الفصل (٦٠)١

38.5K 1.4K 74
                                    

الفصل الستون(1)
********

ازدادت سرعة أنفاسه وهو يراها تبتعد عنه، ترخي ذراعها الملتف حول عنقه.. تفتح عيناها وتنظر إليه بنظرة متخمة  وسرعان ما كانت تغلق عيناها عائدة إلى غفوتها تفرج عن شفتيها قليلاً.

أصابته الصدمة وهو ينظر إليها  لا يستوعب أنه بادلها قبلتها. ابتعد عن الفراش يلتقط أنفاسه الهائجة من شدة تسارعها ينظر إليها مجدداً.

تنفسها المنتظم لا يدل إلا على شئ واحد إنها كانت تحلم وتلك القبلة ما كانت إلا في حلمها، ولكن هو..

خرج من غرفتها يمسح فوق وجهه المتعرق، يتسأل هل بات يراها بتلك الصورة التي يرفضها.

دلف غرفته حانقاً من نفسه يفرك رأسه بقوة

- أنت بوستها يا جسار، ولو مكنتش بعدت عنك بنفسها كنت ممكن...

جمدته الحقيقه التي أخبر بها حاله لن يكذب على نفسه هذه المرة، هو تجاوب معها, شعر بتلك الرعشة التي لا تقتحم الجسد إلا رغبة ولكن منذ متى ينساق نحو رغباته دون أن يُسيطر عليها

- لا، لا مش معقول أكون بدأت أشوفها بالصورة ديه.. مش معقول

........

علقت عيناه بها وهو يراها واقفة أمام المرآة تنظر لهيئتها في ثوب نومها بلونه المميز.

تلاقت عيناهم بعدما اقترب منها ووقف خلفها ينظر إليها بتلك النظرة الدافئة التي تُخبرها حقيقة واحدة أن لا أحد أحبها سواه ،
رسلان هو عائلتها الوحيدة مهما عصفت بها الحياة وضاعت في بؤسها لم تجد إلا هو جوارها يُحارب من أجلها يبحث عن أي شئ يُرضيها ويُسعدها.

شعرت بيديه تلتف حول خصرها يُخرجها من شرودها

- صحي بعد ما حطيته على سريره ففضلت جانبه لحد ما نام تاني

- تعب من اللعب طول اليوم

هتفت بها وقد ارتسمت فوق شفتيها ابتسامة ناعمة، تتذكر ركض الصغير وصياحه بسعاده طيلة اليوم

- كان مبسوط أوي النهاردة، وأنا كمان كنت مبسوط يا ملك

همس بها وقد داعبت أنفاسه الساخنة عنقها وأزدادت يديه جراءة في لمس نعومة ثوبها

- عبدالله ملهوش ذنب في كل اللي عيشناه، كان بيضحك ويجري النهاردة عشان إحنا حواليه وشايفنا مبسوطين

التمعت عيناه بألم ممزوج بالحنين ، فصغيره الحنون يُشبهها

- عبدالله طالع ليكِ يا ملك، بيفكرني بيكِ وأنتِ طفله.. كنتِ زي الفراشة الجميلة وجودك ليه بهجة

- أنت بتكذب يا دكتور، أنا كنت طفله منطوية .. مها هي اللي كانت بهجة العيلة

اختفت ابتسامتها بعدما تمتمت بها وقد اقتحمت بعض الموافق ذاكرتها.
توقفت يديه فوق ذراعيها وقد أصابه الجمود حينا ذكرت اسمها وذكرته بصورة العائلة المثالية المترابطة.

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن