُشفي منه .. مازال يريد زوجته الراحله، مازال ضميره يؤنبه بسبب موته "
.............
‎وقف بسيارته أمام المصحة النفسية التي تتعالج بها خالته... اغمض عينيه واخذ يلتقط أنفاسه يتذكر ذلك اليوم بتفاصيله
‎" للأسف مقدرناش ننقذ الأم.. البقاء لله "
‎إنهارت ناهد صارخه تهرول نحو الغرفة التي مازالت قابعة فيها أبنتها تهتف بها راجية أن تستيقظ...تُحرك جسدها بين يديها والكل يقف يُطالعها في ذهول ... أما هو كان يقف يُطالع كل شئ بعينين جامدتين حتى تعلقت عينين ناهد به وركضت نحوه تدفعه وتصرخ به
‎" أنت اللي موت بنتي... أنت اللي موتها.."
‎ولم تكن مها هي من ماتت اليوم وحدها هو أيضا مات ولم يعد كما هو.
‎فتح عينيه بعدما تلاشت تلك الذكرى من عقله... يلتقط أنفاسه المتلاحقة يقبض فوق عجلة القيادة حتى ابيضت مفاصل أصابعه .
‎ترجل أخيرًا من سيارته يسير نحو الداخل...التقي بطبيبتها التي لم يكن لديها ما تقوله إلا أن الحاله كما هي ولكن اسم واحد أصبحت تردده هذه الأيام " ملك "
‎ارتجف قلبه عند سماع اسمها ... إنه يصارع رغبته في نسيانها والبعد عنها وتركها في حياتها.. فما الذي جانته من عائلتهم
‎والحنين أخذه إلى أول ذكرى رأها فيها بعدما عاد من لندن بعد رحله دامت لسنوات ليُحقق اسمه... عاد ليري ابنة خالته ليست كالتي كانت قبل ذهابه نحو مستقبله.... خطفت قلبه وعيناه بضحكتها...
‎ارتجفت عينيه وشعور قاتل يحتله.. إنها كانت في حياة رجلًا اخر كما أعطي هو اسمه لأمرأة خائنه انجب منها طفلان.
‎اقترب من غرفة ناهد بعدما أشارت إليه ممرضتها بالدلوف واغلقت الباب خلفها لتتركه معها.. تقدم منها ينظر إليها كيف أصبحت وللحظه إهتز قلبه شفقة ولكن سرعان ما تلاشت شفقته ولم يبقى إلا الحقد داخله
‎فتحت عينيها بعدما شعرت أن هناك من يقف قرب فراشها... لم تكن تُصدق إنها ستراه ثانية.. ها هو رسلان جاء إليها.. سقطت دموعها ترفع كفها نحوه ولكنه ظل جامد في وقفته يُطالعها بملامح باردة
‎تمتمت اسمه بصعوبه بعدما تمكنت تلك الجلطة منها
‎- رسلان... مها
‎ارتسمت السخريه على شفتيه... يعلم من نظراتها له ماذا تريد أن تعلم... واعطاها الجواب الذي اراحها
‎- متخافيش مفضحتهاش في النهايه هي أم ولادي يا ناهد هانم
‎اغمضت ناهد عينيها وانسابت دموعها
‎- مبسوطه دلوقتي
‎وعندما لم يجد منها إجابه التف بجسده وقد فضل الرحيل...فهو لا يريد تذكر ذلك اليوم و مها تخبره على فراش المشفى تلفظ أنفاسها الأخيرة إنها لم تكن عذراء واجهضت جنين كان في رحمها نتج عن تلك الليلة وإنه لم يقربها ضعفًا منه ولكنها هي من وضعت له المخدر حتى يقترب منها وتحدث علاقه بينهم.. زيجة كانت باطله وضعته داخلها بل وجعلت أولاده ينتجون عنها
‎- ملك
‎تجمد في حركته عندما أستمع لصوت ناهد الخافت...ف اكمل خطواته نحو الخارج
‎- ولاد مها.. ملك بس اللي هتحبهم.. متخليش حد غيرها يربيهم..
‎ملك مش هتعمل فيهم زي ما عملت فيها.. ملك هتحبهم
‎قبض على مقبض الباب فلم يعد لديه قدرة لتحمل المزيد
‎- اتجوز ملك
...........
‎" إستدعاء من السيد سليم"... تلك العبارة التي تلقتها من مديرها المباشر الذي رمقها بنظرة فاحصة قبل أن يعود لمكتبه.. ارتجف قلبها للحظات ولكن سرعان ما كان شعور الحقد يعود إليها.. وقفت بثبات تفرد جسدها ترفع شفتيها إستنكارا تخبر حالها
‎" وانتي خايفه ليه منه يا جنات... ده هو المفروض يخاف منك ويعملك الف حساب"
‎وإستنتاج اخر كان يدور في خلدها فقضمت فوق شفتيها تفسر وتحلل لحالها
‎" اكيد عرف علاقتي بفتون... وعايز يهددني إني مفضحوش"
‎ولم تكن تشعر بخطوات قدميها إلا عندما استمعت لصوت مديرة مكتبه تهتف بها
‎- ايوه يا أستاذه حضرتك واخده في وشك كأن مافيش حد موجود
‎تراجعت جنات خطواتان تطالعها بإستغراب إلى أن تداركت الأمر
‎- جنات من قسم الشئون الإداريه.. سليم بيه طالبني في مكتبه
‎أشارت إليها الجالسه بالدلوف وعادت تتابع الأوراق التي أمامها... رمقتها جنات بمقت واطرقت فوق الباب ثم تقدمت تنظر لداخل الغرفة الفسيحة...
‎تعلقت عينيها به وهو يقف قرب مكتبه يعطيها ظهره ويتحدث في هاتفه.. التف إليها يُشير نحوها بالجلوس حتى يُنهي مكالمته... دقيقتان لا أكثر وكان ينظر لها يسألها بأدب
‎- تشربي ايه يا انسه جنات... قهوه ولا عصير
‎اتسعت عينين جنات ذهولا من مقابلته
‎- لا يا فندم شكرا
‎واردفت بجديه بعدما زال ذهولها
‎- حضرتك كنت مستدعيني
‎شملها بنظرة خاطفة عرف خلالها إنها تعلم كل شئ عنه وعلى ما يبدو أن فتون أخبرتها عما فعله بها... ذلك الذنب الذي لم يغفره لنفسه حتى اليوم
‎- فتون
‎انتفضت جنات عن مقعدها تحدق به بقوة
‎- عايز إيه من فتون تاني مش كفايه اللي عملته فيها... اوعي تكون فاكر إن فتون العيلة الصغيرة اللي جوزها الواطي كان مشغلها خدامه عندك لسا زي ما هي
‎والتقطت أنفاسها وعاد الحديث ينبثق من بين شفتيها وسليم يُطالعها بذهول
‎- لولا إنها زمان رفضت تبلغ عنك وتفضحك كان زمانك مفضوح دلوقتي بين الناس
‎- انسه جنات ممكن تديني فرصه اتكلم...
‎ولكن جنات لم تصمت... لم يتحمل سماع المزيد من إهانتها لها فضرب على سطح مكتبه بقوه فتراجعت للخلف تتمالك أنفاسها وتنظر إليه بترقب وهو يقترب منها بخطوات ثابته
‎- أنا عارف كل الصفات الوحشه اللي فيا بس متحاوليش تخرجي سليم القديم
‎وجنات لم تصمت كعادتها فاندفعت هاتفه
‎- أنت بتهددني
‎زفر أنفاسه بضيق فعلى ما يبدو إنه اختار الشخص الخطأ للحديث معه
‎- إظاهر يا أستاذة إننا مش هنعرف نتكلم بهدوء... كل اللي كنت عايزه منك إن اساعد فتون عشان تكبر في شغلها واكون بعيد عن الصوره لكن انتي واخده وضع الهجوم
‎اردف عبارته الأخيره متهكما.. فتجهمت ملامحها بإستياء ترمقه بمقت ثم غادرت مكتبه فوقف يُطالع اثرها يزفر أنفاسه بضيق
...........
‎- مالك يا جنات سرحانه كده ليه ؟
‎تسألت فتون وهي تلتقط منها المعلقة تُقلب بها الطعام بدلًا عنها
‎- عنده بنت جميله، مراته سيدة أعمال ناجحه
‎قطبت فتون حاجبيها تنظر لها دون فهم
‎- هو مين ده؟
‎- سليم يا فتون
‎بهتت ملامحها قليلًا وسرعان ما عادت لطبيعتها.. اكملت تقليب الطعام في صمت ولكن جنات لم يكن الصمت ما تريده منها
‎- أنا بقولك إنه معاه بنت عشان تعرفي إنه كمل حياته وكنتي ولا حاجة يا فتون
‎أرادت جنات أن تجعلها تفقد أي مشاعر تقودها نحوه... وقد أصابة الكلمه هدفها "هي لا شئ" وهي تعرف ذلك تماما... وضعت جنات يدها على كتفها
‎- اوعي يا فتون تنسى هو عمل فيكي ايه
................
‎انتفضت من غفوتها تنظر حولها تضع بيدها على قلبها حتى اخذت أنفاسها تهدء رويدًا.. عادت لوسادتها ثانية تضع رأسها عليها تُحدق في السقف بشرود
‎- ليه جتيلي في الحلم يا مها... ديه أول مره.. عايزه مني ايه
‎ورغمًا عنها سقطت دموعها... لم تكره مها يومًا... من فرقتهما هي ناهد وحدها... شقيقتها كانت تسير خلفها تنفذ اوامرها وقد افسدها الدلال
‎عاد الحلم يقتحم مخيلتها في صحوتها... فالحلم غريب.. مها تبكي لها ثم تسقط داخل البئر تصرخ بها أن تنفذها
‎وهكذا استمر تفكيرها بالحلم طيلة اليوم... حتى هاتفت أخيراً حالها
‎- أنا هكلم ميادة... واسأل عن ولادها
‎والإجابة كانت تحصل عليها من ميادة...عبدالله الصغير مريض ومنذ اسبوع اجري عملية بالقلب و رسلان عاد لأرض الوطن وانفصل عن العائلة بأطفاله
‎- رسلان أخد الولاد يا ملك من ماما... أنا مش عارفه ليه بيعاقبها كده... طب هما ذنبهم إيه يتبهدلوا كده والولد مريض والتاني مبقاش ياكل وكأنه حاسس بأخوه
‎وبعدما كان الحلم وحده ما يُورق مضجها أصبح ما سمعته أيضا يُحزن قلبها على الصغيرين
................
‎وقفت أمامه بعدما اتخذت قرارها الأخير بعد أيام عديدة
‎- سليم إحنا لازم ننفصل
‎التف إليها وتوقفت يديه عند منتصف صدره ثم عاد يكمل إحلال ازرار قميصه...
‎اقتربت منه فتلاقت عيناهم لوهلة عبر مرآة الغرفة
‎- سليم ده في مصلحتنا ومصلحة بنتنا
‎وعند تلك النقطه عاد ينظر إليها ينتظر سماع المزيد مما ستخبره به
‎- حامد حط طلاقنا شرط قدام إني أكون رئيسة مجلس الإدارة.. إحنا ننفصل لحد ما كل حاجة تبقى في أيدي وبعدين
‎- وبعدين إيه يا شهيرة
‎خرج صوته متهكمًا... فتراجعت للخلف تنظر إليه تبحث عن رد منطقي تقنعه به
‎- نرجع لبعض من تاني وهنكون إحنا الكسبانين
‎صدحت ضحكته حتى دمعت عيناه فشعرت وكأنه قد فقد عقله
‎- سليم إحنا ناس بتوع بيزنس لازم ندور على اللي يكسبنا
‎واقتربت منه مجدداً تتحسس صدره بأظافرها المطلية تنظر في عينيه تنتظر الإجابة....ابتسم إليها ومال برأسه نحو كتفها فاغمضت عينيها بإنتشاء
‎- أنتي طالق يا شهيرة

‎اقتباس من الفصل القادم
***********
‎دلف لغرفة صغيريه متلهفًا بعدما أخبرته الخادمة أن خالة أولاده بالداخل... تلاشت لهفته عندما تلاقت عيناهم ولم يجد في عينيها إلا الخواء
‎- ولاد اختي هيعيشوا معايا يا دكتور
‎ضيق عينيه وهو يقترب منها بخطواته يشير للمربية أن تنصرف حتى يسمع ما تخبره به ثانية
‎- مسمعتيش اللي قولتيه
‎اقتربت منه تنظر إليه بقوة وتعيد عليه ما أراد سماعه
‎- ولاد اختي أنا اللي هربيهم

‎يتبع بإذن الله ( قراءة ممتعة)
**********

‎#لمن_القرار ❤️
‎#سيمو

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن