الفصل الرابع والأربعون (2)
*********ضمت جسدها من شدة البرودة التي أخذت تقتحم روحها قبل أن تشعر بها تسير بين أضلعها ، وقد بدء جسدها يرتجف.. ، تنظر نحو الضيوف وقد نبذها الجميع بعدما نالوا منها أجوبة عن أسألتهم،
وهل بالفعل تركت مدينتها وبحثت عن مكاناً أخر حتى تستطيع العيش فيه.شدَّت الضغط فوق شفتيها، كلما ابتلعت غصتها بمرارة وهي تنظر إليهم كيف يتمازحون مع رئيسهم ومع بعضهم،
فحتى هو لم يهتم لأمرها بعدما افتتح الحفل بها وقدمها لضيوفه ومدحها بينهم ببضعة كلمات ظنتها إنه يخصها بها وحدها، ولكن الكلمات لم تكن إلا خطابً منمقًا اعتاد علي الهتاف به مع كل نموذج اضاف لشركته شيئاً.تلاقت عيناه بها ولكن سرعان ما كان يندمج مع مدراء الأقسام، وخاصه تلك التي أتت من قبل المنزل مع فريق التسويق والتصقت به الليلة كالعلكة.
انسحبت في صمت، بعدما رأت إنها لو وقفت لمائة عاماً لن يهتم بها أحداً، أندفعت بخطوات سريعة نحو الغرفة التي تُقيم بها مع السيدة سعاد، ودست رأسها أسفل وسادتها تنتحب بقهر، تسأل نفسها متي سيأتي اليوم الذي ستشعر فيه إنها تشبه هؤلاء القوم، هل لأنها فقيرة ام لأنها حاله يشفق عليها الجميع؟
شعرت بلمسة حانية فوق ذراعها وهمس خافت حزين خرج من السيدة سعاد، تلك المرأة التي مهما قست عليها فهي لا تراها إلا كوالدة لها
- متعيطيش يا بسمة
لم تشعر بنفسها إلا وهي تحتضن السيدة سعاد بقوة بعد عبارتها الحانيه، تسألها كما كانت تسأل نفسها منذ دقائق معدودة
- هفضل لحد أمتى الناس تشوفني حالة بتشفق عليها دادة، هو الفقر عيب، ليه الناس بتشوفنا إننا تحت أوي
- الفقر عمره ما كان عيب يا بسمة، اهم حاجة عزة النفس يا بنتِ
ابتعدت عن ذراعيها، تنظر إليها في صمت دون أن تتوقف عن ذرف دموعها، ثم هتفت متحسرة
- معندناش غيرها يا دادة، هي والشرف.. معنديش حاجة تانيه املكها
توقفت دموعها، ثم عادت تنساب فوق خديها وهي تتذكر تلك الليلة التي أراد فيها عنتر أن يغتصبها
- لو كان ليا أخ عارف يعني إيه عرضه وشرفه، مكنش رماني للناس والبهدلة
دمعت عينين السيدة سعاد تأثراً، فهي ظلت لأيام تدعو علي هذا الأخ الذي أراد بيع عرضه بمال بخس، بل أراد أن يجعلها عاهرة ترضي الزبائن بجسدها
وبخفوت اخذت تتأوه من وجع ذراعها وقد عاد الألم يشتدَّ عليها، طالعتها السيدة سعاد في ذعر وهي ترى نفس الذراع الذي ظلت طيلة اليوم تدلكه وتمسد فوقه وقد ظنت إنها مجرد ألم طفيف تشعر به، بعدما عاد جسدها للأعمال الشاقة في الخدمة
- ماله دراعك يا بسمة، من قبل الحفله وأنا واخده بالي بتدلكيه
والتقطت ذراعها، فخرجت صرختها، فاسرعت السيدة سعاد تنهض من جوارها
أنت تقرأ
لمن القرار
Lãng mạn* عالمه كان بعيد وموحش.. عالم مظلم تُغلفه الشهوات..شهوات كان يوماً يحتقر والده ويمقته علي انحداره فيها الي ان اتي اليوم الذي أصبح يسير فيه على خطاه ولكن كل شئ تلاشي في ليلة ممطرة مظلمة وكانت صحوة البداية * جاءت من قريتها بضفائرها وجلبابها البسيط وبر...